طباعة هذه الصفحة

«الماضي يعود غدا»

إصدار جديد للكاتب العربي بوزيان

فاطمة الوحش

صدر حديثا عن دار ادليس للنشر والترجمة رواية «الماضي يعود غدا « للعربي بوزيان، حيث تقع الرواية في 136 صفحة، قام بتصميم غلافها وتصفيف صفحاتها ايمان عبد الحكيم، وتعد هذه الرواية رابع عمل للكاتب بعد «في قلبي أنثى أمازيغية» و «نزيف الذاكرة» و «الخمارالأسود».

« الماضي يعود غدا «رواية اجتماعية، جاءت في اثنى عشر فصلا، تناولت مواضيع مختلفة، الكذب، الخيانة العظمى، الفساد، الظلم والغطرسة، وسط الفوضى بين باب الزوار بالجزائر العاصمة ومدينة الونشريس الأشم (تيسمسيلت)... تولد قصة حبّ بين خديجة ومهدي الذي ينتمي إلى عائلة فاسدة بنت ثروتها على الحرام، عكس خديجة التي تربت في بيئة محترمة وتعلمت القرآن الكريم على يد الشيخ عبد الجليل، رفقة صديقتها «سيرين» وحفظتا القرآن في عمر عشرة سنوات، كبرت خديجة وشاء القدر أن تلتقي مهدي..
 هل كان للحبّ أن ينتصر إن ولدا في بئتين مختلفتين بين فاسد وصالح!! قد ينتصر الحبّ على كل هذا وذاك أو يغتال قبل أن يرى النور، قد ندفع ثمن الخطيئة غاليا ونصاب بخيبة أمل حين نعتقد أن الذين أحببناهم بصدق ورأيناهم كما لو أنهم إشراقة أمل في حياتنا بعد ليلة شتائية باردة بأنهم يحبوننا بقدر ما أحببناهم وأنهم يحترموننا بقدر احترامنا لهم ويخافون علينا بقدر خوفنا عليهم، وربما يحدث العكس فنكتشف فيهم الحياة التي نحلم بها!! الأيام وحدها من تكشف لنا الحقيقة، إما صدمة أو سعادة أبدية...
بعد عشرين سنة تنقلب الأمور في ذلك المجتمع الذي عاش فيه الشعب مختلف أنواع الظلم والقهر، فيخرج إلى الشارع ليقف في وجه الفساد والمفسدين بصدور عارية، يطالب بحقه في العيش الكريم، وتنقلب الكفة لصالحه فينتصر... لتستعيد خديجة بذلك الذكريات التي خلدتها شوارع باب الزوار والونشريس...
وعن العنوان يقول صاحب الرواية «قد يتساءل البعض، كيف للماضي أن يعود، وغدا بالضبط، وبأي حق يفعل ذلك!!
هناك من سافروا عبر خيالهم الواسع إلى البرزخ والتقوا أنبياء ورسل وفلاسفة وقادة حرب كهتلر مثلاً وحاوروهم وتناقشوا معهم وعادوا إلى الفانية بعد رحلة شاقّة، ثمّ خطت لنا أناملهم قصصا وروايات صوّروا لنا فيها ما عاشوه في البرزخ: هل حدث هذا بالفعل وكيف؟ طبعا لا، لكن المبدع يصنع للقارئ من الخيال واقعا، مع أنّني لست مبدعا ولا أملك من الحس الإبداعي إلا القليل.
يحدث وأن يلتقي الإنسان بماضيه في أي زاوية من زوايا هذا العالم ربما في موقف نفسه عاشه قبل عشرين سنة فتعود به اللحظة كما لو أنه يعيش الماضي، ربما أغنية أو شخص ما، كان القدر قد فرقهم، ونفس القدر جمعهم بعد حين، قد يظلمك أحدهم وينسى (أن الطريق طويلة والبغلة عثارة) يأتي اليوم الذي انتظرته، تراه يدفع ثمن جريمته ارتكبها في حقك قبل عشرين سنة، يتراءى لك الماضي ويمر شريط تلك الأيام أمام عينيك قد ننسى ماضينا أو نتناساه، لكن سلنتقي به يوما ما في لحظة ما.»

اقتباس:
«قال هذا أنا شيء من الوطن، وجدتني أشبه كثيرا وطني كنت جالسة في الحديقة قبل أن أستفيق من شرودي على وقع صرخة وهي فتاة تطلب النجدة، ثم رأيت ذلك الشاب وهو يضع السكين على رقبتها يطلب منها ما تحمله من نقود، وما أثار دهشتي أكثر حدث ذلك أمام المارة دون أن يتدخل أحد منهم لإنقاذ فتاة كانت بين مخالب حيوان مفترس، ظنت المسكينة بأنها ستجد من ينقذها لكن هيهات، وقبل أن أصل إليها كان قد أخذ منها كل ما كانت تحمل من نقود وانطلق وسط الشارع كالكب هاربا، كانت تبكي وهي تقول ماذا أفعل الآن يا أختي قد أخذ مني كل شيء، من لهجتها اتضح لي بأنها غريبة عن العاصمة.»