طباعة هذه الصفحة

ماكرون يعيد العلاقات مع الجزائر لنقطة الصفر

الحركـة الطلابيـة تنـدّد بــــ«هستيريــة قصـر الإيليـزي»

سارة بوسنة

ضجت الصفحات الرسمية للجمعيات الطلابية المعتمدة في قطاع التعليم العالي والبحث العلمي، بردود فعل قياسية، مندّدة بـ»هستيرية قصر الايليزي»، حيث أكد صانعو القرار في المكاتب الوطنية لهاته التنظيمات الطلابية النشطة في الحقل الجامعي، أن «تاريخ الأمة ورموزها ومؤسساتها خط أحمر».

 أجمعت التنظيمات الطلابية، على أن السلطات الفرنسية دأبت، منذ فترة، على قيادة حملات استفزازية ضد الجزائر، من خلال مقالات تنشرها أقلام مأجورة فرنسية أو تقارير تنقلها تلفزيونات مقربة من باريس. وقالت أيضا، إن الحملة الممنهجة، انتقلت في الفترة الأخيرة إلى التصريحات المسيئة التي تطلقها شخصيات فرنسية معروفة في الطبقة السياسية، آخرها تصريحات الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون التي تضمنت مغالطات تاريخية وافتراءات ضد الدولة الجزائرية الضاربة في عمق التاريخ.
حمى الرئاسيات
 في هذا السياق، نددت الرابطة الوطنية للطلبة الجزائريين على لسان رئيس مجلسها الوطني التنفيذي السيد مولاي ابوبكر، الخرجة غير المعهودة من أعلى هيئة سياسية فرنسية، التي انحدرت إلى مستوى سحيق من الانحراف في النقاش، بشكل جعل ماكرون يشكك حتى في وجود دولة بحجم الجزائر قبل الاحتلال الفرنسي الغاشم، وكأن الجزائر كانت أرضا مستباحة، عندما شكك بالوجود الجزائري قبل الإستعمار الفرنسي.
هذا التصريح الذي تفوح منه رائحة اللامسؤولية من مسؤول يغرد خارج السرب كالعادة، ويرغب في استرضاء شرذمة من اليمين المتطرف من أجل البقاء في سدة الحكم، ولو على حساب القيم والأعراف الدولية المتعامل بها بين الدول ذات السيادة.
وعبّرت رابطة الطلبة عن «رفضها التامّ للمساس بالسيادة الوطنية والتدخل في الشؤون الداخلية للجزائر، رافضة «أي محاولة عدوانية للمساس بمؤسسات الدولة أو محاولة التفريق بينها، فهي وحدة واحدة ينظم عملها الدستور الجزائري وقوانين الجمهورية».
كما أبرز مولاي أبوبكر في تصريح لـ «الشعب»، وقوف الرابطة قيادة وقاعدة إلى جنب الدولة ومؤسساتها الرسمية، بأي موقف سيادي يمكن أن تتخذه في الساعات القادمة، للتصدي لهذه الهجمات الشنيعة من بعض الأطراف لم يستطيعوا أن يتخلوا عن نظرتهم إلى الجزائر وهي تتذوق طعم الحرية، موضحاً أن هذه التصرفات الرعناء هي مجرد زوبعة في فنجان ومحاولة من ماكرون لتصدير فشله للخارج.
كما أبدت «لينيا» برئاسة مولاي أبوبكر، دعمها لقرار استدعاء السفير الجزائري بباريس من أجل التشاور، مؤكدة أن «وحدة الوطن ومؤسساته خط أحمر لا يمكن المساس «.
تدنيس التاريخ
أصدرت المنظمة الوطنية للطلبة الأحرار، مساء أمس، بيانا تحصلت «الشعب» نسخة منه، أعربت فيه عن «رفضها القاطع» لما جاء في تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حول «تاريخ الأمة الجزائرية».
وجاء في بيان «أونال»، حمل توقيع أمينها الوطني رياض بوخبلة.. إذ تستنكر المنظمة الوطنية للطلبة الأحرار التصريحات المتهورة التي جاءت على لسان ماكرون، فإنها تشيد بقرار السلطات الجزائرية باستدعاء السفير للتشاور، مؤكدة على أن وحدة الجزائر وتماسك الشعب الجزائري ومؤسساته الدستورية خط أحمر لا يمكن المساس به ولا تسامح مع كل من تسول له نفسه أن يطالها خرق سافر للأعراف الدولية.
وجاء في بيان الاتحاد العام للطلبة الجزائريين، ان الإتحاد يستنكر وبشدة هذه التصريحات التي صدرت من الرئيس الفرنسي. كما يدد الاتحاد بهذا الخرق الصارخ لميثاق الدبلوماسية والأعراف الدولية.
ويضيف البيان، «كما نؤكد نحن طلبة الجامعة الجزائرية بأن تاريخ الجزائر ضحى من أجله آباؤنا من شهداء ومجاهدين أشاوس ضحوا بالغالي والنفيس من أجل أن يحيا الوطن وتعيش الأجيال في حرية وسلام».