طباعة هذه الصفحة

جديد الكاتب بن عودة إسماعيل

«من هنا نبدأ» .. كيفيـة القضـاء على التّصدّعات الأسريـة

أمينة جابالله

  صدر عن دار المثقف كتاب “من هنا نبدأ” للكاتب بن عودة إسماعيل، سلّط من خلاله الضوء على أهمية دور النواة الأولى للمجتمع ألا وهي الأسرة، داعيا بواسطة رصد أهم المشاكل التي تعترض حياة الأفراد التي تعيش تحت سقف واحد، إلى تقصي الأسباب الرئيسية المؤدية إلى تفاقم الهوة الموجودة بين الآباء والأبناء المعروفة بصراع الأجيال، وبناء على الأسباب والمسببات سيتم التعرف على الطرق الفعالة في تقريب المسافة بين الرؤى التي ستساهم في ديمومة نجاح العلاقات أو على الأقل في الحفاظ على الترابط الأسري المنشود رغم المنغصات التي تلاحقه باستمرار.

استهل بن عودة إسماعيل كتابه “من هنا نبدأ” المتوفر ورقيا وعلى صيغة “بي دي اف”، والذي يمكن الاستماع إليه في أيقونة الكتاب الصوتي عبر اليوتيوب، المدعم في تطبيق “أندرويد”، بإهداء هادف جاء على شكل رسالة موجهة إلى كلّ من يريد التغيير الجذري ولا يعرف من أين يبدأ، إلى كلّ من يريد أن تتحول بلده من بلدان العالم الثالث إلى بلدان العالم الأوّل، فالإصلاح والتغيير الذي تسمع عنه كثيراً ولا تعرف من أين تبدأ، يبدأ منك ومن أولادك وأحفادك ولا علاقة لك بما يفعل الآخرين الله سوف يسألك وحدك أولا ثم عن رعيتك.
لخّص الكاتب في 130 صفحة لهذا العمل الذي ينتمي إلى النوع التربوي التعليمي، مشاكل تخلف وتأخر وانحطاط المجتمعات، وذلك بتسليط الضوء على أهم ركيزة في الأمة التي حمل رسالتها الثقيلة كلا من الأم و الأب المقرونان برضا الله أولا، الأحق بالبر والعرفان ثانيا، المشار إليهما في سياق مقدمة الكتاب التي جاءت على النحو التالي : يقول تعالى “وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا” (الإسراء 24)، هل قال كما أطعماني؟ أو كما كسواني؟ أو كما فسّحاني؟ بل قال كما ربّياني، هي تساؤلات أراد من خلالها الكاتب بن عودة اِسماعيل التنبيه والإشادة بقدسية دور الوالدين، وبالتالي دورهما في المجتمع لاسيما الأمة التي ضربنا بها العدو الغاشم ولم ننهض بعدها، وعليه فإن الجو الصحي والسليم للأسرة التي تنتظر منا جميعا أن نناولها طوق النجاة الذي قد يصل متأخرا خير من أن لا يصل أبدا، وكما يقال: “الآجل المضمون خير من العاجل المظنون” هو بيت القصيد.
وفي ذات الصدد، ركز الكاتب بن عودة إسماعيل على ميكانيزمات وحلول قد تساعد الأسرة على تصليح ما أفسدته تلك الأبراج العاجية المتشربة بالتقليد الأعمى للثقافات المتأتية من وراء البحار المجرورة بظواهر دخيلة على المجتمعات العربية، والتي للأسف ضربت عصبها وكبلت أجيالها تارة بالمخدرات، وتارة بالتحرر والانفتاح المطلق، وأحيان أخرى تنادي بتغييب الضمير والتغاضي عن تحمل لواء المسؤولية في هذه الحياة التي لا تقبل بالضعفاء، وكما جاء على لسان صاحب الكتاب في هذا السياق: صحيح أنّ الأسرة تأخذ وقتا وجهدا كبيرا لكن النتيجة بفضل الله مضمونة، ودائماً طريق الإصلاح والحق لا يكون السبيل إليه سهلا ميسوراً، بل لابد من حفر، أشواك، عثرات وكلاب تنبح.