طباعة هذه الصفحة

مستشار رئيس الجمهورية، شيخي: 

الجزائر كانت دائما موجودة وستظل

حمزة محصول

قال مستشار رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، المكلف بالذاكرة الوطنية والأرشيف الوطني، عبد المجيد شيخي إن الطرف الآخر (فرنسا) زاد نعيقه بشأن وجود الجزائر كأمة وكدولة، داعيا إلى مدرسة تاريخية خاصة لكتابة “تاريخنا” وتجاوز الصعوبات التي عطلت العملية، منذ الاستقلال.
 
أكد عبد المجيد شيخي، أنّ فرنسا تعمد إلى تبني سياسة النكران تجاه الجزائر، سواء قبل ثورة التحرير المجيدة أو بعدها، ولازالت تنتهج نفس النهج الكاذب في التعاطي مع تاريخ الأمة الجزائرية “ولطالما وضعتها في مزبلة التاريخ”.
جاء ذلك في مداخلته، خلال ندوة تاريخية برلمانية بمجلس الأمة بمناسبة ذكرى اندلاع ثورة الفاتح نوفمبر المجيدة، قدمها المجاهد ورئيس مجلس الأمة صالح قوجيل تحت عنوان :الجزائر تشهد يوم الوغى.. نوفمبر يعود على طريقة التأسيس والتأصيل للجمهورية الجديدة.
وقال شيخي لدى تناوله الكلمة :« إننا في أيام كثر فيها نعيق الطرف الآخر بخصوص وجود الجزائر كأمة وكدولة”، في إشارة إلى تصريحات الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، المسيئة لتاريخ الجزائر والتي نقلتها صحيفة لوموند، خلال لقاء جمعه أبناء الحركى والأقدام السوداء وفجرت أزمة غير مسبوقة بين البلدين، منذ 2 أكتوبر الماضي.
وأكد شيخي أنّ “الجزائر موجودة دائما وستظل موجودة إلى الأبد”. ليذكر مستشار رئيس الجمهورية ومدير المركز الوطني للأرشيف، الشعب الفرنسي، بما فعله أربعة من رموز الكفاح التحرري داخل البرلمان الفرنسي سنة 1947، عندما كان بصدد وضع “ما سمي زورا وبهتانا دستور الجزائر لإثبات تبعيتها المطلقة لفرنسا وأنها صنيعتها”.
وذكر كيف وقف محمد لمين دباغين، الذي كان يشغل عضوية البرلمان عن حركة انتصارات الحريات الديمقراطية ليقول بصوت عال “ الأمة الجزائرية موجودة وكانت دائما موجودة وأنتم بصدد النكران وتزوير التاريخ”.
وتابع:« أحدثت كلمته كثيرا من الضجيج” ولكنه (دباغين) واصلا قائلا :« أنا هنا لأقول الحقيقة وسأقولها وعندي الأدلة القاطعة”. وختم شيخي بالتأكيد على أن الحادثة كانت درسا لقنه جزائريون لفرنسا في عقر دارها.
ولازالت الأزمة التي تسببت فيها تصىريحات ماكرون مستمرة بين البلدين، حيث أكد وزير الخارجية والجالية الوطنية بالخارج رمطان لعمامرة، أن السفير الجزائري لدى باريس لازال بالجزائر للتشاور.
وقال شيخي، أن الاستعمار الفرنسي وعندما كان يعتقد أن “الجزائر لا شيء” كان “الرجال يخططون لما سيكون بعد سنوات قليلة، لتندلع ثورة الفاتح نوفمبر 1954”.
وعرج شيخي على الصعوبات التي تواجهها البلاد في كتابة التاريخ نظرا لقلة المصادر والمراجع أو لقلة الشهادات أو لعدم وضوحها، بعد تلف عديد الدعائم الصوتية للتسجيلات القديمة.
وأكد، في المقابل، أن المنظومة التربوية، هي الأساس في نقل المعلومة التاريخية بين الأجيال، ليدعو إلى ضرورة وضع منهجية خاصة واستحداث مدرسة تاريخية لكتابة “تاريخنا”.
من جانبه، أكد مدير المعهد الوطني للدراسات الاستراتيجية الشاملة، عبد العزيز مجاهد، أن تصريحات الرئيس الفرنسي بخصوص تاريخ الجزائر مردودة عليه وأن “ الجزائر موجودة منذ 24 قرنا قبل وجود فرنسا”، ودعا، في المقابل، إلى تقوية الجبهة الداخلية وتصحيح كل مكامن الخلل لردع كل المؤمرات التي تحاك ضد البلاد.