طباعة هذه الصفحة

تبادل الأوسمة مع نظيره سيرجيو ماتاريلا، الرئيس تبون:

آفاق واعدة للعلاقات الاقتصادية مع إيطاليا

 قام رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، مساء السبت، بقصر الشعب (الجزائر العاصمة)، بتكريم رئيس الجمهورية الإيطالية، سيرجيو ماتاريلا، الذي أدى على رأس وفد هام زيارة دولة للجزائر.
خلال مأدبة العشاء التي أقامها الرئيس تبون على شرف نظيره الإيطالي، تبادل الرئيسان الأوسمة، حيث أسدى الرئيس تبون نظيره الإيطالي الوسام من مصف الاستحقاق الوطني.
وبالمثل، قام الرئيس ماتاريلا، بتقليد رئيس الجمهورية الوسام من مصف الاستحقاق الوطني الإيطالي.
وفي كلمة له، اعتبر رئيس الجمهورية زيارة نظيره الإيطالي للجزائر، “مناسبة فريدة نستحضر من خلالها تاريخنا المشترك، الذي ألهم واقع العلاقات النوعية” التي تجمع بين البلدين والتي تؤكد، مثلما أضاف، “عزمنا على العمل سويا، بغية الارتقاء بها نحو آفاق أرحب”.
كما أشار رئيس الدولة، إلى أن الجزائر وإيطاليا إسمان “ارتبطا في ذاكرة الحضارة الإنسانية، بإرث يضرب بجذوره في أعماق التاريخ وبمآثر بطولية ومواقف راسخة طبعت تاريخ الإقليم المتوسطي منذ عصور غابرة وإلى غاية تاريخنا المعاصر”.
وفي معرض تأكيده على أهمية العلاقات الثنائية متعددة الأبعاد التي تربط الجزائر بإيطاليا، توجه الرئيس تبون إلى الرئيس ماتاريلا مخاطبا إياه بالقول: “زيارتكم فاتحة لعهد جديد يطبعه الطموح المشترك الذي يحذونا لبناء صرح علاقاتنا الثنائية وإضفاء ديناميكية جديدة على كافة أوجه الحوار والتعاون الاستراتيجي”، وهذا “بناء على المكتسبات التي حققتها الشراكة الجزائرية- الإيطالية، لا سيما في إطار معاهدة الصداقة والتعاون وحسن الجوار التي تجمع بين البلدين منذ 18 سنة”.
وسمحت المحادثات التي جمعت بين الرئيسين، بـ«رفع سقف طموحنا لتوسيع مجالات التعاون وآفاق العلاقات الاقتصادية المبنية على أساس المنفعة المتبادلة”، يقول الرئيس تبون، الذي توقف عند الاتفاقيات المبرمة بين الطرفين خلال هذه الزيارة والتي ما هي “إلا تأكيد على إرادتنا المشتركة لتجسيد هذه الأهداف والتزامنا وإياكم على توثيق أواصر الصداقة” و«مد قنوات الحوار بين شعبينا الصديقين”، مثلما أكد رئيس الجمهورية.
ودائما في إطار التكريم الذي خص به ضيف الجزائر، أهدى الرئيس تبون نظيره الإيطالي حصانا عربيا أصيلا.
وبالمناسبة، أخذ الرئيسان صورة تذكارية مع الأوركسترا السمفونية التي عزفت خلال مأدبة العشاء.
الرئيس الإيطالي يشرف على تدشين حديقة بالعاصمة
أشرف رئيس الجمهورية الإيطالية، سيرجيو ماتاريلا، أمس، بالعاصمة، على تدشين حديقة عمومية ببلدية حيدرة، باسم صديق الثورة الجزائرية الإيطالي إنريكو ماتيي.
قام الرئيس الإيطالي خلال اليوم الثاني من زيارة الدولة التي يقوم بها إلى الجزائر، بزيارة حديقة التجارب بالحامة، كما قام بجولة في الواجهة البحرية بقصر رياس البحر “الحصن 23”.
يذكر، أن إنريكو ماتيي (1906-1962)، الذي تحمل الحديقة العمومية بحيدرة اسمه، هو مُصنّع إيطالي، دافع عن قضية الشعب الجزائري عملا وقولا، على مدار سنوات، وهو شخصية بارزة على مستوى التعاون الاقتصادي والصداقة بين الجزائر وإيطاليا.
ويحمل أنبوب الغاز “العابر للمتوسط” الذي يربط بين البلدين اسم أنريكو ماتيي منذ سنة 1999، كما منحه مؤخرا رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون وسام أصدقاء الثورة الجزائرية ما بعد الوفاة.
واضطلع أنريكو ماتيي المعروف بمواقفه المناهضة للاستعمار ومقاومته للفاشية بشمال إيطاليا ابتداء من 1943، حيث عرف عنه أنه كان “متبصرا ومروجا لتعاون حقيقي بين الشمال والجنوب”، بدور هام في مفاوضات إيفيان من خلال وضع خبرته في خدمة الطرف الجزائري في مجال المحروقات.
كما ساعد ماتيي الجانب الجزائري على تحديد المحاور الإستراتيجية الكبرى للمفاوضات والدفاع عن مصالح الجزائر في استغلال مواردها البترولية والمنجمية حسب الشهادات المعبر عنها بهذا الخصوص في مختلف المنتديات.
وقد تناولت الشهادات أيضا، دور مجمع “إيني” في تكوين الإطارات الجزائرية في مجال الصناعة البترولية على مستوى مدارسها بعد استقلال الجزائر.
