طباعة هذه الصفحة

عانوا بدنيا في الشّوط الثاني

تراجـع مستــوى بعــض اللاّعبـين أثّـر علـى الأداء الفني

عمار حميسي

 عرفت موا جهة المنتخب الوطني أمام نظيره البوركينابي ظهور بعض اللاعبين بمستوى هزيل للغاية، وهو الأمر الذي أثّر سلبا على المستوى الفني خاصة خلال الشوط الثاني الذي تسيده المنتخب البوركينابي بعدما عاد في النتيجة، وكاد أن يقلب الطاولة في أكثر من مناسبة، ويلحق أول هزيمة بالمنتخب منذ فترة طويلة.
  
 فشل المنتخب الوطني في تحقيق الانتصار الثاني تواليا في تصفيات المونديال عقب الفوز في المواجهة الأولى أمام جيبوتي، إلا أن المباراة الثانية أمام بوركينافاسو التي انتهت بالتعادل الايجابي ظهر فيها المنتخب بوجه مغاير للتوقعات رغم أنّ أكثر المتشائمين لم يتوقّع نهاية المواجهة بالتعادل بل توقع فوز المنتخب الوطني .
السبب الرئيسي لظهور المنتخب بهذا المستوى هو التراجع البدني لبعض العناصر المهمة في المنتخب، حيث لم تستطع مجاراة النسق بسبب الوضعية الصعبة التي تعيشها في أنديتها، و هو الأمر الذي يتوجب على الناخب الوطني إيجاد حل سريع له خلال التربص المقبل لتفادي الدخول في فترة فراغ.
الناخب الوطني كان في كل مرة يكسب الرهان من خلال المراهنة على عناصر أثبتت علو كعبها، وقادت المنتخب إلى تحقيق نتائج باهرة، إلا أن الامور لم تستمر بالطريقة المثلى، وهنا يتوجّب إيجاد الحلول اللازمة التي تمنح الاضافة على غرار ما قام به منتخب بوركينافاسو، حيث صنع اللاعبون البدلاء الفارق مقارنة بلاعبي المنتخب.

زفان وخاسف بعيدان عن المستوى

 أثبت زفان مرة أخرى أنه من الخيارات التي يجب أن يراجع بلماضي نفسه بخصوصها، خاصة أن مستواه الفني بقي تحت المتوسط ولم يتطور كثيرا بل تراجع بشكل ملحوظ وأضحى أداؤه يطرح التساؤلات، حيث بات من الضروري البحث عن خيارات أخرى في ظل تجدد إصابات عطال.
من الواضح أنّ خيار زفان هو خيار مؤقت بالنسبة لبلماضي، الذي أكّد في كل مرة اقتناعه أنّ عطال هو الرقم واحد بالنسبة له في هذا المنصب، لكن الى متى انتظار تحسن وضعية عطال الصحية في ظل توالي المباريات، ويجب على الناخب الوطني وضع ثقته في خيار آخر يكون أكثر جاهزية وتنافسية، وهنا يطرح اسم حكيم زدادكة ظهير أيمن كليرمون فوت، الذي يتألق منذ انطلاق “الليغ 1”.
على الجهة اليسرى من الدفاع، بداية الموسم الحالي تنذر بأمور سيئة بالنسبة لبن سبعيني، الذي يطارده شبح الإصابات، حيث غادر المباراة بسبب الإصابة وهي الثالثة له منذ انطلاق الموسم بعدما أصيب لمرتين مع فريقه بوروسيا مونشنغلادباخ، وهو ما ينذر بشؤم بالنسبة لرامي الذي نتمنى أن لا تلازمه الإصابات خلال الفترة المقبلة.
بديل بن سبعيني كان خاسف، لاعب تونديلا البرتغالي، الذي لم يقدم الاضافة وكان ظلا لنفسه حيث بدى بعيدا عن التطلعات، وفشل في مجاراة نسق المباراة من الناحية البدنية، علما أنّه لعب مباراتين فقط كأساسي منذ انطلاق الدوري البرتغالي الذي وصل الى جولته الخامسة.
التراجع البدني لخاسف بسبب قلة مشاركاته مع فريقه يؤكد مرة أخرى أنّ بلماضي أخطأ في خياراته، وكان من الأجدر دعوة لاعب بوافيستا حماش، الذي لعب كل مباريات فريقه منذ انطلاق الموسم، وصنع هدفين ويمر بفترة ممتازة، حيث كانت الفرصة مواتية من أجل منحه الفرصة.

بن ناصر وفغولي مطالبان باستعادة مكانتهما الأساسية

 وضعية بن ناصر وفغولي هي الأخرى صنعت الحدث، حيث لم يقدّما الإضافة المرجوة منهما رغم أن فيغولي سجل هدف السبق، الذي وظّف فيه كامل خبرته فيما يخص تمركزه وقدرته على كسر مصيدة التسلل، إلا أنه بعد الهدف اختفى تماما، وكان من الواضح انه يعاني بدنيا بسبب الإصابات، وعدم لعبه كأساسيا في غلطة سراي.
من جهته لعب بن ناصر واحدة من أسوأ مبارياته منذ انضمامه الى المنتخب، حيث كان بعيدا عن مستواه وبدا عليه التراجع البدني بسبب لعبه احتياطيا في ميلان منذ انطلاق الموسم، حيث خلال مواجهتين للنادي الايطالي لعب بن ناصر ساعة واحدة فقط بمقدار نصف ساعة في كل مباراة.
الغريب أن بلماضي راهن على بن ناصر الذي لعب ساعة واحدة فقط قبل الدخول الى التربص، وإشراكه كأساسيا في مواجهة الفوز بها كان سيعبّد الطريق نحو التأهل الى الدور الثاني، وتفادي لعبة الحسابات التي ستطارد المنتخب الى آخر جولة بحكم أن المنافس سيطمع في احتلال المركز الأول التأهل للدور الفاصل بالنظر الى تواضع مستوى منتخبي النيجر وجيبوتي.
يمر أندي ديلور بفترة جيدة في الدوري الفرنسي، حيث تألق مع فريقه السابق مونبلييه، وهو ما جعل نيس وأولمبيك مرسيليا يتنافسان على خدماته، إلا أن الغلبة كان لفريق نيس الذي ظفر بالصفقة، ومن الناحية الفنية اللاعب أكثر جاهزية من سليماني، الذي يلعب احتياطيا في ليون وبونجاح الذي لم ينطلق الدوري في قطر بعد.
مشاركة ديلور أساسيا أمام بوركينافاسو أو على الأقل خلال الشوط الثاني كان أكثر من ضروري، خاصة أن نقص المنافسة كان واضحا على سليماني وبونجاح بعدما دخل هو الآخر ضيّع العديد من الكرات بسبب نقص التركيز، ممّا يؤكّد أنّ خيارات بلماضي كانت خاطئة، والناخب الوطني مر بجانب الحائط خلال مواجهة بوركينافاسو ولحسن حظه أنه لم ينهزم.
المباريات المقبلة لا تحتمل المجاملات على حساب المنتخب، ويجب على بلماضي منح الفرصة للأجدر ونسيان موضوع الأرقام القياسية لأنّ تحقيق الأهداف المسطّرة هو الأهم، والأكيد أنّ العودة إلى سكّة الانتصارات خلال مواجهتي النيجر في التربص المقبل سيعيد الأمور الى نصابها، ويمنح اللاعبين الثقة اللازمة قبل التربص الحاسم في شهر نوفمبر، الذي سيعرف إجراء مواجهة العودة أمام بوركينافاسو.