طباعة هذه الصفحة

في قمة “مبادرة الشرق الأوسط الأخضر”، بن عبد الرحمان:

الجزائر تدعم كل مبادرة تكبح الاحتباس الحراري

الدول المتقدمة مدعوة للاتزام بتحمل مسؤوليتها

أكد الوزير الأول، وزير المالية، أيمن بن عبد الرحمان، أمس، بالرياض (السعودية)، أنّ الجزائر على “أتم الاستعداد لدعم كل مبادرة من شأنها كبح ارتفاع درجة حرارة المناخ ومكافحة التصحر والجفاف وحرائق الغابات” التي لم تسلم منها المنطقة العربية.
أفاد بن عبد الرحمان في كلمة ألقاها في قمة “مبادرة الشرق الأوسط الأخضر” بصفته ممثلا لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، قائلا : “إن بلادي، قناعة منها بأهمية البيئة في تحقيق التنمية المستدامة والاقتصاد الأخضر، تثمن هذه الجهود وتبقى على أتم الاستعداد لدعم مبادرة (الشرق الأوسط الأخضر) وكل مبادرة مماثلة، من شأنها كبح ارتفاع درجة حرارة المناخ ومكافحة التصحر والجفاف وحرائق الغابات التي لم تسلم منها المنطقة العربية “ ولبلوغ ذلك، أبرز الوزير الأول أنه “يتعين علينا أن نلبي نداء المناخ، ونضم صوتنا وجهودنا إلى أشغال هذه القمة المباركة”، معبرا عن أمله في أن تكون التوصيات المشتركة التي ستصدر عنها “هادفة وفعالة، بما يمكن من تعميمها على كامل المنطقة”، لاسيما أنها “تتمتع بخصائص مناخية متقاربة” وبما يجعلها “مرجعا في أشغال مجموعة العشرين ومؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي السادس والعشرين، في نوفمبر القادم”. وبعد أن أشاد بـ«مبادرة المملكة العربية السعودية، المندرجة في مساعيها النوعية الهادفة إلى خلق رؤية جديدة مشتركة، لتوحيد جهود حماية البيئة ومكافحة التغير المناخي في منطقة الشرق الأوسط والعالم”، أوضح أنّ “الجزائر لن تتوانى في الانخراط في تبادل التجارب الناجحة مع المملكة وكل الدول التي تهدف إلى رفع حصتها من الطاقة النظيفة في اقتصادها”.
وأكد بن عبد الرحمان، في هذا الإطار، أنّ الأهمية التي توليها الجزائر، تحت قيادة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، لهذا التحدي “تجسدت من خلال دسترة وتكريس البيئة والتنمية المستدامة والحفاظ على الموارد الطبيعية، وبالنظر إلى سياساتها للتغلب على كل التحديات ذات الصلة والدفع بعجلة التنمية المستدامة بكل أبعادها” و«تعزيز جهودها أكثر من أجل استدامتها للأجيال القادمة”. وأوضح أنّ الجزائر”تجدّد كما سبق وفعلت في عدة مناسبات عالمية وإقليمية، التزامها بمكافحة تغير المناخ ولعب دور فاعل” في هذا المجال، لاسيما من خلال “مخططها الوطني للمناخ للفترة من 2020 إلى 2030 “ والذي يعتبر “أداة عملية لتطبيق السياسة الوطنية لمكافحة التغيرات المناخية وتنمية الاقتصاد الأخضر “. وتقوم هذه السياسة أساسا-كما أضاف الوزير الأول -على تشجيع تطوير الاستثمار في مجال فرز وتحويل النفايات وفي مجال الطاقات المتجددة، وذلك بـ«استحداث هياكل وطنية متخصصة، على رأسها وزارة الانتقال الطاقوي والطاقات المتجددة” التي تعمل على “تسريع تنفيذ المشاريع قيد الإنجاز في مجال الرصانة والفعالية الطاقوية وإنتاج الهيدروجين الأخضر” وهو، كما قال، “مشروع استراتيجي واعد توليه بلادي (الجزائر) أهمية قصوى”. وذكر ممثل رئيس الجمهورية بهذه المناسبة أنّ الجزائر و«منذ عقود خلت، قد بادرت بمشروع واعد آنذاك، ألا وهو السد الأخضر” الذي يمتد على مساحة قدرها 3.7 مليون هكتار، و«تعمل الجزائر حاليا على إعادة بعث هذا الحصن البيئي، من أجل توسيعه إلى مساحة 4.7 مليون هكتار، في السنوات القليلة القادمة، في مساهمة نوعية منها، كتلك التي بادرت بها المملكة العربية السعودية الشقيقة، لحماية المناخ، بتضافر جهود الجميع”.
