طباعة هذه الصفحة

الروائي محمد مفلاح

موسوعة إعلامية الحياة الثقافية الوطنية

«غادرنا الإعلامي المتميز والكاتب الكبير بلقاسم بن عبد الله دون أن تتوج جهوده الكبيرة في الإعلام والثقافة بتكريم وطني بهيج يحضره كل أعلام الإبداع والكتابة»، هذا ما قاله الروائي محمد مفلاح لـ»الشعب» عن فقيد الساحة الثقافية الجزائرية، مشيرا إلى أنه كان يتمنى له ذلك التكريم الوطني وهو حي يزرق !.. وأشاد مفلاح بخصال الأديب الراحل الذي أسهم ـ حسبه ـ بفعالية في إثراء الحياة الثقافية الوطنية على مدى عقود طويلة، وشجع عديد الكتاب والأدباء على مواصلة مسيرة الكتابة بعدما احتضن أقلامهم في منابر الإعلام الثقافي التي كان يشرف عليها وهم في بداية المشوار، مؤكدا بأنه يعد نفسه واحدا من بين هؤلاء الكتاب الذين فتح لهم أبواب النشر في هذه المنابر المميزة.
محمد مفلاح قال إن الموت غيب عنه الصديق العزيز، هذا المثقف السخي الذي جمعته به محبة الأدب والكتابة مذ كان عضوا ضمن هيئة تحرير ملحق «الشعب الثقافي» الذي كان يشرف عليه الروائي الكبير الطاهر وطار، مضيفا بأن علاقته استمرت به لما أصبح مشرفا على ملحق النادي الأدبي لجريدة  الجمهورية، «الذي نشرت فيه بعض قصصي خلال الفترة ما بين 1978 و1988، وقد رأت النور ضمن مجموعته الأولى الموسومة بالسائق».
وصرح المتحدث بأن لقاءاته المباشرة مع هذا الإعلامي الموسوعي بدأت بمقر جريدة «الجمهورية»، ثم جمعتهم الندوات والمهرجانات الثقافية ومنها مهرجان القصة القصيرة بسعيدة، والنقد الأدبي بوهران الخ.. وكان ملتقى «مفدى زكرياء» المنظم في جويلية المنصرم آخر فرصة جمعتهما مع نخبة من الأدباء، من بينهم ـ يقول محمد مفلاح ـ محمد بشير بويجرة وأم سهام، رابح خدوسي، سليمان جوادي، صالح بلعيد، عيسى لحيلح، صالح سويعد، محمد بوعزارة.
واعتبر الروائي محمد مفلاح، الفقيد ذا ذاكرة قوية ينعشها الحديث الحميمي، وكان صاحب مكتبة ثرية بوثائق كل أدباء وكتاب الجزائر المعروفين الآن، كما كان إنسانا طيبا متواضعا سخيا وحكيما في تعامله مع كل الناس، قائلا «رحمه الله صديقي العزيز الذي ترك بصماته الجلية في حياتنا الثقافية، ولن أنسى أبدا تشجيعه لي فقد أخذ بعد الروائي الكبير عمي الطاهر وطار، بيدي وفتح لي أبواب النشر، كما قدم عني شهادات مكتوبة سأظل أعتز بها مدى الحياة».
ويأمل محمد مفلاح أن يلتفت كتابنا وباحثونا إلى أعمال الفقيد المرحوم سي بلقاسم وإلى جهوده في عالم الصحافة والأدب والثقافة.