طباعة هذه الصفحة

يواجهان فورتون الغامبي واكوا يونايتد النيجيري في رابطة الأبطال

الوفاق وشباب بلوزداد مطالبان “بالانتفاضة” للتّأهّل إلى الدّور المقبل

عمار حميسي

  خيّب فريقا شباب بلوزداد ووفاق سطيف الآمال خلال مواجهتي العودة لرابطة أبطال إفريقيا في دورها التمهيدي، حيث انهزما أمام كل من اكوا يونايتد النيجيري وفورتون الغامبي، وسيكونان مطالبين بتقديم مستوى أفضل بكثير من الذي قدماه خلال مواجهتي الذهاب من اجل التاهل الى الدور المقبل رغم أن مامورية الوفاق تبدو أصعب، خاصة انه خسر بثلاثية كاملة خلال مواجهة الذهاب، وسيكون مطالبا بالفوز برباعية نظيفة من أجل التأهل عكس شباب بلوزداد، الذي خسر ذهابا بهدف نظيف.

ظهر فريقا شباب بلوزداد ووفاق سطيف بمستوى هزيل خلال مواجهة ذهاب الدور التمهيدي الأول لرابطة أبطال إفريقيا، حيث لم يقدما المستوى المطلوب من الناحية الفنية، ومن الناحية الرياضية كانت الخسارة بالنسبة لهما غير منتظرة، ودقت ناقوس الخطر قبل مواجهتي العودة التي سيكون فيها الفريقان مطالبين بالظهور بمستوى افضل بكثير من إجل محو خيبة مواجهتي الذهاب
عوامل عديدة تم تحميلها مسؤولية خيبة خسارة الوفاق والشباب، أبرزها عامل الارهاق. وهنا يتم الحديث عن تداعيات الموسم الطويل الذي أثّر سلبا على المستوى البدني للاعبين غير المتعودين على لعب 38 مباراة في الموسم، وهو ما حدث خلال الموسم المنقضي، حيث سمح هذا الأمر بتراجع المردود البدني للاعبين.
عدم خضوع اللاعبين للراحة الذهنية عامل آخر تم تحميله المسؤولية، فالموسم لم ينته رغم انه انتهى بحكم ارتباطات الفريقين على المستوى القاري، وهو الأمر الذي حرم اللاعبين من الخضوع الى الراحة التي يحتاجها اللاعب ليس لإراحة بدنه وإنما لإراحة ذهنه بعد الضغط الكبير الذي عانوا منه طيلة الموسم.
الإرهاق وطول الموسم من العوامل المؤثّرة
 أدّى لاعبو شباب بلوزداد ووفاق سطيف موسما ماراطونيا من خلال لعب 38 جولة كاملة في البطولة دون احتساب مباريات كاس الرابطة التي عوضت كاس الجمهورية، حيث يمكن القول ان هناك من لعب 50 مباراة في الموسم، وهو رقم كبير بالنسبة للاعبي البطولة غير المتعودين على لعب هذا الكم من المباريات طيلة الموسم، الذي امتد الى غاية شهر اوت أين ترتفع درجة الحرارة، وهو العامل الاخر الذي يشكل خطورة كبيرة على اللاعبين، حيث قد يدفعهم الى التعرض لمشاكل صحية خطيرة.
العديد من المدربين دقوا ناقوس الخطر خلال الفترة الماضية من أن الموسم الطويل ولعب مباريات لفترة طويلة سيؤثّر صحيا على اللاعبين ويدفعهم للتعرض الى مشاكل خطيرة من الناحية الصحية، خاصة على القلب لكن الرابطة كان لها رأي آخر، ورأت أن لعب الموسم بـ 38 جولة هو القرار الصائب.
إرهاق اللاعبين كان واضحا خلال مواجهتي شباب بلوزداد ووفاق سطيف في رابطة ابطال افريقيا، حيث لم يستطع اللاعبون الوقوف بدنيا الند للند امام المنافس، وهو الامر الذي جعلهما يخسران مواجهتي الذهاب، في انتظار قلب الطاولة خلال مواجهتي العودة بالجزائر، وهو الامر الذي ينتظره انصار الفريقين.
لم يكن من السهل على اللاعبين الظهور بمستوى افضل من الناحية البدنية، خاصة أن الجميع يعلم الظروف التي جرت فيها المبارتان سواء تعلق الامر بوفاق سطيف او شباب بلوزداد، حيث ادى الانهيار البدني الى الخسارة في المباراة، وكان يمكن ان تكون الخسارة اثقل بالنسبة لشباب بلوزداد.
الارتجال في التّحضير نتيجته وخيمة