وعبر الوزير الأول عن “ارتياح الجزائر لكونها طرفا فاعلا في الديناميكية الدولية للحفاظ على البيئة، من خلال مشاركتها” في هذه القمة وكذا “الدور الفعال الذي تضطلع به في مختلف المواعيد الدولية والإقليمية في هذا المجال الحيوي”. وقبل ذلك، استهل بن عبد الرحمان كلمته بنقل تحيات رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، لصاحب السمو الملكي، الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع للمملكة العربية السعودية الشقيقة وكذا تمنيات الرئيس تبون بـ«نجاح أشغال” هذه القمة.
كما أكد الوزير الأول أنّ معالجة المسائل المناخية يجب أن “ترتكز على مدى التزام الدول المتقدمة بتحمل مسؤوليتها التاريخية” مع الأخذ بعين الاعتبار “الاختلافات” الموجودة بينها وبين الدول السائرة في طريق النمو. وقال بن عبد الرحمان إن “ الجزائر التي سبق وصادقت على مجموع الاتفاقيات الدولية الرامية إلى تقليص انبعاثات الغاز ومكافحة الاحتباس الحراري، تؤكد على أن معالجة المسائل المناخية يجب أن ترتكز على مدى التزام الدول المتقدمة بتحمل مسؤوليتها التاريخية وبالأخذ بعين الاعتبار الاختلافات بينها وبين الدول السائرة في طريق النمو”. وبعد أن ذكر أنّ هذا الاجتماع يأتي في وضع خاص تمر به دول العالم أجمع نتيجة وباء كوفيد-19، الذي جعلنا أمام تحديات جديدة تضاف إلى حزمة الملفات والمواضيع التي تشغل حكوماتنا وشعوبنا، “شدّد” على ضرورة “التكيّف” لإيجاد الحلول العملية الكفيلة بمجابهة المخاطر التي تهدد العالم لاسيما تلك “التي تنشأ جراء المساس بالتوازن البيئي بسبب الاستغلال غير الأمثل وغير العقلاني للثروات الطبيعية في سباق اقتصادي غير متكافئ، أنتج اختلالات، أجمع العالم على انعكاساتها الوخيمة على المناخ.
كما أوضح، في نفس السياق، أنّ هذه الانعكاسات “ستؤدي على الأمدين القريب والبعيد، إلى تهديد حقيقي على حياة الأشخاص واقتصاديات الدول”.

بن عبد الرحمان يلتقي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز

استقبل الوزير الأول، وزير المالية، أيمن بن عبد الرحمان، أمس، بالرياض من طرف صاحب السمو الملكي، الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع بالمملكة العربية السعودية.
جرى اللقاء على هامش مشاركة بن عبد الرحمان ممثلا لرئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، في أشغال قمة “مبادرة الشرق الأوسط الأخضر”. للإشارة حضر اللقاء سفير الجزائر بالسعودية، أحمد عبد الصدوق.

ويستقبل رئيسة الحكومة التونسية

كما استقبل الوزير الأول وزير المالية، أيمن بن عبد الرحمان، بمقر إقامته بالرياض، رئيسة حكومة الجمهورية التونسية، السيدة نجلاء بودن. وسمح اللقاء للجانبين “بالتأكيد على جودة العلاقات الثنائية التي تترجم عمق أواصر التعاون والتضامن التي تجمع البلدين الشقيقين، وكذا الإرادة المشتركة للحكومتين من أجل العمل معا لتعزيز وتنويع التعاون الجزائري-التونسي، لا سيما بمناسبة الاستحقاقات الثنائية الهامة المقبلة”.