طباعة هذه الصفحة

تصفيات مونديال 2022

استعادوا الصــّدارة وعادلـوا الأرجنتين فـي “اللاّهزيمـة”

عمار حميسي

 «الخضر” يعودون بانتصار كبير من نيامي

 حقّق المنتخب الوطني انتصارا عريضا خارج الديار عقب الفوز على منتخب النيجر برباعية كاملة، وهو الانتصار الذي أكّد تواجد “الخضر” في حالة فنية ومعنوية جيدة رغم أنّ المنافس لم يظهر أشياء كثيرة خلال المواجهتين، لكن احترام المنتخب للمنافس وإدراك الناخب الوطني أن الفوز هو الأهم بعد انتصار بوركينافاسو، وتصدّرهم مؤقتا للمجموعة، كل هذه العوامل جعلت المنتخب يظهر بمستوى جيد.
مكاسب المنتخب الوطني كانت كبيرة، واستطاع مواصلة المسيرة الناجحة بدون هزيمة من خلال الوصول إلى رقم 32 مباراة ليعادل رقم منتخب الارجنتين، لكن الأكيد أن المسيرة لن تتوقف عند هذا الحد، حيث يتوقع الوصول الى مستوى أبعد من هذا خلال المباريات المقبلة بفضل جاهزية عناصر المنتخب.
لم تكن مأمورية المنتخب صعبة في العودة بالنقاط الثلاث من نيامي على حساب منتخب النيجر، حيث عبث مهاجمو المنتخب بدفاع المنافس، وكادت النتيجة أن تكون أقل لولا التسرع وسوء الحظ اللذين كانا مع منتخب النيجر في أكثر من فرصة، إلا أن الأكيد أنّ الفوز برباعية خارج الديار أصبح امرا عاديا بالنسبة للنخبة الوطنية.
حمل الفوز على النيجر الكثير من المعاني، حيث أكد أن المنتخب يبحث دائما عن الفوز سواء كانت المباراة داخل او خارج الديار، وهو الأمر الذي سمح للاعبين بكسر العقدة التي لازمتهم خلال المباريات خارج الديار بفضل الشخصية القوية التي غرسها بلماضي فيهم منذ توليه زمام العارضة الفنية.
محرز وبلايلي...القوّة الضّاربة
 أكدت مواجهة النيجر مرة أخرى، أنّ الثنائي محرز وبلايلي لا غنى عنهما في المنتخب، وتواجدهما في التشكيلة الاساسية أمر مفروغ منه بالنظر الى المردود المميز الذي يقدمانه خلال كل المباريات التي لعباها لحد الآن، وتأثيرهما أضحى كبيرا على النّتائج المحققة، وهو ما جعل الناخب الوطني جمال بلماضي في كل مباراة يراهن عليهما.
مستوى رياض محرز قائد المنتخب في كل مباراة يرتفع ويرتقي إلى الأفضل، حيث عاد اللاعب مرة اخرى للتسجيل كما حدث خلال المباريات الماضية، حيث لا تمر مباراة الا ويسجل فيها ويصنع أهدافا، وهو ما يعكس قيمة اللاعب في النهج التكتيكي للناخب الوطني، الذي يعتبره من اهم اللاعبين في التشكيلة الحالية.
نجاح محرز في الظهور بشكل مميز مع المنتخب معناه أنّ بلماضي نجح في توظيفه بالطريقة الصحيحة التي سمحت له بالبروز من خلال الصناعة والتسجيل، حيث يعد نجاح اللاعب امتدادا لفكر المدرب الذي عرف كيف يوظفه من خلال توفير المساحة اللازمة له للتعبير عن امكانياته الفنية والتقنية.
نفس الأمر ينطبق على بلايلي، الذي يعد من اللاعبين الذين لا يمكن الاستغناء عنهم، ودوره كبير من الناحية الفنية في تنشيط الهجوم بفضل ذكائه وخبرته على المستوى القاري، والتي لعبت دورا كبيرا في تطور المستوى الفني للاعب خلال المباريات التي لعبها مع المنتخب لدرجة اصبح من اللاعبين الاساسيين.
راهن بلماضي كثيرا على بلايلي، واعتبره لاعبا مهما في خطته رغم أنّه تلقّى الكثير من الانتقادات بعد أن وجّه له الدعوة لكن اللاعب رد الاعتبار لنفسه من خلال المنتخب بعد فترة صعبة قضاها من مسيرته الكروية، إلا أنه عاد بقوة وأكد علو كعبه، وقدرته على التأثير إيجابا في النتائج الفنية التي حقّقها المنتخب.
بدران، فارس، بن عيادة...بدائل جاهزة
 عرفت مواجهة النيجر الثانية استمرار غياب بعض العناصر الأساسية، وهو ما جعل الناخب الوطني يمنح الفرصة لعناصر جديدة، كما حدث خلال المواجهة الأولى، والأكيد أنّ هناك بعض اللاعبين من كسب نقاط أضافية تحسبا للمواعيد المقبلة على غرار ثلاثي الدفاع بدران وبن عيادة اضافة الى فارس.
نجح عبد القادر بدران بامتياز في تعويض غياب جمال بن العمري بسبب الإصابة، ورغم أنّه ظهر بوجه محتشم خلال مواجهة النيجر الاولى، إلا أنّه تحسّن كثيرا من الناحية الفنية، وتحرّر نفسيا خلال المواجهة الثانية التي كان مستواه الفني فيها مختلفا عن الأولى، ومنح الكثير من الضمانات للدفاع.
ظهور بدران بهذا المستوى يجعل الناخب الوطني يراهن عليه خلال المباريات المقبلة، وقد يتحول من لاعب بديل الى لاعب أساسي في حال استمرار تألقه فنيا، ومنح الأمان لخط الدفاع حيث لا يختلف اثنان على أن بلماضي لا يخشى المغامرة من خلال منح الفرصة لبعض اللاعبين الذين كانوا بعيدين عن الترشيحات.
نفس الأمر ينطبق على فارس، الذي عوّض بامتياز غياب رامي بن سبعيني بسبب الاصابة، وظهر سواء في المواجهة الاولى أو الثانية بمستوى فني مميز، وقدّم الإضافة اللازمة للخط الخلفي، وساهم في بناء اللعب على مستوى الجهة اليسرى، ولم يكن هناك أي صعوبات بالنسبة له للظهور بهذا المستوى الجيد.
بن عيادة هو الآخر قدّم مردودا طيّبا خلال الفترة التي قضاها في الملعب، وساهم في تأمين الجهة اليمنى من الدفاع ويعد بديلا جاهزا في حال غاب عطّال خلال المباريات المقبلة، ولن يجد بلماضي أي صعوبة في تعويضه، خاصة أن بن عيادة من اللاعبين الذين أظهروا جاهزية كبيرة من الناحية الفنية والبدنية.