طباعة هذه الصفحة

عن رواية واسيني الأعرج وإخراج شوقي بوزيد

«ليليات رمادة» على خشبة المسرح الوطني

أسامة إفراح

انطلق العمل على مسرحية «رمادة 19» المقتبسة عن رواية «ليليات رمادة» للروائي واسيني الأعرج، والتي سوف تكون جاهزة لتقديم عرضها الشرفي على ركح بشتارزي بعد أقل من شهرين من الآن، حسب المسرح الوطني الجزائري منتج المسرحية. من جهته، قال مخرج العمل، المسرحي شوقي بوزيد، إن «اختيار رمادة لم يكن عبثيا».
بدأ العمل على مسرحية «رمادة 19» المقتبسة عن رواية «ليليات رمادة» للروائي واسيني الأعرج، على أن يكون عرضها الشرفي بعد أقل من شهرين، حسبما أكده منتج المسرحية المسرح الوطني الجزائري. وإلى جانب صور تجمّع طاقم عمل المسرحية في التدريبات، نشر بوزيد على صفحته: «على بركة الرحمن انطلقنا في مغامرة رمادة 19.. أتمنى أن نكون في مستوى الفكرة وجماليات المتلقي، وكذلك الكبير وسيني الأعرج.. فنحن نقلّب ذات اليمين وذات الشمال فؤاده (ليليات رمادة).. اختيار رمادة لم يكن عبثيا، بل هو اختيار بناء».
من جهته، قال واسيني الأعرج: «بدأ المخرج المسرحي المميز، الصديق شوقي بوزيد، التدريبات على مسرحية «رمادة 19» التي اقتبسها الكاتب الصديق عبد الرزاق بوكبة عن رواية «ليليات رمادة».. وقد استدعى المخرج شوقي بوزيد كوكبة من الفنانين من الممثلين المحترفين وخريجي معهد الفنون الدرامية من أمثال بوحجر بوتشيش، منيرة فيسة، أسماء شيخ، بلال بلمداني وغيرهم لأداء أدوار شخصيات الرواية».
أما منتج المسرحية فأشار إلى أنه، في عزّ الأزمة الصحية العالمية، لم يتنازل الجزائري، متمثلا في الروائي «واسيني الأعرج»، عن مهمته الإبداعية، «حيث أنتج لنا هذا العمل الجميل»، وبرّر المنتج اختيار هذا العمل الفني بكونه «يعود أصلا للفكرة الفلسفية التي خلقته، هل سنتغير بعد الكوفيد كأفراد في علاقاتنا الإنسانية؟ بعد أن أجبرنا هذا الفيروس على التباعد بمفهومه الواسع، وأجبرتنا الحيطة على التقارب في مفهومه الضيق.. ففي (الحجر الصحي) وفي نفس الوقت التباعد، تضادّ رهيب، والتناقض عينه، بحيث في التقارب السياسي (حجر) يفرض نفسه التباعد العلمي (صحة).. وهذا ما سيدفع بالفرد إلى السؤال والتساؤل، وحتما سيكون هناك تغيير في السلوك.. كما سيكون هناك تغيير في السياسات».
يُذكر أننا سبق لنا التطرّق لهذه الرواية، التي هي قصة امرأة في مواجهة مجتمع متسلط، أسماها واسيني «رمادة»، الكلمة المشتقة من الرماد، ولكن أيضا نسبةً إلى عام الرماد الذي شهدتْه المنطقة العربية في فترة حكم عمر بن الخطاب، حيث حلّت الأوبئة والمجاعة خصوصاً دمشق وبغداد. وخطرت لواسيني فكرة نشر الرواية لقرّائه على شبكات التواصل فصلا فصلا، بصورة فصول متسلسلة مرّتين في الأسبوع (يومي الأحد والخميس)، وخلق نقاشا مع قرائه في شكل جلسات يومية، واستمرت العملية 4 أشهر نشر خلالها 30 حلقة، حتى انتهى الحجر في فرنسا حيثُ يقيم. وقال واسيني، إن مستوى النقاشات التي دارت حول الفصول والشخصيات فاق توقعاته، كما «خلق ذلك أفق الانتظار، حيث صار القراء ينتظرون موعد النشر كما أخذتُ على عاتقي مهمة الرد على كل شخصٍ تفاعل وكتب وحلّل، وكان الأمر متعبا ولكن متعة حقيقية»، فقد حوّل فكرة الرواية إلى ورشة نقاشية، وكان يعيش كتابة الرواية في نفس الوقت مع القراء.