طباعة هذه الصفحة

صهيب سلطاني

عبقرية دخلت عالم الاختراع بابتكارات متعدّدة

بورتريه: عامر ناجح

تحسس الحرائق، انتاج الاوكسيجين، وممهلات الطاقة

 يملك الشاب صهيب سلطاني صاحب الـ 24 ربيعا، المتمدرس بكلية التكنولوجيا بجامعة محمد بوضياف بالمسيلة، أربعة ابتكارات استطاع أن يخرجها للعلن بعد أن التحق بحاضنة الأعمال بالجامعة لسنة واحدة، بفضل المرافقة والدّعم تمّ تحويل أفكاره إلى مشاريع تنتظر من يأخذ بيدها لتحويلها إلى منتج اقتصادي يمكن أن يوفّر تكاليف باهظة لنفس المنتج، الذي يتمّ استيراده بالعملة الصّعبة وبمبالغ أكبر.
التحق الشاب صهيب سلطاني من بلدية مسيف بكلية التكنولوجيا بجامعة المسيلة، والتي كانت بالنسبة له البوّابة التي وصل من خلالها حاضنة الأعمال وعالم الابتكارات، ونال المرافقة لمختلف أفكاره التي استطاع في وقت وجيز تجسيدها على أرض الواقع، في انتظار دعمها من السّلطات الوصية لتصبح ذات قيمة اقتصادية، وتخدم المجتمع بصفة عامة.

فكرة ولوج عالم الابتكارات

يروي صهيب سلطاني في حديثه لـ»الشعب» تفاصيل التحاقه بحاضنة الأعمال جامعة المسيلة منذ عام تقريبا، كان حينها لديه مشروع The Genius المبتكر حديثا، وتمّ احتضانه ومرافقته في تلك الفترة من قبل حاضنة الأعمال بالجامعة، وهو ما دفعه للتّفكير بشكل جدي للدخول إلى عالم الابتكارات، خاصة وأنّ فكرة ولوج هذا المجال راودته في العام الثاني وهو طالب في الثانوية آنذاك، بحكم شغفه واطّلاعه الدّائم على المجلات العلمية التي لها علاقة بتخصّصه، الأمر الذي ساعده كثيرا في الدخول إلى عالم الابتكار.
وما زاد عزيمته - حسبه - في الإصرار على مواصلة دربه هو نجاحه في شهادة البكالوريا والدخول إلى الجامعة، بعد أن تفرّغ بشكل كلي لتوفّر المحيط الجامعي الملائم لطرح أفكاره مع وجود مرافقة من قبل القائمين على الجامعة.
وأشار صهيب إلى أنّه خلال عامه الثاني من الدّراسة الجامعية، قام بابتكار خليّة للكشف عن الحرائق بعد أن استغرق في عمليات البحث حوالي 3 أشهر كاملة، والتي كانت بالنسبة له بمثابة الحلم الذي تحقّق في ظل العديد من العوائق التي تجاوزها بقوّة وإصرار.

