طباعة هذه الصفحة

حفاظا على الـتراث بالحظائـر الوطنيـة

تفعيـل دور المعـارف التقليديـة المتوارثــة لـــدى سكانهــا

 يؤكد المشرفون على مشروع الحظائر الثقافية الوطنية، أهمية دور الساكنة المحلية ومعارفهم التقليدية المتوارثة في حفظ التراث بالحظائر الثقافية الوطنية، حيث يدعون إلى ضرورة الاستفادة من خبرات حاملي التراث غير المادي ومعارفهم التقليدية بهذه الحظائر ودمجها بالمعارف العلمية في إطار «استراتيجية مستدامة للحفظ».
قال المدير الوطني لمشروع الحظائر الثقافية الوطنية والإطار بالديوان الوطني للحظيرة الثقافية الأهقار، صالح أمقران، إن «حاملي التراث غير المادي والمعارف التقليدية بمنطقة التاسيلي ناجر لهم معارف كبيرة متوارثة من مئات السنين وخبرات هامة في التسيير الإقليمي كمعرفة التضاريس وأسماء الأماكن وغيرها».
وشدّد أمقران الذي شغل سابقا منصب مدير الديوان الوطني للحظيرة الثقافية التاسيلي ناجر، على «أهمية هذه المعارف في حفظ التراث الثقافي والطبيعي المحلي، إلى جانب المعارف العلمية»، معتبرا أن حماية هذه الحظائر بشكل عام وتثمينها «يأتي أولا لكونها جزء من ذاكرتنا وتاريخنا وهويتنا».
ولفت في هذا السياق إلى «أهمية استغلال السياحة بشكل عقلاني حتى لا يتم تخريب التراث» وهذا من خلال «توجيه السياح وإرشادهم والتحسيس الإعلامي بأهمية الحفاظ عليه»، مشيرا إلى «توافد معتبر للسياح بالمنطقة بسبب جائحة كورونا التي شجعت السياحة الداخلية»، على حد قوله.
وقال من جهته أيوب وارزاغن (88 عاما)، وهو من مواليد جانت وعمل سابقا كعون حفظ بالحظيرة الثقافية للتاسيلي ناجر، أن هذه الحظيرة «تحتاج للعمل والتعاون للحفاظ عليها وعلى ثرواتها الثقافية والحيوانية التي تركها لنا الأجداد والتي نريد إيصالها للأجيال اللاحقة».
ودعا زميله أغ حماد عيسى (68 عاما)، وهو أيضا من مواليد جانت وعمل كعون حفظ بنفس الحظيرة، «إلى استغلال معارف حاملي التراث من ساكنة المنطقة والاستفادة من خبراتهم الميدانية في تكوين الأجيال الصاعدة المتعلمة».
وشرع في تجسيد المشروع في 2014 وينتهي في «أبريل 2022»، وفقا للمكلفة بالإعلام بالمشروع ناريمان صاحب، وهو ذي أهمية عالمية والاستعمال المستدام لخدمات الأنظمة الإيكولوجية في الحظائر الثقافية في الجزائر (مشروع الحظائر الثقافية الجزائرية). حيث تشرف عليه وزارة الثقافة والفنون بالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وصندوق البيئة العالمي، في خمس حظائر ثقافية وطنية تتوزع على مساحة مليون كيلومتر مربع وهي «التاسيلي ناجر» و»الأهقار» و»توات قورارة تيديكلت» و»الأطلس الصحراوي» و»الحظيرة الثقافية لتندوف».
وأنشئت هذه الحظائر من أجل الحفاظ على التراث الثقافي والطبيعي بهذه المناطق، حيث تسيرها دواوين وطنية مهمتها الرئيسية «الحفظ والحماية والتثمين»، ووظيفة المشروع «دعم هذه الحظائر من خلال ميكانيزمات عملية وعلمية ليكون هناك تكفل أكثر بالتنوع البيولوجي والتراث الثقافي».