طباعة هذه الصفحة

قرية القلعة ببلدية معالة بالبويرة

انشغالات بالجملة تنغّص حياة السكان

البويرة: حسان - س

 يعاني عشرات سكان قرية القلعة التابعة لإقليم بلدية معالة، 45كلم غرب عاصمة الولاية، من غياب عدد من المشاريع التنموية الهامة التي نغصت حياتهم اليومية وحولتها إلى جحيم، رغم العديد من الشكاوى والرسائل المكتوبة للمجالس الشعبية المنتخبة الحالية والسابقة، للتكفل بها وتجسيدها على أرض الواقع، وبقيت حبيسة الأدراج.
أوضح عدد من السكان في حديثهم مع «الشعب»، أن قريتهم تشهد عدة نقائص وانشغالات تنموية هم بحاجة ماسة إليها، وبسببها ظلّت القرية متأخرة على كل المستويات، وتأتي في مقدمة هذه الانشغالات نقص المياه الصالحة للشرب بمنازلهم، بل غيابها في الحنفيات لعدة أيام وأسابيع، وسبّب ذلك متاعب يومية كبيرة على العائلات.
وتطلب ذلك التفكير في حلول أخرى لسد رمقهم بهذه المادة الحيوية، وذلك عن طريق البحث عن ينابيع المياه في الأماكن البعيدة، وجلب لترات المياه من هناك بالطرق البدائية بواسطة الدواب، أو باستعمال سيارتهم وعرباتهم، حيث يقول السكان إنها لا تكفي تلك الكمية لتلبية كل الاحتياجات اليومية من شرب وغسيل، بينما يلجأ آخرون إلى كراء صهاريج المياه بأثمان باهظة تصل أحيانا 1000 دج للصهريج الواحد، وهذا الوضع كلفهم مصاريف إضافية أنهكت جيوبهم الفارغة.
ولم يتوقف السكان من طرح انشغالات أخرى، تعتبر ضرورية وهامة في حياتهم اليومية، وتتمثل توسيع الربط بالكهرباء الريفية لسكان القرية الذين استفادوا من السكن الريفي، ويضيف المستفيدين أنهم أودعوا العديد من الطلبات منذ عدة أشهر دون جدوى، وظلوا عالقين مع عائلاتهم ولم يتمكنوا من الرحيل إلى سكناتهم بسبب عدم الربط بالكهرباء، ويضيف هؤلاء كل الردود كانت عبارة عن وعود بتسوية المشكل نهائيا غير أنّه لم يتم تجسيدها على ارض الواقع لحد الساعة.
من جهة أخرى، ذكر سكان القرية مشكل انعدام قنوات الصرف الصحي بمنازلهم، مخلّفة وراءها مشاهد مرعبة تشمئز منها الأنفس، ونتج عن ذلك عدة مشاكل صحية على أولادهم بسبب الروائح الكريهة التي تكاد لا تفارقهم طوال الوقت، وكذا الأمراض الخطيرة الناجمة عنها كأمراض الحساسية والجلدية وغيرها التي مست فئة الأطفال الصغار خصوصا، وهذه الحالة كبّدتهم خسائر مادية ومعنوية كبيرة،  جراء الفحوصات الطبية التي يجريها الأولياء لأبنائهم في العيادات الخاصة. ولأن معظم سكان القرية يمتهن مهنة الفلاحة الجبلية، ألحّ هؤلاء على ضرورة فتح مسالك فلاحية تمكنهم من الوصول إلى حقولهم بأريحية، وتسبّب مشكل غياب الطرقات والمسالك في مشقة كبيرة على هؤلاء الفلاحين، حيث يقطعون مسافات طويلة على أرجلهم أو على الدواب ذهابا وإيابا، وهذه الوضعية المزرية تمتد لعدة سنوات وعقود طويلة، مما دفع بالبعض منهم إلى التخلي عن أراضيهم عدم خدمتها نهائيا.
وعلى ضوء ذلك، يأمل سكان القرية في أن تستجيب لهم السلطات المحلية في القريب العاجل، وتجسد الانشغالات المطروحة على أرض الواقع.