طباعة هذه الصفحة

سكان مشتة عين مراح بعين عبيد (قسنطينة)

نقائص بالجملة ومشاريع التنمية الغائب الأكبر

قسنطينة: مفيدة طريفي

يطالب سكان مشتة عين مراح ببلدية عين عبيد بولاية قسنطينة ،بمشاريع تنموية  ترفعهم من الفقر والحرمان الذي يعشونه منذ عقود خلت  على غرار تجسيد  طرق ملائمة لتنقلاتهم،  وتوصيل منازلهم بالغاز الطبيعي و حل مشكل نذرة المياه مع توفير النقل المدرسي الذي يعتبر هاجس بالنسبة للتلاميذ المتمدرسين الذين يقطعون يوميا عدة كيلومترات مشيا على الأقدام.
هذا الوضع أثر كثيرا على سكان المنطقة الذين ناشدوا السلطات في العديد من المناسبات التدخل لإيجاد حلولا لمعاناتهم اليومية، وفي هذا الصدد صرح أحد السكان أنه «يقيم بهذه القرية منذ أزيد من 30 سنة وأنهم يعانون من انعدام أبسط وسائل العيش الكريم بدءا من وسائل  النقل خاصة في فترة الشتاء، وأزمة المياه وصولا إلى غياب الغاز الطبيعي الذي انعكس عليهم سلبا بسبب اضطرارهم لشراء قارورات غاز البوتان التي أثقلت كاهلهم بمصاريف هم في غنى عنها.
«الشعب»  ولدى وقوفها عند مشتة عين مراح التابعة إقليميا لبلدية عين عبيد بعد بحث طويل عن الطريق المؤدي إليها توصلنا لطريق متمثل في مسلك ترابي وعر يؤدي لسكان المشتة حيث وقفنا على صعوبة المسلك بسبب الحفر والمطبات وهو ما يمثل انطلاقة للمشاكل والنقائص الكبيرة التي تعانيها المنطقة وصورة واضحة عن غياب تام لأي مبادرات لشق طريق رئيسي خاص.
 فبعد ساعة من المشي وصلنا للمشتة التي تظهر عليها ومن الوهلة الأولى مظاهر البؤس والحرمان، وفي  حديثنا مع سكان عين مراح الذين اشتكوا من غياب أدنى متطلبات العيش الكريم فهم يعيشون وسط غياب الغاز الطبيعي الذي يعتبر الغائب الأكبر حيث يعتمدون على الاحتطاب من أجل الطبخ والتدفئة شتاءا لتصبح قارورة غاز البوتان الهاجس الأكبر سيما مع غياب النقل بالمنطقة ما يجعلهم يستعملون الجرار الفلاحي للوصول لوسط البلدية للحصول على قارورة بوتان مطالبين الجهات المعنية بالنظر لحالتهم المزرية ومعاناتهم اليومية جراء غياب شبكة الغاز عن المنطقة .
كما ذكر السكان الحالة المزرية التي يعانون منها جراء انعدام المياه الصالحة للشرب  حيث يضطرون إلى جلبها في بعض الأحيان من مناطق بعيدة مستعملين الدواب لنقلها أحيانا وعلى ظهورهم أحيانا أخرى وهو ما زاد من معانات البسطاء بسبب ثقل كاهلهم بمصاريف كثيرة هم في غنى عنها.
 المنطقة عندما تتجول بها تجد أنها مجرد مكان معزول عن العالم، فالمرأة هناك لا تزال تطبخ باستعمال الحطب الذي تجلبه من الأحراش المجاورة للمشتة حيث تحدثنا مع إحداهن والتي اشتكت كثيرا من غياب الغاز والنقل اللذان حول حياتهم لجحيم لا يطاق.
من جهة أخرى يشتكي سكان عين مراح من غياب النقل المدرسي الذي يعتبر أكبر مطلب بالنسبة لهم، حيث يضطرون لقطع العشرات من الكيلومترات مشيا على الأقدام،  ما يعكس معاناتهم بشكل يومي لإيصال أبنائهم لمؤسساتهم التربوية على وهو الأمر الذي أثر سلبا على محصولهم الدراسي جراء التعب الذي يتحملونه للالتحاق بمقاعد الدراسة.