طباعة هذه الصفحة

نعي ...الزمان

رؤى العقابي

انعَى زمانا يسودُ الجهلُ والسخْفِ
فيهِ علومٌ علـــى سَفْح الشفا  تقفُ

انعى نفوسا غـــدتْ مـوبوءةً سلفا
بل زُمرةً ذاتها مـــــرضى وتَعْتكفُ ،

وكــــم اناسٍ بحبلِ الغشَّ غــارمةٍ!
بالغدْرِ و المَكرِ بالأقبــــاح تلْتحـــفُ

فــداحةٌ  تنْخرُ الاجـــــسـادَ مُحبِطةٌ
وتقذفُ السمَّ في الأوصالِ ترتجفُ

أنعى زمانا بــــــهِ هــــــانت مودَّتُهُ
مسْتفْحلُ الغلِّ فـــي نَجواهُ مُختلِفُ

ارثي  زمانــــا لِقولِ الحــــــقَّ مُفتقِرٌ
وباطلُ القـــــولِ معسولٌ و معْترَفُ

هذيِ الحياةٌ لقــــــد أودت  بنا غرقا
كلُّ الجمالِ الزهيِّ صـــــــارَ يَنصرِفُ

عشْنا بأحقابِ ذقْــــــنــــا ويلها كِبرا ،
حــــــربٌ وقتلٌ على خيراتنِا خلفُ

والموتُ يبْتزَّ للمسْكينِ حــــــالَتَـــــهُ
والحاكمُ الظالمُ المعتوهُ مُنحـــــرِفُ

شبابُنا فيهِ لا حُـــــلمٌ لــــــهم بـلغـوا
بينَ الثرَى غُيَّبَ الإحقاقُ و الشــــرفُ

زهْراءُ فــــــي قلْبها طفْلٌ و من ورقٍ
تقضي صِباهــــا عروسا خانَها الشغَفُ

الشمسُ تَشرقُ  إيــــــذانــــــا لِخالِقِها
والليلُ قد ينْجلي في روحهِ السدّفُ