طباعة هذه الصفحة

استعادت حركيتها من جديد

شــواطئ «بونـــة» وجهــة المصطافــين

عنابة: هدى بوعطيح

راحة واستجمام في “الوقت الضائع”

تعود الحركية من جديد إلى شواطئ بونة وفضاءات التسلية بها ومنتزهاتها، بعد رفع قرار الغلق من قبل السلطات العليا للبلاد، حيث تشهد هذه الأماكن إقبالا كبيرا للمصطافين الذين يحجون إليها هذه الأيام قبل نهاية موسم الاصطياف، خاصة بالنسبة للأطفال الذين تعج بهم الشواطئ بحسب ما وقفت عليه «الشعب» بحثا عن الاستجمام والاستمتاع بالبحر قبيل الدخول المدرسي.
عنابة اليوم تستقبل مصطافيها من جديد، العشرات من أبناء بونة، يتوافدون على هذه الأماكن منذ الساعات الأولى للاستمتاع بنسيم البحر، حيث عادت المضلات الشمسية لتحتل لها مكانا على الشاطئ الذي استعاد جماليته بهذه المناظر، بعد أن عاش ولعدة أيام شبه عزلة إجبارية بسبب وباء كورونا الذي خيم بظلاله للسنة الثانية على التوالي على موسم الاصطياف، ولحسن حظ سكان هذه المدينة وزوارها افتتحت الشواطئ من جديد، شباب ونساء وأطفال تنفسوا الصعداء بعد رفع الحجر الصحي عن مناطق الاستجمام والترفيه، مؤكدين على ضرورة التزام مرتادي الشواطئ بجميع الإجراءات الوقائية لتفادي إصابات أخرى بهذا الوباء.
شواطئ بونة لم تستقبل فقط أبنائها، بل كانت أيضا قبلة لمصطافين من الولايات المجاورة لجوهرة الشرق، والذين توافدوا عليها بقوة، سيارات تحمل ترقيم مختلف الولايات المجاورة لعنابة، تشكل طوابير لا متناهية نحو كورنيش عنابة الذي يعتبر مقصد السياح بالدرجة الأولى، إلى جانب شاطئ «وادي بوقراط» بسيرايدي أحد أفضل المنتجعات بعنابة لتموقعه الساحر بأعالي  جبال الايدوغ، والذي بات يتوفر أيضا على فضاءات للتسلية والاستجمام بعد العمل على تهيئة طرقاته، وربط الشاطئ بمطاعم تقليدية، تقدم مختلف الأطباق التي تشتهر بها هذه الولاية، ما جعله كذلك قبلة للوافدين على هذه المدينة.

مقصد لا بد منه
وتقول السيدة «أمينة» من ولاية قالمة والتي وجدناها رفقة زوجها وأبنائها بشاطئ «ريزي اعمر» إنها كانت تنتظر بشوق كبير إعادة فتح الشواطئ، خصوصا وأنها لم تساعدها الظروف مع بداية موسم الاصطياف للاستمتاع بالبحر، وهذا ما جعلها تقرر زيارة عنابة وقضاء أيام عند عائلة لها، قائلة بأنها لن تفوت فرصة زيارة مختلف شواطئها والأماكن التي تعودت الذهاب إليها، على غرار ساحة الثورة «الكور»، «ولالة بونة»، ناهيك عن الاستمتاع بجبال سيرايدي.
ونفس الأمر بالنسبة لعائلة «حمادي نبيل» من سوق اهراس، الذي حل بعنابة عشية رفع الحجر المنزلي عن شواطئها، قائلا بأنه سيستغل فرصة الاستمتاع بالبحر مع عائلته الصغيرة إلى غاية انتهاء عطلته، متأسفا في سياق حديثه بالوضع الصحي للبلاد الذي حرمهم من التمتع كما ينبغي بموسم الاصطياف والتخوف من الإصابة بهذا الوباء القاتل، مؤكدا أنه يحرص على تجسيد التباعد الجسدي حفاظا على صحة عائلته.
كما صادف تواجدنا بشاطئ « عين عشير» عائلة قدمت من ولاية ورقلة في زيارة لعنابة لأول مرة، حيث قالت السيدة «صبرينة» والتي جاءت رفقة والديها وأخوتها، أنهم قرروا قبل بداية الحجر زيارة هذه المدينة والاستمتاع بجمالها، إلا أن قرار غلق الشواطئ أجل سياحتهم إلى وقت آخر، مشيرة إلى أنهم وبمجرد الإعلان عن فتح الشواطئ يوم 25 من الشهر الجاري لم يؤخروا يوما واحدا في الالتحاق بهذه المدينة السياحية والتمتع بشواطئها ومناطقها السياحية التي تشتهر بها، قائلة بأنها ستزور سيرايدي، وشطايبي، ناهيك عن زيارة مواقعها الأثرية مثل لالة بونة ومتحف هيبون.

ليالي بونة تنتعش
من جانب آخر عادت الحركية أيضا إلى كورنيش بونة ليلا، ولكن تنتهي قبل حلول الساعة العاشرة ليلا كما هو معمول به بأغلب ولايات الوطن بسبب جائحة كوفيد 19، حيث يستغل زوار بونة هذا التوقيت للتجوال به وقضاء سهراتهم بالمدينة التي لا تنام وسط تعزيزات أمنية للأمن الوطني، لإحباط أي محاولة للسرقة أو الاعتداء على المصطافين وهو ما جعلهم يقضون ليالي صيف عنابة في أمن وطمأنينة، وجعل وجهاتهم تختلف بين الشواطئ والساحات العمومية، على غرار ساحة الثورة أو «الكور» القلب النابض لجوهرة الشرق «بونة»، بالإضافة إلى منتزهات المدينة، التي تستقبل بدورها يوميا العديد من العائلات العنابية وزوارها، الذين ثمنوا قرار فتح الشواطئ وفضاءات الترفيه والتسلية، لكن مع التأكيد على المحافظة الصارمة على الإجراءات الوقائية، وذلك للحيلولة دون انتشار الوباء وسط المصطافين وسكان بونة.