طباعة هذه الصفحة

منسّق مصلحة كوفيد بمستشفى باب الواد، د.كريم سعدي :

الاستقرار الوبائي أحسن مرحلة لدعم عمليات التلقيح

حوار: خالدة بن تركي

شهر الوقت الزمني بين جرعة كورونا ولقاح الأنفلونزا

يرى مسؤول التنسيق، بمصلحة كوفيد 19 بمستشفى مايو بباب الوادي الدكتور كريم سعدي، أنّ أحسن فترة للتطعيم ضد كورونا، عند تحقيق الاستقرار الوبائي، لأنّ نسبة العدوى ضعيفة وعدد قليل من ينقلها إلى الآخرين في ما يسمى بـ «ناقل العدوى المرتفع»، وأنّ التطعيم في هذه المرحلة أفضل من الموجة التي تزيد من إمكانية التفشي والاستشفاء.

الشعب: في إطار الجهود لمواصلة حملات التطعيم ضد فيروس كورونا، كيف تقيّمون هذه الفترة من العملية؟
د.كريم سعدي: الإقبال على حملات التطعيم ضعيف في الوقت الراهن ونلاحظ عزوفا واضحا يتزامن مع استقرار الوضع الوبائي في بلادنا، من المفروض أن يكون العكس لأنّ دعم عملية التلقيح في مرحلة الاستقرار الوبائي أحسن وليس خلال الموجة أين تزيد فرص العدوى والانتقال، وهذا لا يعكس الجهود المكثفة التي تبذلها السلطات لتسريع وتيرة التطعيم، قصد بلوغ المناعة الجماعية التي تتحقق بتلقيح 20 مليون شخص على الأقل.
ماذا عن العملية على مستوى مراكز التلقيح التابعة للمؤسسة الاستشفائية باب الوادي؟
حقيقة، أتأسف لعزوف المواطنين عن عملية التلقيح، حيث نسجل يوميا إقبال 10مواطنين على الأكثر،وهذا يمكن أن يتسبب في ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا لكونهم في اتصال دائم ومباشر بالحالات التي تصل إلى المستشفيات، وحتى لو كانت بأعداد قليلة في هذه الفترة، وأدعو جميع المواطنين للإقبال على عملية التلقيح التي جنّدت لها الدولة كل الإمكانيات المادية والبشرية لنجاحها وتفادي انتشار الفيروس، لاسيّما السلالة المتحوّرة.  
ما هو السبيل لإقناع المواطنين باللقاح ؟
المؤكد أنّ جميع المرضى الذين وصلوا إلى الاستشفاء في موجة «دلتا» لم يخضعوا إلى التطعيم، لذلك كان تأثير الفيروس خطيرا على حياتهم، في حين، أغلب المرضى الملقحين أصيبوا بالفيروس لكن بأقل ضرر، وهنا أكد المختصون عبر جميع مراكز التلقيح على ضرورة حث المواطن انطلاقا من نتائج الموجة الثالثة.
المعروف أنّ كل استقرار وبائي تتبعه موجة، في رأيكم متى تكون الموجة الرابعة وهل صحيح أنّها موجة سلالات جديدة؟
مع فيروس كوفيد 19 كل شيء وارد، إلا أنّ المؤكد أنّ الموجة الرابعة ستكون حسب المتحوّرات التي انتشرت في الموجة الرابعة في أوروبا، وهي فيروس دلتا وليس «مو» كما يعتقد الجميع، لأنّ نسبه تكاثره ضعيفة مقارنة مع الفيروس دلتا، وأؤكد أنّ قوّة تكاثر الفيروس هي التي تتحكم في الموجة،وبما أنّ فيروس «مو» تكاثره لم يتعد 1بالمائة، فإنّ انتشاره في الموجة القادمة أمر مستبعد، وإن حصل يكون قليل مقارنة مع الآخر.
ومتى تتوقعون الموجة الرابعة ؟
نلاحظ انخفاضا محسوسا في الحالات المسجلة يوميا مقارنة ببداية الموجة، وكل المؤشرات تؤكد أننا نعيش استقرارا في عدد الحالات إلى غاية انخفاضها تدريجيا، إلاّ أنّ هذا لا يمنعنا من توقع موجة أخرى، شهر نوفمبر المقبل، حسب المؤشرات العلمية، لكنها ليست موجة «مو «لأن انتشاره لم يتجاوز 37 بالمائة عبر العالم.
تقصدون أننا سنعيش موجة دلتا أخرى؟
المحتمل نعم لكن أقل خطورة، لأنّ حملات التلقيح جارية وهذا بالرغم أنّ الكثير من المواطنين المسجلين لم يتنقلوا لمراكز التلقيح، في حين أنّ الحل الوحيد للخروج من الأزمة هو الوصول إلى تلقيح 70 بالمائة من المواطنين لتحقيق المناعة الجماعية، هذا إلى جانب الإجراءات الوقائية التي تؤدي دورا كبيرا في وقف زحف الفيروس، خاصة المتحور المعروف بسرعة انتشاره.
لاحظنا مؤخرا إصابة الكثير من المواطنين بالأنفلونزا، ما هي أحسن فترة لأخذ اللقاح، والمدة المحددة الفاصلة بينه وبين أخذ جرعة لقاح الأنفلونزا؟
لابد من ترك وقت زمني يصل إلى شهر بين الجرعة الثانية من الكورونا ولقاح الأنفلونزا الموسمية،وهذا من أجل إعطاء وقت كاف للجهاز المناعي ليقوم بوظائفه التحفيزية في الجسم، ولتفادي أيضا مضاعفات قد تحدث في حال عدم احترام الوقت المحدد.
هل يمكن للقاح الأنفلونزا أن يوفر الحماية ضد الفيروس ؟
أكيد لا، لأنّ كل لقاح موجه لفيروس معين، فالأول مضاد لفيروسات الأنفلونزا، بينما الثاني موجه لفيروس كورونا، والاختلاف واضح فالأول يوفر الحماية للأشخاص الذين يعانون من الحساسية والأمراض المزمنة ويؤخذ سنويا، بينما الثاني بجرعتيه، يضمن الفعالية والأمان من فيروس خطير قد يعرض حياته للموت.
هل تصنيع اللقاح في الجزائر يخدم حملة التلقيح؟
طبعا،السلطات لديها نظرة استشرافية لتحقيق الاكتفاء والابتعاد عن التبعية للدول الأخرى، وكذا في حال وجود جرعات أخرى تقوم بصنعها محليا، خاصة مع التطوّرات التي يشهدها العالم في المجال وكثرة الحديث عن الجرعة الثالثة، ما يستدعي التقدم في خطوة التصنيع، لأنّ الانتظار والتبعية لا يخدم العملية والعامل الزمني مهم جدا للقضاء على الفيروس، وفي الشق الاقتصادي، فالتصنيع يجعل بلادنا سوقا للبلدان الإفريقية المجاورة.
كلمة أخيرة ؟
الوقاية ثم الوقاية، لأنّها السبيل الوحيد للحماية من العدوى والحفاظ على استقرار منحنى الإصابات،وهذا بالتزامن مع رفع وتيرة التلقيح عبر مختلف ولايات الوطن.