طباعة هذه الصفحة

من خلال الآليات والنصوص المخوّلة له

البرلمان يتوعّد بتشريعات رادعة ضد مستهدفي الجزائر

هيام لعيون

تجهيز ملف ثقيل لتحديد معالم قانون تجريم الاستعمار

 توعّد رئيس المجلس الشعبي الوطني بإصدار تشريعات رادعة ضدّ “من يشوّش بالديمقراطية على الجزائر”، ووحّدت قضايا الدفاع عن سيادة الوطن، وإحياء مشروع قانون تجريم الاستعمار” كل الكتل السياسية على اختلاف ايديولوجياتها وتوجهاها في المجلس.

 اتفق النواب، لأول مرة، على ضرورة الرد على قانون “العار” الفرنسي الذي مجّد الإستعمار، والذهاب نحو تحديد معالم مشروع قانون لتجريم الإستعمار، وهذا ردا على التكالب الفرنسي على الجزائر، فضلا عن ضرورة إحياء قانون تعميم استعمال اللغة العربية الصادر سنة 1991، والتوجه نحو إقامة علاقات مع دو ل فاعلة ومؤثرة.
افتحت الغرفة السفلى للبرلمان، أمس، النقاش واسعا حول تحديد معالم مشروع قانون تجريم الاستعمار، خلال ندوة نظمت تحت شعار “ البرلمان الفرنسي.. كفى حروبا بالوكالة”، حيث تسعى التشكيلات السياسية الفاعلة في مجلس الشعب هذه المرة إلى تجهيز ملف ثقيل، يتضمن “تفاصيل وحيثيات ومحاور الاعتراف والاعتذار والتعويض”، ردا على انتهاكات الطرف الفرنسي والتجاوزات المرتكبة، منذ الاحتلال.

 بودن: اقتراح قوانين رادعة ضد من يشوّش على الجزائر

 خاطب نائب رئيس المجلس الشعبي الوطني المكلف بالعلاقات الخارجية، منذر بودن، البرلمان الفرنسي قائلا “إنّ المجلس الشعبي الوطني يحتفظ بكامل حقوقه في الرد بما في ذلك تحريك الآليات القانونية المخوّلة له باقتراح قوانين رادعة، في هذا الشأن”. وأبرز نائب الرئيس أنّ “ البرلمان الفرنسي يقوم بحرب بالوكالة لصالح لوبيات معيّنة تهدف للضغط والابتزاز من خلال حشر أنفه في الشؤون الداخلية للجزائر بجملة من المغالطات، وادعاءات باطلة، وكل ما جاء فيها يجانب الصواب وهو مجرد مزاعم يكذبها الواقع، خاصة أنها جاءت بخلفيات معروفة الأهداف”.
وأكد أنّ البرلمان الفرنسي “يجهل الواقع السياسي الجزائري وخرجاته تهدف لزعزعة الاستقرار”، مضيفا أنّ خرجته تدخل في خانة التحرشات والإستفزازات والإبتزازات التي تتجاوز اللباقة الدبلوماسية، بل تعداه إلى مسّ الشراكة المتعلقة بالمجال البرلماني”.معتبرا أنّ تلك المناورات خلفها شخصيات ولوبيات منتقاة استعملت كل الطرق والأساليب لزعزعة استقرار الجزائر إلا أنها لم ولن تفلح.
وأضاف أنّ البرلمان الفرنسي سمح لنفسه بأن يستعمل كأداة طيّعة لتمرير أجندات معروفة همها التشويش على الجزائر داخليا وإقليميا، مؤكدا أنّ الجزائر قوية بشعبها وجيشها وتصر على التعامل بندية مع الجميع.

 لزهاري: البرلمان الفرنسي لم يفتح سجل جرائم الاستعمار

 أكد بوزيد لزهاري خلال تدخله بصفته خبيرا، وهو يحمل حقيبة مجلس حقوق الإنسان، على أنه لا يستغرب ما قام به البرلمان الفرنسي، الذي لم يفتح يوما جرائم الإبادة والتهجير والتعذيب والتشريد التي ارتكبتها باريس في الجزائر وفي كل مستعمراتها. داعيا الجزائريين في هذا الظرف للوقوف إلى جانب مؤسساته العسكرية والمدنية.
وأكد رئيس المجموعة البرلمانية لحزب جبهة التحرير الوطني، السيد أحمد تمامري، على وجود إجماع شعبي ونخبوي لتجريم الإستعمار الفرنسي، مشدّدا على ضرورة الإحاطة بجميع الجوانب قبل إقرار القانون وطرح الإشكاليات، التاريخية، السياسية والقاونية.  ومن جانبه، أكد رئيس الكتلة البرلمانية لحركة مجتمع السلم أحمد صادوق، ضرورة التعجيل الفوري في سن قانون تجريم الاستعمار الفرنسي، في ظل الإجماع غير المسبوق من قبل رؤساء الكتل البرلمانية على الذهاب نحو هذه الخطوة.
كما دعا رئيس كتلة حركة البناء الوطني، كمال بن خلوف إلى إقرار قانون لتجريم الإستعمار الفرنسي المبني على الاعتراف ثم الاعتذار ثم التعويض، من خلال موقف سياسي وسيادي حازم، وذلك من خلال “ المطالبة باسترجاع ثروات الجزائر المنهوبة خلال فترة الإستدمار، استرجاع ملف الأرشيف ومعالجة ملف الذاكرة، تعويض المتضررين من التجارب النووية.
فيما أكد عبد الوهاب آيت منقلات رئيس كتلة الأحرار، أن استقلال الجزائر لم يقدم كهدية من قبل الفرنسيين، بل أسال بحرا وأنهارا من الدماء، وهو ما يجعل الطرف الآخر، اليوم، يحسب ألف حساب للجزائر”.
نفس التوجه ذهب إليه التجمع الوطني الديمقراطي على لسان محمد طوير، بتأكيده أنّ سنّ قانون تجريم الاستعمار لايجب أن يكون كرد فعل سياسي فقط.
وشدّد رئيس مجموعة جبهة المستقبل، فاتح بوطبيق، على اتخاذ كل الإجراءات البرلمانية التي تحقق استقلالية الشعب الجزائري، لرد الصاع صاعين، خاصة من الجانب الدبلوماسي والاقتصادي.