طباعة هذه الصفحة

أزمة نقص الأدوية وكورونا يعمّقان معاناة المرضى

ارتفاع الإصابة بالسرطان إلى 65 ألف حالة سنويا

خالدة بن تركي

كشف البروفيسور كمال بوزيد، رئيس مصلحة الأورام السرطانية بمستشفى مصطفى باشا، أمس، عن تسجيل 65 ألف إصابة جديدة سنويا، يأتي في مقدمتها سرطان الثدي الذي يتصدر أنواع السرطانات لدى النساء بـ 15 ألف حالة جديدة، متبوع بسرطان القولون عند الرجال، كما تم إحصاء بين 1500 إلى 2000 حالة إصابة جديدة بالسرطان وسط الأطفال دون الخمسة عشر سنة.
قال البروفيسور كمال بوزيد لدى نزوله ضيفا على منتدى «المجاهد»، إنّ الإستراتجية الجديدة لمكافحة السرطان تنقذ آلاف الأرواح وتضمن وفرة الأدوية، خاصة مع الخطة الجديدة لشركة صيدال التي تضمن الوفرة والتصدير نحو الخارج، مؤكدا أن الإجراءات الجديدة تضع حدا لمعاناة المرضى، خاصة في ظل نقص الأدوية الموجهة للعلاج من الداء.
وأضاف المتحدث، أن المشكل زادت حدته، خلال السنة الماضية، لكن يمكن حله من خلال الإستراتيجية الجديدة التي تعتمد أساسا على الإنتاج، أي شراء الأدوية مباشرة من المنتجين لخفض تكلفتها، وحتى يتسنى لجميع المرضى الحصول عليها بأسعار معقولة، مشيرا إلى إجراءات وزارة الصناعة الصيدلانية التي تهدف إلى إنتاج 70 بالمائة من أدوية السرطانات محليا سنة 2022.
أفاد رئيس قسم طب الأورام بمركز مكافحة السرطان بيار وماري كوري، البروفيسور بوزيد، أن التكفل بالمرضى يكون بتقليص آجال الحصول على موعد للعلاج بالأشعة الذي أجل إلى سنة 2022، مع التأكيد على أهمية صيانة الأجهزة المعطلة، التي أجبرت الكثير من المصابين بالسرطان إلى اللجوء للعيادات الخاصة لتلقي العلاج، وبمبالغ باهظة يعجز الكثيرين عن دفعها.
وأكد المتحدث أنّ النقص في الدواء الخاص بمرضى السرطان يسجل عند فئة الأطفال بشكل أكبر، حيث أنه غائب بأغلب الصيدليات، ما جعل أكثر من 20 ألف مريض بمختلف أنواع السرطانات ينتظرون الدواء، خاصة مرضى سرطان الكلى والرئة، حيث يجد الطبيب نفسه أمام معضلة حقيقية تكمن في كيفية التكفل الطبي بهؤلاء المصابين، نظرا لقلة الأدوية المتخصصة المستخدمة في علاج كل حالة على حدى، ما يلزمه أحيانا إتباع بروتوكالات محددة للعلاج في غياب البدائل.
وبخصوص تأثير جائحة كورونا على مرضى السرطان، قال البروفيسور إنّ الأطباء وجدوا اضطرابا كبيرا في تشخيص السرطان لدى مختلف الفئات خاصة الأطفال، حيث أن المستشفيات تشخص حالات جديدة أقل من المتوقعة منذ بداية الجائحة، ممّا صعّب عملية التكفل وأخر العلاج لأشهر طويلة بسبب تحويل الكثير من المصالح، خاصة مصلحة العظام والجراحة إلى أقسام كوفيد.
وصرح أيضا، أنّ حالات الإصابة بالسرطانات المختلفة مرشحة للارتفاع، إلا أنّ أكثر أنواع السرطان انتشارا هو سرطان القولون والرئتين عند الرجال وكذا البروستات، وسرطان الثدي والرحم عند النساء، في حين عند الأطفال سرطان الغدد اللمفاوية أورام الدماغ والنخاع الشوكي، أورام الكلى وأورام الخلايا النسلية التي تحتاج إلى برتوكول علاجي خاص، لا يستحق الأدوية الجنيسة أحيانا.
وأكد كمال بوزيد بخصوص جائحة كورونا، أن تعميم التلقيح يضمن تحقيق المناعة الجماعية ويمنع حدوث الموجة الرابعة المتوقعة، شهر نوفمبر المقبل، مؤكدا أنّ التطعيم السبيل الوحيد لضمان الحماية الفردية والجماعية.