طباعة هذه الصفحة

الدكتور مرسلي محمد لـ “الشعب”: 

تجربة الصّحافة الإلكترونية نجحت بفضل تقنيات البرمجة الجديدة

سارة بوسنة

 أحدثت التّكنولوجيا الحديثة ثورة أدخلت العالم حقبة جديدة من التّواصل في نقل المعلومة للجمهور عبر الأنترنت وشبكات التّواصل الاجتماعية، ومنها تولّدت مصطلحات جديدة في عالم الصحافة، الإعلام الرقمي، النّشر الإلكتروني هذا الإعلام الجديد الذي فرض وتيرة جديدة في الاتصال ومواكبة مستجدات الحاصلة لحظة بلحظة وفي وقت قصير، فتح سبلا جديداً للوصول إلى القارئ مخترقا المكان والزمان.

 قال الدكتور محمد مرسلي (أستاذ في جامعة الجزائر 1) في تصريح خصّ به “الشعب”، إنّ الصحافة الإلكترونية استطاعت أن تغزو العالم بتقنياتها المتطورة والمتسارعة، أين تمكّنت من فرز نمط جديد في الإعلام أثبت نجاعته أكثر من الصحف الورقية.
وأشار مرسلي للدور الذي قامت به الصّحافة المكتوبة قائلا
«لقد قامت الصّحافة المكتوبة بأدوار بارزة في تاريخ النهضة الحديثة بفضل أسلوبها المتميز والسهل، وهذا ما مكنها من صناعة الرأي وتوجيهه، لكن مع التطورات الحاصلة في مجال الإعلام، بات لما يسمى الصحافة الإلكترونية دور بارز في حياتنا اليومية”.
وأرجع محدّثنا، سبب ذلك لشمولية الإعلام الجديد بالمصادر وتميزه بخاصية الفورية والسرعة في نقل الخبر للجمهور المتلقي في مختلف المجالات السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية والثقافية وحتى العلمية والرياضية.
ومع الإنتشار الواسع لمواقع الصحف الإلكترونية على الشبكة العنكبوتية، قال مرسلي إنّ الاعتماد عليها أصبح  واقعا و حقيقة من طرف مختلف الفئات، مما سيؤثر على الإقبال على الجرائد الورقية، ودليل ذلك - حسبه - أن مختلف الجرائد الورقية في الجزائر خاضت تجربة النشر الإلكتروني من خلال إنشاء مواقع إلكترونية خاصة بها تنشر فيها الأخبار قبل صدورها في الجرائد الورقية الخاصة بها لربح الوقت وكذا نقل الخبر في لحظته أو ما يطلق عليه “السبق الصحفي”.
وتابع المتحدث، أنّ الكثير من المؤسّسات الإعلامية الوطنية في الجزائر استطاعت الانطلاق إلى عالم الصحافة إلالكترونية، مستفيدة من تقنيات البرمجة الجديدة، كما تم اعتماد خاصية التعليق على الخبر في هذه المواقع.
 دعامة للتّنمية المحلية
 كما يرى الأستاذ محمد مرسلي، أن الإعلام الجواري الإلكتروني همزة وصل أساسية بين المواطن والسلطات المحلية، ويساهم بشكل كبير في تنفيذ برامج التنمية، وذلك استجابة لمتطلبات السكان المحليين بنقل انشغالاتهم للسلطات المحلية، ومن هذا المنطلق تساهم المواقع الالكترونية كغيرها من وسائل الإعلام الجواري في تحقيق التنمية على المستوى المحلي من خلال تشكيل فضاءات إلكترونية جوارية  يتم فيها طرح مختلف الانشغالات (سياسية، اقتصادية واجتماعية) التي تهم المواطن محليا لمناقشتها وإيجاد حلول مناسبة لها، على اعتبار أن الإعلام الجواري الرقمي هو الإعلام الذي ينشأ بجوار المواطن للاهتمام بانشغالاته.
ونظراً للأهمية البالغة التي يحتلها الإعلام خاصة في الوقت الراهن، تزايدت أهمية ودور وسائل الإعلام الالكترونية في شتى المجالات الحياتية، فأصبح يتغلغل عبر أجهزتها المختلفة ضمن كل المستويات ليصل بذلك لكل الفئات المجتمعية، ونتيجة للتطور الهائل الحاصل على مستوى هذه الوسائل وتحقيقا لمبدأ التدفق العادل والمتزن للمعلومة ظهر الإعلام المحلي الرقمي أو الإلكتروني، وفرض نفسه خاصة فيما تعلق بنقل انشغالات المواطنين، حيث يعتبر دعامة أساسية وركيزة مفيدة جدا في مجالات التنمية المحلية الدائمة، حيث برزت أهمية هذه الأخير من خلال تطويعه لخدمة قضايا التنمية المحلية ومحاولة معالجة القضايا الإنمائية.