طباعة هذه الصفحة

“الشعب” ترصد الأجواء الرمضانية بسيدي بلعباس

هكذا تستقبل العائلات الشهر الفضيل

عادات وتقاليد في مستوى شهر الرحمة

تقضي ربات البيوت ساعات في بالاسواق وأخرى بالمطبخ لتعطي جوا مميزا  عند حلول شهر الصيام، هي عادات وتقاليد تمسكت بها العائلة في سيدي بلعباس خاصة تلك المرتبطة بالمناسبات الدينية المميزة كشهر رمضان الكريم الذي يحتاج إلى تفرغ ربات البيوت له كليا لأضفاء طابع مغاير للشهور الأخرى من السنة، التفاصيل في هذا الاستطلاع الذي قامت به جريدة “الشعب”
بلعلباس: بيوض بلقاسم

بيوت تعبق برائحة الشهر الكريم

تجتهد النساء العباسيات قبل دخول هذا الضيف الكريم في الإعداد له باستقبال عظيم، فتستعد بأعمال كبيرة كتنظيف البيوت بغسل الجدران وتزيينها وتجهيز المطابخ بالأواني الجديدة التي تليق بهذا الضيف الكريم، وتكون بحلة جديدة عن سابقه واقتناء المواد الغذائية التي تزين مائدة الإفطار.
   تنكب العائلات خاصة النساء المعنيات أكثر بالتحضيرات الخاصة لاستقبال الشهر الفضيل، التي أصبح يطغي عليها الجانب الاجتماعي أكثر من الديني.
حيث تنطلق أياما قليلة قبل دخوله من خلال ما تعرفه تقريبا كل الأسر من عادة طلاء المنازل وتهيئة كل صغيرة وكبيرة فيها.
وأكدت السيدة فطيمة لـ “الشعب” أنها تخصص يوما كاملا قبل استقبال شهر رمضان المعظم لكل غرفة من الغرف لتنظيفها بدقة ونزع الغبار عنها وتعليق المفروشات، لتترك الاهتمام بالمطبخ إلى اليوم الأخير لاستقبال هذا الضيف الكريم، ليبقى محتفظا بنظافته أطول فترة ممكنة في هذه المناسبة الدينية،
وتضيف أنها في العديد من المرات تذهب إلى بيت أهلها لمساعدة والدتها في تنظيف المنزل وغسل الأواني، مؤكدة في هذا السياق لـ “الشعب” أن هذه الاستعدادات تختلف من عائلة لأخرى إلا أنها تشترك في إضفاء تغييرات وتعديلات مهما كانت بسيطة بالبيت، كما تقول السيدة “فطيمة” أن ربات البيوت تستغل هذه الفرصة لشراء كل ما هو جديد، أو ما لم يستعملنه أو يجربنه من قبل لأنه من الضروري استقباله بالجديد.
السوق الوجهة الأخرى للسيدات
تنقلت “الشعب” بين المارة بمختلف الأسواق العباسية، كسوق وسط المدينة الذي كان يكتظ كالعادة بالدرجة الأولي بالنساء، فسألنا بعض السيدات عن تجهيزاتهن للشهر العظيم فقالت السيدة خليدة ربة منزل:” أنا أغتنم فرصة انخفاض أسعار   شهر شعبان لاقتناء كميات وفيرة من الخضر لأقوم بحفظها في الثلاجة نظرا لندرة بعضها لاحقا وارتفاع سعرها وربح الوقت”.
فيما صرحت السيدة “غنية” قائلة:” التحضير قبل حلول شهر رمضان أصبح عادة أكيدة، فأنا أقوم بشراء وتخزين ما يمكنني تخزينه، وطبعا لا يفوتني اقتناء   الأشياء المفضلة لدى عائلتي خلال شهر رمضان العظيم، كالجلبانة والقرنون، وغيرها من الخضروات، وأقوم بتنظيفها وحفظها في الثلاجة”.  أما الحاجة “خديجة” فأكدت لنا أنها تشتري المكسرات شهورا قبل حلول رمضان المبارك وتخزينها لتمضية السهرات بالبيوت مع الأقارب والأحباب، وإعداد الحلويات بها كالبقلاوة والقطايف وأصناف أخرى التي يتطلب إعدادها المكسرات المرتفعة الثمن في رمضان.
تجميد الخضروات لتجنب ارتفاع الأسعار
حلول شهر رمضان يتطلب إعداد مؤونة خاصة، كتجميد بعض الخضروات لغير موسمها مثل البازلاء والفلفل والطماطم والقرعة وغيرها من المواد التي ترتفع أسعارها، فتقوم معظم النساء بشراء وتخزين الكمية التي يمكن الاحتفاظ بها في الثلاجة، كل هذه التحضيرات تزداد مع كل موسم أو مناسبة من المناسبات الوطنية والإسلامية، خاصة في الشهر الفضيل الذي جعلت منه الأسر مناسبة للاستهلاك والإسراف.
والملاحظ في هذا السياق أن أكثر من يحتفل بهذه المناسبة اليوم الشباب خاصة الإناث، حيث يرون المناسبة جيدة وفرصة لا تعوض لتجمعهم، مثلما توضحه الشابة جميلة لـ “الشعب” حين سألناها عن أسباب الاهتمام البالغ والاستعداد الكبير للنساء بقدوم رمضان خاصة فالنساء أكثر من الرجال اهتماما بالعادات الاجتماعية وأكثر حرصا على التجمع واستمرار الصدقات والعلاقات، كما أن المرأة تتمسك بكل شيء عاطفي يولد لديها الشعور بذكرى جميلة مع أهلها أو صديقاتها.
تحضيرات جرت على قدم وساق
في هذا الصدد تعبر السيدة ميرة لـ “الشعب” عن فرحتها بقدوم شهر رمضان الكريم وتوضح كيف استعدت لاستقبال هذه المناسبة فقالت:” تحضيراتي لهذا الشهر طبعا ككل ربات البيوت تكون قبل المناسبة بمدة زمنية، فأبدأ بتنظيف المنزل وما يتبعه، كما أحرص على حفظ الخضروات في الثلاجة وبما أنني أصنع الديول لـ”البوراك” في رمضان فأحرص على نوعية الدقيق المستعمل حتى أتحصل على عجينة ممتازة، فالديول والقطايف حاضرة دوما في بيتي، فقد احترفت هذا العمل وأحببته وأتقنه وأنا الآن أقوم بتعليم الفتيات في بيتي حتى يجهزن لرمضان في البيت ما لذ وطاب، وكذلك لكي يستغنين عن شراء ذلك يوميا في رمضان من السوق.
المساجد ...حلة جديدة
تشهد أغلب المساجد على مستوي ولاية سيدي بلعباس حركية كثيفة وتجنيدا لمختلف المترددين عليها، الذين تطوعوا من أجل خدمتها وتهيئتها لتكون في أبهى حلتها، ضمن صور تعكس حقا قيم التكافل والتضامن التي يزخر بها الجزائريون. الأجواء هي نفسها تقريبا بالنسبة لجميع المساجد تشبه كثيرا حملات تنظيف البيوت التي تدشنها ربات البيوت نهاية شهر شعبان، حيث تطوع رجال وحتى النساء من أجل تنظيف سجاد المساجد وإزالة الغبار من مختلف زواياه وكذا تنظيف الجدران والثريا، كل في الجهة الخاصة به فالرجال تكلفوا بالجناح المخصص لهم، أما النساء فتجمعن في جناحهن كل واحدة في مهمة خاصة بها.