ابتكارات تنتظر التجسيد على أرض الواقع  

يملك الشاب صهيب سلطاني أربعة ابتكارات حديثة، والتي من شأنها أن تحقّق قفزة نوعية في عدّة مجالات في حال وجد التمويل ودعم ابتكاراته بالمرافقة وتجسيدها على أرض الواقع.
فابتكار «خليّة الكشف عن الحرائق» هو عبارة عن جهاز لتحسّس الحرائق على بعد 5 أمتار، وتمّ تطويره في الوقت الحالي لتصل المسافة إلى 15 مترا، أين لاقى هذا الابتكار إشادة واسعة بعد المشاركة به في العديد من الملتقيات الوطنية.
وعلى الرغم من انتشار جائحة كورونا «كوفيد-19»، إلا أنّها لم تمنع صهيب سلطاني من القيام بطرح جديد على الطلبة عبر «الفيسبوك»، وهو المشاكل المصاحبة للفيروس من نقص للأكسجين، تمكّن من خلال الطّرح تكوين فريق يضمّ نخبة من الطّلبة، والشّروع في صنع جهاز لتوفير الأكسجين، الذي يعتمد على الماء من خلال تحويله إلى أكسجين، تحت إشراف مجموعة من الطّلبة من ضمنهم فريق الهندسة الكهربائية، طلبة العلوم الطبيعية، طلبة علوم المادة وبمساهمة جمعية الإبداع والابتكار بالمسيلة.
وبعد صنع الجهاز، فكّر صهيب في مشروع يجمع طلبة الجامعات، ويعمل على تقريب الجامعات والطّلبة والشّركات من بعضها البعض، ووضع حدّ للمشاكل التي يعاني منها الطّالب على شكل منصّة على الويب أسماهاThe Genius، والتي تعتبر كأوّل منصّة جزائريّة مهتمّة بخدمة الطّالب والأستاذ الجزائري، من خلال إبراز طاقاتهم عبرها، خاصة وأنّها تتيح الفرصة للجميع من خلال بيع الدورات التّعليمية والدّروس الخصوصية للطّلبة بشتى أنواعها، كما تتيح الفرصة للشّركات والمستثمرين من خلال إعلان مشاريعهم التّجارية والمقاولاتية للطلبة.
واقترح صاحب الابتكار خاصة فيما تعلّق بمشروع The Genius على جميع الجامعات الجزائرية الاشتراك في المنصّة، أين يتمّ من خلالها التّواصل أكثر بين الطّلبة والجامعات والمدارس لتطوير الجامعة الجزائرية، وإلحاقها بركب دول العالم المتقدّم.

الممهّـلات الطّـاقوية رابع الابتكارات

كما استطاع الطّالب صهيب سلطاني أن يضيف إلى مسيرته العلمية الابتكار الرّابع، الذي أخذ حيّزا كبيرا في وسائل الإعلام، يعد الأول من نوعه في الجزائر يتمثّل في ممهّلات منتجة للطّاقة الكهربائية، خاصة وأنّ بلدنا اليوم يفتقر إلى هذه التكنولوجيا الحديثة، واستغلالها فيما يعود بالمنفعة العامّة للمواطن نظير الخصائص والمميّزات التي يمتاز بها.
وبخصوص الابتكار، يشير صهيب إلى أنّه راودته العديد من الأسئلة منذ الصّغر، خاصة تلك التي تضعه في خانة التفكير على غرار «كيف نحوّل الحركة الضّائعة للسيارات إلى طاقة نستفيد منها نحن البشر؟»، وفي كل مرة كان يضع علامة استفهام، إلى أن جاءته الفرصة خلال شهر رمضان الكريم للبدء في تجسيدها على أرض الواقع.
ويعتمد مبدأ عمل الممهّلات الطاقوية - حسب المتحدّث - على تحويل الطّاقة الحركية إلى طاقة كهربائية من خلال مرور السيارات على الممهّلات، وبالضّغط عليها تولّد طاقة كهربائية وتقوم بتخزينها داخل بطاريات مخصّصة لذلك، وتعتبر هذه الخطوة من أهم ميزات الابتكار، وكذا حفاظها على عجلات السيارة وهيكلها، وتعتبر بديلا للطاقة المستهلكة، خاصة وأنّ تكلفة الإنجاز تراوحت بين 10000 دج إلى 15000 دج كنموذج أوّل، وهي جد منخفضة.
ويقول صهيب إنّ أوّل ما اصطدم به في فكرته، هو أنّ الطّاقة المستخرجة منها كانت ضعيفة جدّا، ولا تكفي حتى لتخزينها، لكن بعد العمل على تحسينها تفاجأ بنشوء تيار قوي جدّا.
وبخصوص تمويل المشروع، أكّد سلطاني أنّه تلقّى العديد من عروض التّمويل، إلاّ أنّه ولغاية الآن لم يتّفق مع أي مموّل، لأنّ الابتكار - حسبه - مازال قيد التّطوير أكثر، خاصّة وأنّه يطمح لتحويله إلى مؤسّسة ناشئة، مؤكّدا أنّ الممهّلات الطّاقوية ستجني طاقة رهيبة مستقبلا مقارنة بسعرها الزّهيد، لأن التكاليف منخفضة مقارنة بما هي عليه في بعض الدول، خاصة إذا استغلّ المشروع في الجزائر سيكون لدينا كم هائل من مخزون الطّاقة البديلة، لأن فكرة المشروع تعتبر طاقة متجدّدة ويسهل التّكفّل بها.