طباعة هذه الصفحة

إعادة إطلاق فيلم الأمير من جديد، واسيني الأعرج:

حرص رئاسة الجمهورية يضمن الجدية والمسؤولية

نورالدين لعراجي

شخصية وطنية وأفق مفتوح على إنسانية أوسع وأرحب

 ثمّن الرّوائي العالمي واسيني الأعرج إطلاق مشروع فيلم الأمير عبد القادر من جديد من طرف  الرئيس عبد المجيد تبون، ما يضمن له الجدية والمسؤولية، بعد التأخير الذي عرفه المشروع قبل الحراك الشعبي، حيث عرف الكثير من العراقيل والتخاذل في توثيقه وإعداده، خاصة وأنّه يمثل شخصية وطنية عالمية وتاريخية، يتعلق الأمر بمؤسّس الدولة الوطنية الأمير عبد القادر.

  انتقد الرّوائي واسيني الأعرج تكليف المخرج الأمريكي شارل بورنيت بمهمة الإخراج، مقلّلا من قدرته وخبرته بحكم أنّه ليس من الصنف الأول من المخرجين الكبار الذين تسند إليهم تلك المهمة، كما انتقد بدوره إسناد دور البطل الأمير عبد القادر إلى  الشاب الموهوب صالح بكري، باعتباره اسما غير معروف في المشهد السينمائي، وليس مكرسا على غرار عديد الأسماء بالنسبة للسينما العالمية.
عاد صاحب رواية «شرفات بحر الشمال» إلى الخسائر التي تكبّدتها الخزينة العمومية المقدرة بـ 175 مليون دولار، بعد التحويلات المالية من مبلغ 200 مليار رصدتها الدولة لانجاز الفيلم إلى حساب شركة الإنتاج في أمريكا «سينما ليبر ستوديو»، ومحاولة وزير الثقافة الأسبق تبرير العجز والخسائر بضعف السيناريو من خلال مساءلة تطرق لها نواب برلمان العهدة السابقة.  
قال مؤلّف «نساء كازانوفا» في منشور على صفحته الافتراضية، وتمّ نشره في صحيفة «القدس العربي» أنّ «العبث الذي صاحب الفيلم يعكس بشكل واضح عقلية النهب المبرمج»، مؤكّدا أنّ المشروع لم ينجز منه أي شيء، إلا سيناريوهات مرمية في المكاتب الباردة، وألبسة فصّلت للفيلم وكلّفت المليارات ثم رميت في الزوايا الرطبة حتى علاها العفن، ولم يكن تعاقب مختلف وزارات الثقافة إلا فرصة لمزيد من التبذير والنهب لدرجة أنه تم الاستيلاء على فكرة الفيلم وتجييرها»، وحسبه تمّ «إبعاد وتجاهل  كل المخرجين الذين كانوا قريبين من المشروع، أمثال المخرج العالمي لخضر حامينا، مصطفى العقاد، أوليفر ستون، كوستا غافراس، ريدلي سكوت».
طرح واسيني سؤالا جوهريا ومهما في سياق هذا المشروع، إن كانت الرغبة في إنتاج فيلم يبدأ «بالغايطة والبندير»؟ أم نريد فيلماً عالمياً» بمستوى شخصية الأمير الإنسانية الواسعة، يعرض في القاعات العالمية، ويشارك في المهرجانات السينمائية الدولية الكبيرة، وهذا يقتضي حتمية المرور عبر «كاستينغ عالمي « يبدأ حسبه  بالمخرج والممثل الرئيسي دون ذلك، ستنتج الجزائر فيلمها عن الأمير يعرض عبر القنوات الوطنية بمناسبتي مبايعة الأمير تحت الدردارة وذكرى وفاته وولادته، ثم يعاد من جديد للنوم في العلب المظلمة، كما كل الإنتاج السينماتوغرافي الوطني باستثناء «معركة الجزائر» لبونتي كورفو، و»سنوات الجمر» للخضر حامينا».
في الأخير، اعتبر واسيني الاعرج التخوف من الفشل نابع من التجارب الفاشلة، والإحباطات المتكررة حول فيلم الأمير، التي لا يريدها أن تتكرر أو يعاد إنتاجها، لأن الأمير يستحق هذا التكريم، فهو أكثر من شخصية وطنية، قيمة خالدة، وأفق مفتوح على إنسانية أوسع وأرحب.