وقد نذر ماتيي حياته خدمة للقضايا العادلة في العالم وكان مناهضا للهيمنة الاستعمارية، مما جعله يتعرف على العديد من قادة الثورة، وساهم تواصله المستمر مع ممثلي جبهة التحرير الوطني بالخارج في تجنيد وتعبئة الطبقة السياسية الإيطالية ودعم ونصرة القضية الجزائرية.
وتوفي ماتيي يوم 27 أكتوبر 1962، أي شهرين بعد استقلال الجزائر، في حادث تحطم طائرة جنوب مدينة ميلانو في ظروف غامضة، ولم يتم لحد اليوم الكشف عن ملابسات وفاته.    
وفي سنة 1997، وبعد مرور 35 سنة عن هذا الحادث، خلصت العدالة الإيطالية إلى أن الحادث كان جراء “قنبلة تم وضعها في الطائرة”، ليتبين بعدها أن مواقف ماتيي حول ملف البترول الجزائري كلفته حياته.
...ويزور كنيسة القديس أوغستين بعنابة
زار رئيس الجمهورية الإيطالية، سيرجيو ماتاريلا، بعد ظهر أمس، كنيسة القديس أوغستين في إطار زيارة ثقافية وسياحية لمدينة عنابة وذلك خلال اليوم الثاني من زيارة الدولة التي يقوم بها إلى الجزائر.
وكان في استقبال الرئيس الإيطالي بكنيسة القديس أوغستين، ممثل عن أبرشية قسنطينة هيبون (عنابة) الراهب تيونست بازيريكانا الذي قدم له عرضا حول تاريخ هذه الكنيسة التي تعود إلى القرن التاسع عشر وحياة القديس أوغستين (354-430) ميلادي.
وتابع الرئيس الإيطالي، الذي كان مرفوقا بكل من الوزير الأول وزير المالية أيمن بن عبد الرحمان ووزير الخارجية والجالية الوطنية بالخارج رمطان لعمامرة ووزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب ووزيرة الثقافة والفنون وفاء شعلال، عرضا مفصلا حول هذا المعلم الديني الذي يمثل رمزا تاريخيا للتعايش والحوار بين الحضارات.
كما تلقى ضيف الجزائر والوفد المرافق له، شروحات حول عمليات الترميم التي استفادت منها هذه الكنيسة سنة 2013 لتبقى معلما ثقافيا وحضاريا ودينيا ورمزا للتعايش وحوار الحضارات بالجزائر وتبرز مساهمة الجزائر عبر التاريخ في الفكر والحضارة الإنسانية.
وفي ختام زيارته للكنيسة وقع كل من الرئيس الإيطالي والوزير الأول على السجل الذهبي للكنيسة وذلك قبل أخذ صورة تذكارية.
ولدى زيارته لتمثال القديس أوغستين وذلك بالساحة المقابلة للكنيسة، تلقى الرئيس الإيطالي شروحات حول حياة هذا الفيلسوف ورجل الدين.
وقد وصل الرئيس الإيطالي، سيرجيو ماتاريلا، منتصف نهار أمس، إلى مطار رابح بيطاط بعنابة على رأس وفد هام. وكان في استقبال الرئيس الإيطالي الذي كان مرفوقا بوزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب، ووزيرة الثقافة والفنون وفاء شعلال، لدى نزوله من الطائرة، الوزير الأول، وزير المالية أيمن بن عبد الرحمان، ووالي عنابة جمال الدين بريمي.
واستعرض الرئيس سيرجيو ماتاريلا والوزير الأول وزير المالية، أيمن بن عبد الرحمان تشكيلة للحرس الشرفي للناحية العسكرية الخامسة أدت لهما التحية الشرفية.
وحضر حفل الاستقبال كل من وزير الخارجية والجالية الوطنية بالخارج رمطان لعمامرة وأعضاء بمجلس الأمة ونواب بالمجلس الشعبي الوطني ورئيس المجلس الشعبي لبلدية البوني ورئيس المجلس الشعبي الولائي.
وأبدى رئيس الجمهورية الإيطالية سيرجيو ماتاريلا، مساء أمس الأحد، بعنابة، (أقصى شمال شرق الجزائر)، إعجابه الكبير بالموقع الأثري هيبون وذلك في إطار زيارة ثقافية سياحية قام بها إلى هذه المدينة.
ومن أهم ما أثار إعجاب الرئيس الإيطالي، هو القطع الفسيفسائية المتنوعة، حيث طلب من مقدم العرض معلومات إضافية حول طبيعة المواد المستعملة فيها وخاصة جودة الرخام والألوان الزاهية التي تحتويها.
ولدى وقوفه أمام تصميم تذكاري من البرونز يعود إلى القرن الأول قبل الميلاد، يخلد انتصار القنصل الروماني يوليوس قيصر على خصومه من أنصار القنصل بومبي وذلك سنة 46 قبل الميلاد، أبدى الرئيس الإيطالي اهتماما خاصا بهذه القطعة الأثرية، خاصة بعدما علم أنها فريدة من نوعها في العالم.
كما أبدى ضيف الجزائر إعجابه بالمنظر الطبيعي العام الذي تتوفر عليه مدينة
هيبون الأثرية، خاصة بعدما اطلع أنها تتربع على أكثر من 70 هكتارا، مع العلم أن الاكتشافات والحفريات لم تشمل إلى حد الآن بهذا الموقع سوى 26 هكتارا من إجمالي المساحة فقط.