طباعة هذه الصفحة

مهرجان بودابست الدولي للمسرح

مونودراما «صحا لارتيست» تشارك في الموعد

تشارك مونودراما «صحا لارتسيست»، (سلام يا فنان)، وهو عمل يغوص في عالم الإبداع الفني الخاضع للقواعد القاسية للمجتمعات الاستهلاكية، في مهرجان بودابست الدولي للمسرح (المجر)، إلى غاية 6 أكتوبر 2021.
سيتم تقديم «صحا لارتيست» وهي من تأليف وإخراج الكاتب المسرحي عمر فطموش يوم 30 سبتمبر على خشبة المسرح الوطني لبودابست من قبل الممثل أحسن عزازني، بدعم من الموسيقي عمار شريفي.
وحسب بعض المتفرجين الذين شاهدوا العرض في الجزائر العاصمة، فإنّ «صحا لارتيست» هي «شكل جديد من العروض»، يخلط المسرح بالموسيقى في مزيج للأنواع «مثير للاهتمام»، مما جعله يتمكن، حسب قولهم، «من التقرب أكثر من الجمهور» وجعل الرسالة «أكثر سهولة».
ويحكي العرض قصة عازف كمان، فقد وترًا على آلته الموسيقية، وأدرك بسرعة أن جميع المحلات المتخصصة في الموسيقى التي كان يعرفها قد تحولت إلى «مطاعم وجبات سريعة» في مجتمع متميز بالاستهلاك «المتداعي»، ولا يهمه سوى الكسب السهل.
وفي بيئة معادية لأي إبداع فني، حيث يستحيل العثور على وتر كمان، يقرّر الموسيقي مغادرة البلد ومن اجل ذلك يذهب لرؤية «مول الخيط» (صاحب الخيط) - وهو رجل أعمال بارع يملك كل الحيل والقدرة على تجاوز جميع أنواع المشاكل - للحصول على تأشيرة.
وفي الضفة الأخرى من البحر الأبيض المتوسط، ازدهر الفنان ووجد معالمه وذهب إلى حد دراسة آلة الباص المزدوج، التي تبناها واقتناها من دون محفظتها ورأى نفسه عند عودته إلى الوطن، مضطرًا إلى نقلها في نعش، على أساس ان بداخله جثمان زوجته الفرنسية التي تزوجها وأقنعها باعتناق الإسلام.
ويؤدي أحسن عزازني ما لا يقل عن خمسة عشر شخصية، ويستخدم جميع مواهبه كممثل للتغلب على صعوبات مثل هذا التمرين، الذي سيشارك فيه أيضًا، بدرجة أقل، عمار شريفي، مغني الشعبي على آلة المندول، والذي سيتعين عليه تدعيم اللحظات القوية للإطار بالأغنية، وضمان الانتقالات، وإعطاء لآلته قوة الدور الذي يلعبه الراوي.
ومن بين الشّخصيات التي سيؤدّيها أحسن عزازني المحنك في ميدان الخشبة، أمام الجمهور المجري، «مول الخيط»، وعمي حميدة، وبعض زبائن أحد المطاعم، والشيخ قاطع شواهد القبور، والجمركي وسائق العربة الليلية والشرطي واللص المتنكر في شكل «القبطان كروشي» والعمة زهرة وحارس المقبرة، وبالتالي يمكننا القول إن الفنان سيضطر، مرة أخرى، إلى مواجهة التحدي المتمثل في حمل نص العرض بشكل جيد.
وبالتالي، فإنّ الوتر المفقود على الكمان سيكشف كل العلل الذي يعاني منه المجتمع، ممّا يسمح لأحسن عزازني بطرح إشكالية «مساحة الإبداع الفني والإنتاج في الجزائر» ببراعة.
وتمّ إنتاج مونودراما «صحا لارتيست» في سنة 2019 من قبل تعاونية برج منايل «مسرح السنجاب»، بالتعاون مع المسرح الوطني الجزائري.