طباعة هذه الصفحة

الرّوسي فيتالي نعومكين:

الإستشــراق الأوروبـي استعماري

 

 

 

قال المستشرق والسياسي الروسي فيتالي نعومكين، الخميس بالشارقة بالإمارات، أنّ الإستشراق الأوروبي “استعماري” على عكس الإستشراق الروسي، الذي “لم يكن له أي طموح استعماري”.
اعتبر نعومكين في ندوة حول الاستشراق, في إطار فعاليات معرض الشارقة الدولي الـ 40 للكتاب، أن ما يميز أيضا الاستشراق الروسي عن الأوروبي، أنّ “الإسلام هو أولا جزء من التراث الروسي فروسيا دولة متعددة الإثنيات والأديان والإسلام أحدها”، وهي أيضا “مرتبطة بالشرق منذ القدم ولها تاريخ طويل مع الإسلام”، إضافة إلى أن “20 بالمائة من سكانها مسلمون”.
واعتبر المتحدث، وهو أيضا رئيس “معهد الاستشراق” التابع لأكاديمية العلوم الروسية, أن الاستشراق الروسي “يدرس أيضا روسيا لأنها تنتمي للشرق، ولكن بذهنية روسية”.
ولفت نعومكين إلى أن علاقات الروس بالمشرق العربي “قديمة وبدأت مع الحجاج المسيحيين الذين زاروا الأماكن المسيحية المقدسة في الشرق الأدنى، ودخول الإسلام إلى روسيا في القرن السابع ميلادي، ثم إسلام دولة التتار القديمة في حوض الفولغا”.
وأوضح أن الاستشراق الروسي كمفهوم “لا يتعلق فقط بالعالم العربي (الاستعراب)، وإنما أيضا بتركيا وإيران وآسيا الوسطى والقوقاز..”، مضيفا أن لروسيا “تاريخ مجيد من الدراسات الشرقية بما فيها الخاصة بالعالم العربي وأن العديد من المخطوطات الإسلامية موجودة في روسيا، وتم شراؤها من طرف الأمراء الروس ..”، على حد تعبيره.
ويعتبر فيتالي نعومكين، المولود في 1945، من أبرز وجوه الاستشراق والاستعراب في روسيا وهو أكاديمي ومحلل سياسي ومستشرق مختص في تاريخ آسيا الوسطى والقوقاز والعالم العربي وله العديد من المؤلفات على غرار “بخارى” (1995) و«الإسلام الراديكالي في آسيا الوسطى” (2005).
وترأّس نعومكين “معهد الاستشراق” الروسي في 2009، الذي يعد من بين أقدم معاهد الاستشراق في أوروبا، حيث يعود تاريخ تأسيسه لعام 1818، كما حاز في 2019 “جائزة الدولة الروسية” التي منحها له الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باعتباره “أبرز مستشرق روسي وأكبر مختص في شؤون العالمين الإسلامي والعربي”.
وتستمر فعاليات معرض الشارقة الدولي الـ 40 للكتاب إلى غاية 13 من الشهر الجاري بحضور عدة روائيّين جزائريين.