طباعة هذه الصفحة

نظرا إلى التجربة الكبيرة

الدخول المدرسي سيكون آمنا هذا الموسم

خالدة بن تركي

سيكون الدخول المدرسي المقرر في 21 سبتمبر الجاري تحت ضغط مخاوف، بسبب تزامنه مع استمرار جائحة كوفيد-19  للموسم الثالث على التوالي، غير أن العاملين في القطاع أكدوا أن الاستئناف سيكون آمنا بالنظر إلى التجربة الكبيرة التي اكتسبت طيلة سنتين من عمر الأزمة الصحية، أثبتوا خلالها أنهم على قدر التحدي.

تحديات ورهانات كبيرة تنتظر قطاع التربية هذا العام، بالنظر إلى الوضع الصحي الصعب الذي تعيشه بلادنا، خاصة مع الموجة الثالثة التي مست كثيرين من مستخدمي التربية، دون أن تستثني حتى الأطفال، ما يستدعي  فرض نظام صحي وقائي صارم إلى جانب التسريع في عملية التلقيح لمنع تفشي الوباء يقول الأمين العام للنقابة الوطنية المستقلة لأساتذة التعليم المتوسط بن ميرة بن سعيد.
حلول لإنجاح الموسم الدراسي
أكد أمين عام نقابة «سنابام «بن ميرة بن سعيد خلال نزوله ضيفا على»الشعب»، أن القطاع أصبح لديه تجربة في التعامل مع الوباء، لكن الإشكال قائم في المخططات الاستثنائية التي أقرتها وزارة التربية، لتسببها، حسبه، في ضغوطات على الأستاذ، خاصة بعد رفع الحجم الساعي وإدراج ساعات إضافية.
وقال المتحدث، إن النقابة في اجتماعها الأخير مع وزارة التربية الوطنية  عرضت جملة من المقترحات لضمان دخول مدرسي آمن بعيدا عن أي اضطرابات من شأنها المساس باستقرار الموسم الدراسي، خاصة مع انهيار القدرة الشرائية والمشاكل المهنية التي يعاني منها الأساتذة، إلى جانب المخططات الجديدة التي طرحت مشكل النقل بكثرة لاسيما في المناطق البعيدة،ما يتطلب تدخل مباشر للجهات المعنية من أجل حل هذه المشاكل.
وأبدت النقابة تفاؤلا بعد أن وعدت الوزارة الوصية بحلول التي يجب أن تكون -حسبه- استعجالية وآنية، خاصة مشكل الحجم الساعي المطروح في المخططات الاستثنائية التي تشير إلى استمرار الدراسة في الفترة الصباحية من الساعة الثامنة إلى غاية الساعة الواحدة زوالا، على أن تنطلق في الفترة المسائية من الساعة الواحدة والنصف زوالا إلى الساعة الخامسة والنصف مساء، ويتم الاستمرار في اعتماد نظام «التمدرس التناوب» كل نصف يوم بين مجموعتين من الأفواج الفرعية وهذا ما يترتب عنه الضغط على الأساتذة.
وما تجب الإشارة إليه في مخططات الاستثنائية- يقول ضيف الشعب-، قضية توسعة الحجم الساعي من 45 إلى 60 دقيقة، الأمر الذي ينعكس على مردود الأستاذ، هذا ما أكدته التقارير الأخيرة الصادرة من الولايات، لأن الأستاذ في السنتين الماضيتين تحمل إفرازات الجائحة، إلا أن هذه السنة كان ينتظر التخفيف، فإذا به يفاجأ بعمليات توزيع جديدة للمدراء.
لجنة وزارية لتخفيف المنهاج قريبا
وفي إطار الحلول التي اقترحها الوزارة لتخفيف الضغط، إنشاء لجنة وزارية مستعجلة لتخفيف المنهاج الذي يشكل ضغطا كبيرا على الأستاذ والتلميذ، خاصة في الطورين المتوسط والثانوي، حيث دعا رئيس نقابة «سنابام» إلى تجسيد الوعود في القريب العاجل، لأن نظام التفويج يستهلك عدد ساعات أكثر.
وفي رده على سؤال حول تأثير المخططات الاستثنائية على العملية التربوية، قال بن ميرة أن الجزائر على غرار باقي دول العالم تعيش ظرفا استثنائيا يستدعي اتخاذ تدابير خاصة وعاجلة، غير أنها، في المقابل، بحاجة إلى مراجعة حجم المناهج، كونها تؤثر بشكل مباشر على مستوى العلمي للتلميذ.
وأفاد بن ميرة، في سياق موصول، أنّ الحجم الساعي المعتمد في المخططات الجديدة لا يساعد على إنجاح العملية التربوية ولا يساعد المتمدرس على اكتساب التعلمات الأساسية، لاسيما في المواد الأساسية، ما يستدعي فتح مناصب جديدة.

وشدّد على ضرورة اعتماد برنامج صحي وقائي صارم لضمان موسم دراسي آمن خالي من الوباء، مشيرا أنّ وزارة التربية الوطنية أكدت في اجتماعاتها الأخيرة ضرورة اتخاذ تدابير وإجراءات احترازية، تضمن استقرار الموسم الدراسي.
غياب معايير للمدارس الخاصة
وعلى صعيد آخر، قال أمين عام نقابة» سنابام «في رده على سؤال» الشعب «حول الإقبال الكبير الذي تشهده المدارس الخاصة في سنتي الوباء، إن الجائحة كشفت أيضا عن المشاكل التي يعيشها القطاع الخاص، وما حدث، بداية السنة، بخصوص عمليات دفع أقساط خير دليل على ذلك.
وأردف قائلا «ما يوجد في المدارس الخاصة موجود في العمومية، الكفاءات موجودة والخبرة موجودة بحاجة للتكفل أكثر»، موضحا بشأن المشاكل التي طرحت على مستواها المتعلقة بالرقمنة وعدم تسجيل بعض التلاميذ بها، أنه يرجع إلى غياب معايير فتح المدارس الخاصة، وكذا غياب الإطار التربوي جعلها تعاني مشاكل كثيرة.
ودعا المتحدث وزارة التربية الوطنية إلى إرسال مفتشين للقيام بزيارات ميدانية على مستوى المدارس الخاصة من أجل الوقوف على حجم المشاكل التي تعيشها، خاصة ما تعلق بالمنهاج، لأن التلميذ يمتحن فيما يدرس في المدارس العمومية وأي تغيير يؤثر عليه، مؤكدا أن الوقت حان لوضع آليات رقابة تضمن الشفافية والنزاهة.