 لم يحضّر شباب بلوزداد جيدا لمباراة اكوا يونايتد، حيث كثر الحديث عن تصريحات المدرب السابق زوران، والانصار لم يستسيغوا رحيل صانع الالعاب امير سعيود الى الطائي السعودي، هذا الامر شوش على اذهان اللاعبين خلال عملية التحضير للمباراة مما أثر سلبا على مستواهم.
التحضير النفسي كان غائبا خلال تحضيرات شباب بلوزداد، واللاعبون كذلك لم يأخذوا المباراة على محمل الجدية، وهو الامر الذي لوحظ خلال تصريحاتهم قبل السفر الى نيجيريا، وانعكس سلبا عليهم خلال المواجهة التي خسروها بفارق ضئيل، الا ان الخسارة في حد ذاتها لم تكن متوقعة.
من ناحية أخرى، حضّر شباب بلوزداد لمواجهة المنافس في غياب مدرب رئيسي، حيث وجدت الادارة صعوبة كبيرة في التعاقد مع مدرب جديد خلفا للصربي زوران، الذي غادر الى الطائي السعودي، حيث تفاوضت مع العديد من المدربين وخلال فترة غياب مدرب رئيسي كان المساعد بختي هو من يتولى المامورية لكن تواجد مدرب رئيسي كان أمرا في غاية الاهمية بالنسبة للفريق.
عملية التحضير للسفر الى نيجيريا هي الأخرى لم تكن في المستوى، حيث عانى الفريق كثيرا قبل الوصول الى المدينة التي تجري بها المواجهة، وهو ما أثّر كثيرا على مستوى اللاعبين البدني خلال المواجهة، حيث ظهروا بعيدين عن المستوى المطلوب في مثل هذه المباريات التي تتطلب قوة كبيرة من الناحية البدنية.
عانى شباب بلوزداد قبل الوصول الى المدينة التي تستقبل المواجهة، حيث لم يتم دراسة سفر الفريق بالطريقة الصحيحة من طرف المسؤولين على الفريق، اضافة الى ضخامة الوفد الذي سافر، حيث ضم العديد من الاشخاص الذين لا علاقة لهم بالفريق من الناحيتين الادارية او الفنية، وكان يجب ضبط القائمة جيدا من طرف إدارة الفريق حتى لا تفتح المجال أمام الجميع.
الوفاق يعاني ومطالب بعودة قويّة
 تراجع مستوى فريق وفاق سطيف كثيرا خلال الفترة الماضية، حيث ضيّع فرصة التتويج بلقب البطولة بغرابة كبيرة، وهذا بعد أن خسر العديد من المباريات في وقت حساس من الموسم، اضافة الى رحيل بعض اللاعبين المهمين هو الاخر اثر على المستوى الفني، حيث لم يجد المدرب التونسي نبيل الكوكي الحلول اللازمة.
تراجع المستوى الفني للفريق كان واضحا للغاية خلال المباريات الاخيرة للبطولة، حيث ضيع الكثير من النقاط المهمة امام فرق متواضعة كان من الاجدر الحفاظ عليها للبقاء في دائرة المنافسة على اللقب، إلا أن العكس هو الذي حدث، حيث منح الوفاق الصدارة الى شباب بلوزداد الذي فاز في الاخير بلقب البطولة.
على المستوى القاري دفع الفريق غاليا ثمن المشاكل الكثيرة التي عانى منها سواء الفنية برحيل بعض اللاعبين المهمّين، وتراجع مستوى الفريق أو إدارية بعد ان نظم اللاعبون لاكثر من مرة وقفات احتجاجية، مطالبين بالحصول على مستحقاتهم المالية العالقة منذ فترة طويلة.
كل هذه العوامل لا تبرر الخسارة الكبيرة التي تلقاها الفريق امام فريق فورتون الغامبي غير المعروف على المستوى القاري، فلو خسر الوفاق بهذه النتيجة أمام أحد عمالقة القارة في صورة الاهلي او الزمالك كان يمكن غض البصر عن انتقاء الفريق، لكن ان تخسر بثلاثية كاملة امام فريق غير معروف، فهنا الامر غير منتظر وشكل صدمة كبيرة بالنسبة للأنصار، الذين أصبحوا غير متفائلين بالتأهل الى الدور المقبل.
الخسارة بثلاثية كاملة رهنت حظوظ الوفاق في التاهل رغم أن هناك مواجهة للعودة والفوز بفارق أربعة اهداف يبقى أمرا ممكنا رغم صعوبة المأمورية، حيث لا يمتلك الفريق القدرات الهجومية من أجل القيام بهذا الامر بسبب تراجع مستوى العديد من اللاعبين، اضافة الى رحيل البعض وهو ما يجعل تأهل الوفاق الى الدور المقبل صعبا، ويحتاج الى معجزة حقيقية لتحقيق هذا الهدف.

