طباعة هذه الصفحة

عبد المالك قسوم:

«مينيرفا».. مشروع ثقافي شباني

ورقلة: إيمان كافي

في مبادرة قد لا نصادفها كثيرا، أطلق الشاب عبد المالك قسوم مؤسسة مينيرفا للثقافة والعلوم وكانت أولى خطواتها بافتتاح مكتبة «مينيرفا» بولاية تقرت والتي احتضنت منذ انطلاقها، عدة لقاءات لمثقفين وموسيقيين وفنانين تشكيليين وأدباء وكانت نقطة لالتقاء كل المهتمين بالمجال الثقافي في هذه المنطقة.


-  حدثنا عن مكتبة مينيرفا؟
 مكتبة مينيرفا هي بداية مشروع مؤسسة مينيرفا للثقافة والعلوم وهو مشروع يحاول صنع فلسفة جديدة، تجمع العلوم مع الثقافة لمحاولة أنسنة الحياة مجددا وإضافة القيمة المعنوية لكل شيء وجعله يعمل في خدمة ازدهار الإنسان، معتمدين في تحقيق كل هذا على الكتاب والقراءة كلبنة انطلاق، حيث شعارنا «نصنع من الكتاب.. كل شيء».

-  كيف جاءت الفكرة لتجسيد هذا المشروع؟
الفكرة ليست وليدة يوم أو يومين، هي نتاج تطوّر عبر سنوات، حيث لم يعرف الجميع أنه منذ أدركت قيمة القراءة والكتاب وأدركت حقيقة لما نحن أمة اقرأ أو يجب أن نكون كذلك، أردت أن أكمل بقية حياتي في العمل بين الكتب والمكتبات وبعدها اصطدمت بواقع الكتاب في الجزائر ومشكلة المقروئية والعزوف الرهيب عن القراءة وعرفت أن التحدي أكبر ويحتاج إلى أكثر من مكتبة تقليدية ومقهى ثقافي تقليدي، بل الوضع يحتاج مشروع «مينيرفا».

- ما الذي اعتمد عليه عبد المالك قسوم لإطلاق مؤسسة مينيرفا؟
 يمكن القول، إنني اعتمدت على توفيق من الله في البداية والمخاطرة وأهم شيء إيماني الشديد برسالة مشروعي وأهدافه النبيلة والحاجة الاجتماعية له، حيث عملت في كل شيء لتحصيل مبلغ إطلاق المشروع البناء والصباغة وبعد دعم ابن عمي محمد الأزهر قسوم، استطاع أن يرى المشروع النور أخيرا.

- مينيرفا، لماذا اخترت هذا الاسم؟
 الاسم.. هذا سؤال في العادة، نحب استفزاز العقول لنخرجها من الركود الذي دخلت فيه بفعل النمط الاستهلاكي المادي السائد وهي قاعدة اعتمدت في كل تفاصيل المشروع، انطلاقا من الاسم.
كل شيء في مينيرفا يحتاج شروحات وإسهابات وعدة مقاصد، سوف نشرح المقاصد من الاسم باختصار الذي يرمز إلى الفن والحكمة والفلسفة عبر الطريقة التي ظهر بها والمعاني المراد بلوغها.
حين تستعمل محرّك البحث قوقل تجد كل المعاني العميقة وبداية الفكر الإنساني مرتبطة بالعالم الغربي، حيث كانت بداية الفلسفة هناك، نحن ببساطة نحلم بصنع شيء يغيّر التاريخ وحين تكتب مينيرفا، تجد مشروعنا الفكري هو من يتصدّر محركات البحث وبذلك نبعث التاريخ من جديد ونحاول تغيير المعاني برؤية جديدة، تمثلنا وتمثل نظرتنا للحضارة وتعيد بعث الفكر الإنساني من جديد وتحديث مساره من الجزائر من إفريقيا، هذه هي مينيرفا خاصتنا تمثل الأبعاد العميقة لرهاننا الفكري.

- ما الفرق بين أن تطلق مشروعا ثقافيا عن مشاريع أخرى ربحية؟
 الفوارق لا تعد ولا تحصى ويمكن أن أذكر ميزة وعبئا، بحيث يتمثل عبء إطلاق مشروع كهذا في التكاليف الاقتصادية التي تثقل كاهل صاحبه وانعدام ثقافة الدعم في هذه المشاريع، أما الميزة الكبيرة فهي كمية السعادة التي لا تنتهي وأنت تشهد بنفسك خطوات صنع التغيير، خاصة لدى اليافعين والشباب، في مينيرفا سعادة متكرّرة لا تنتهي، فأنت تعمل لشيء يدوم أثره ويحقق التغيير الذي يتكلم عنه الجميع ويسعى إليه حقيقة القلة قليلا، في مجتمع ينطبق عليه مقولة المفكر الكبير مالك بن نبي «المسلم ينقصه منطق العمل فهو يفكر ليقول كلاما مجردا لا لكي ينتج».

- هل غيّرت هذه التجربة نظرتك للثقافة باعتبارها مجالا تطوعيا لا ربحيا؟
 نعم غيرت الكثير حقيقة، هي نظرة وافقت رؤية نظرية سابقة لي حول فلسفة الخروج من الثقافة التي تكون عبئا على الخزينة إلى الثقافة المنتجة والداعمة لاقتصاد المعرفة وتعزيز المكانة الدولية للوطن.

- هل تعتقد أن قطاع الثقافة يجب أن يلتفت لدعم هذه الاستثمارات؟
 أنا أقول ببساطة صدق النوايا لتحقيق الحضارة إذا توفر لدى القائمين على المسؤولين في كل مؤسسات المجتمع، فلن نحتاج إلى الاعتقاد إلى هذا أو عدم الاعتقاد به، فالصادقون يعرفون واجبهم وما ينبغي عليهم فعله من أجل مستقبل أولادهم أولا والمجتمع ثانيا.