طباعة هذه الصفحة

حديقة «الجنــة» ببرلين

أنامل جزائرية مزجت بين التّاريخ والطّبيعة

تشبه حديقة القصص الخيالية، «حديقة الجنة ببرلين»، وتسمى كذلك بـ «الحديقة الشّرقية» وبـ «حديقة الأنهر الأربعة»، فهي من إبداع المهندس البيئي والمُصمّم العالمي الجزائري كمال الوافي، والذّي أحدث إضافة إلى «حدائق العالم» في برلين، وهي حديقة شرقيّة تقليدية بطابع مغاربي.
 تجذب فضول الزّائرين وتُعد وسيلة لتعريف الألمان بالثقافة العربية والإسلامية السّمحاء، حيث كانت الشّراكة مع المؤسّسات الألمانية المسؤولة عن البناء الأساسي، وبإشراف المُصمّم الجزائري على مختلف النقوش البارزة وأعمال البلاط والزّخارف مثل «المقرنصات» ثلاثية الأبعاد والأرابيسك متعدّد الأضلاع المعروف باسم «الزليج»، إلى جانب الرسم والخط الذي يُضفي على الحديقة مظهرًا أكثر جمالاً ورونقًا.
 وتطلّب من المُصمّم الجزائري أيضًا اختيار مواد تكون متناسبة مع المناخ في ألمانيا، كاختيار الجص المُقاوم للصّقيع، وبشكل خاص كذلك النّباتات التي يُمكنها التعايش في تلك البيئة، فكانت حدائق قصر الحمراء في إسبانيا المثال الوحيد لهذا النوع من الهندسة المعمارية في أوروبا حتى الآن، لكن الجزائري كمال الوافي بتصميمه لهذه الحديقة أكّد أنّ الحدائق الشرقيّة ليست بأي حال من الأحوال مظهرًا «مُنقرضًا» للثقافة الشرقية.
 وللإشارة، فقد حقّق المُهندس الجزائري اللاّمع كمال الوافي شهرته العالمية من خلال تصميم 720 ألف مترا مربعا من الحدائق والفضاءات الخارجية في «معرض إكسبو» العالمي سنة 2000، غير أنّه يعتبر «الحديقة الشّرقية» ببرلين أهم مشاريعه، فكانت دائمًا تصاميمه فلسفة خاصة، إذْ تربط بين «حكايا التّاريخ والخصوصية الثقافية وسحر الطّبيعة».

المصدر: مجلة التنمية المحلية عدد جويلية (بتصرف)