التّدارك ممكن لكن..

يستطيع شباب بلوزداد التدارك خلال مواجهة العودة أمام اكوا يونايتد، لكن على الفريق التحضير الجيد للمواجهة والظهور بمستوى مختلف عن لقاء الذهاب من خلال اللعب بكل قوة من أجل إحباط المنافس من البداية، وتسجيل أكثر من هدف لضمان التأهل الى الدور المقبل، خاصة أن الفريق خسر ذهابا بنتيجة هدف مقابل لا شيء.
الجهاز الفني لشباب بلوزداد مطالب بضبط خطة محكمة من أجل الفوز، والتغلب على المنافس الذي لم يظهر قدرات كبيرة خلال مواجهة الذهاب، حيث أن المناخ وأرضية الميدان لصالحه، ولم يسهلوا مهمة الشباب دون نسيان الرحلة الشاقة من اجل الوصول الى المدينة التي جرت بها المباراة.
الامور والظروف ستختلف كثيرا خلال مواجهة العودة بالجزائر مقارنة بمباراة الذهاب التي كانت فيها الظروف معاكسة لفريق شباب بلوزداد، حيث سيكون الملعب والارضية، اضافة الى المناخ في صالح لاعبي الشباب المطالبين بالانتفاضة خلال المباراة، ورد الفعل على هزيمة الذهاب من خلال الفوز بنتيجة مريحة، والتأهل الى الدور المقبل من المنافسة القارية.
هجوم الشباب عليه اللعب بطريقة أفضل خلال مواجهة العودة، وتسجيل اكثر من هدف عكس مواجهة الذهاب التي كان فيها عقيما، وهو ما جعل الفريق يخسر المباراة بهدف دون رد، إلا أن المعطيات في مباراة العودة تختلف كثيرا، حيث سيجد مهاجمو الفريق الدعم اللازم من طرف زملائهم من أجل تسجيل اكثر من هدف.
من جهته، سيكون وفاق سطيف على موعد مع مواجهة مصيرية، والفوز بها قد لا يكون كافيا من أجل التأهل بعد أن خسر مواجهة الذهاب بنتيجة كبيرة أمام فورتون الغامبي، والفوز في المواجهة العودة بفارق أربعة أهداف هو ما سيسمح لاشبال المدرب الكوكي بالتاهل الى الدور المقبل.
نفس الأمر بالنسبة لفريق وفاق سطيف، حيث ستختلف الظروف خلال مواجهة العودة، وستكون في صالح الفريق الذي لن يكون أمام حلّ آخر غير الفوز بنتيجة عريضة من أجل التأهل. ومن الناحية الرياضية الأمر ممكن لكنه صعب، ويتطلّب قوة كبيرة من طرف الفريق في جميع النواحي.
المدرب التونسي نبيل الكوكي مطالب بالقيام بعمل كبير من الناحية النفسية من أجل تحفيز اللاعبين على الانتفاضة أمام المنافس من خلال نسيان مواجهة الذهاب، والتفكير في مباراة العودة فقط على أمل كسر القاعدة والتأهل إلى الدور المقبل، وهو ما سيشكّل دفعة كبيرة للفريق خلال بقية المشوار.
تراجع مستوى الفريق أمر منتظر، إلا أن البداية لعودة الوفاق الى الواجهة قد تكون بمباراة العودة في رابطة الابطال، حيث سيمنح الفوز والتأهل دفعة نفسية كبيرة للاعبين، ويجعلهم يطوون صفحة الاخفاقات التي تعرّضوا لها خلال الفترة الماضية، وفتح صفحة جديدة مليئة بالتحديات والانتصارات.
إدارة النادي مطالبة بتحفيز اللاعبين من أجل الظهور بشكل أفضل، وتحقيق هدف التأهل إلى الدور المقبل من منافسة رابطة ابطال افريقيا رغم أن المامورية لن تكون سهلة، حيث سيجد الفريق العديد من الصعوبات من أجل تحقيق هدفه لكن الامر لن يكون مستحيلا وكل شيء ممكن بالنسبة للفريق من أجل تحقيق هدفه خلال هذه المواجهة الصعبة.