طباعة هذه الصفحة

ندوة لجمعية الدراسات الفلسفية ببرج بوعريريج

وثائق تاريخ الجزائر في الأرشيف الإيطالي

أسامة إفراح

أعلن فرع برج بوعريريج للجمعية الجزائرية للدراسات الفلسفية تنظيم ندوة فكرية، صبيحة اليوم السبت، عنوانها «التاريخ والوثيقة: وثائق تاريخ الجزائر الحديث المحفوظة في دور الأرشيف الإيطالية»، من تنشيط الأستاذ الدكتور إبراهيم سعيود. وينتظر أن تحتفي هذه الندوة بكتاب سعيود الصادر مطلع السنة الجارية، والذي يعالج أوضاع الأسرى المغاربيين في إيطاليا خلال الفترة العثمانية.
تثمينا لجهود الباحثين المنتجين في حقل التاريخ بالجامعة الجزائرية، تنظم الجمعية الجزائرية للدراسات الفلسفية فرع برج بوعريريج ندوة فكرية تاريخية بعنوان «التاريخ والوثيقة: وثائق تاريخ الجزائر الحديث المحفوظة في دور الأرشيف الإيطالية»، احتفاءً بالمنجز العلمي للدكتور إبراهيم سعيود المتخصص في التاريخ العثماني بجامعة الجزائر2، وذلك صبيحة اليوم السبت بمكتبة الشهيد مسعود قيدوم ببلدة رأس الوادي (مسقط رأس سعيود).
ويبدو أن هذه الندوة كانت مبرمجة قبل أشهر، وبعد وقت قصير من صدور كتاب د.سعيود وعنوانه «الأسرى المغاربة في إيطاليا خلال الفترة الحديثة من القرن 16 إلى القرن 18م ـ دراسة في أوضاعهم الاجتماعية في ضوء الوثائق الإيطالية»، ولكن الأمر تعذر جرّاء تداعيات وباء كورونا، وما صاحبها من تعليق النشاطات الثقافية، فتمّ تأجيل الندوة.
أما الكتاب المحتفى به، فهو صادر عن دار الأصالة للنشر والتوزيع، في حدود 379 صفحة، ويتناول وضعية الأسرى المغاربة (ليبيا، تونس، الجزائر، المغرب الأقصى) في إيطاليا، ومصيرهم هناك بين السجن والبيع والتنصير، حيث أحصى المئات من نماذج الأسرى المغاربة الذين وقعوا بيد السفن الإيطالية وتم تحويلهم للأسر والبيع في الأسواق الأوروبية خلال الفترة العثمانية.
والكتاب عمل أرشيفي اعتمد فيه الكاتب/الباحث على أرشيف إيطاليا (روما، الفاتيكان..) بعدما تنقل إلى هناك عديد المرات على حسابه الخاص، ما مكنه في الأخير من اكتساب اللغة الإيطالية.
نشير هنا إلى أن «الأسرى المغاربة في إيطاليا خلال العهد العثماني» هو عنوان الأطروحة التي قدمها سعيود بجامعة الجزائر 2، ونال بها شهادة الدكتوراه في التاريخ الحديث (في السنة الجامعية 2009/2010) وذلك تحت إشراف أ.د.عائشة غطاس. وقد اطلعنا على الأطروحة (التي جاءت في 395 صفحة) ومن النتائج التي خلصت إليها الدراسة، أن الأسؤى المغاربيين عانوا من الإهمال ومختلف صور الإهانة والعذاب، وأن هذا الإهمال، إذ ذاك، عائد إلى كون «المغرب الإسلامي» لا يتوفر على وسائل ومصادر للمعلومات تمكنه من تتبع أخبار أسراه في «الدويلات الإيطالية»، ما صعّب، أو جعل في باب المستحيل، تكوين صورة واضحة عن عددهم وأماكن تواجدهم، ما جعلهم يعتبرون في حكم المفقودين.