طباعة هذه الصفحة

الدكتور محمد عبيدي لـ «الشعب ويكاند»:

الاعتداء محاولة من نظام المخزن الخروج من حصاره

حوار: سعاد بوعبوش

أي نزاع بالمنطقة لا يخدم سوى الكيان الصهيوني

 أكد المختص في القانون الدولي د.محمد عبيدي، في حوار مع «الشعب ويكاند»، أن الحادثة الأخيرة التي تم فيها اغتيال رعايا جزائريين، تعبّر عن الغدر الكامن في النظام المغربي تجاه الجزائر، بعد أن وجد نفسه محاصرا بسياسته غير القابلة للتعامل على أساس الاحترام المتبادل وفي إطار رابح - رابح للطرفين، مشيرا أن أي تصعيد لا يخدم الطرفين ولا المنطقة، فيما سيكون المستفيد الأكبر في كل هذا هو الكيان الصهيوني الذي يحاول جر الجزائر إلى النزاع مع المغرب.


«الشعب ويكاند»: حادثة الاعتداء الأخير على الرعايا الجزائريين تكشف عن حقد مغربي دفين تجاه الجزائر، ما هي الأسباب؟
محمد عبيدي: المغرب يدرك جيدا إمكانات وقدرات الجزائر في هذا المجال ولا يريد الدخول في حرب، إلا أنه وقع في الفخ الذي نصب له بعد البدء في التعامل مع الكيان الصهيوني، وبالرغم من ذلك فهو لا يملك إمكانات لخوض حرب مستبعدة تماما، سواء مباشرة أو بالوكالة، لأنها استنزاف للموارد الاقتصادية والمالية والبشرية.
وأشير إلى أن هذه الحساسية من الجانب المغربي تجاه الجزائر مفرطة، خاصة وأن بلادنا في موقع قوة، انطلاقا من امتلاكنا للثروات والموقع الجغرافي الجيواستراتيجي وعلاقاتها الدولية الجيدة جدا وكذلك الأمر مع جيرانها وليس لها أعداء، ما عدا العدو الوحيد المتمثل في الكيان الصهيوني.
المغرب يحاصر نفسه بنفسه، فهو لا يريد فتح الحدود وفق الضمانات التي تريدها الجزائر في إطار علاقة رابح – رابح، خاصة وأنه لا يملك حدودا نشطة، وفي حال فتحها فهو الرابح الأكبر، لكن وفق نظرته سيصدر لنا كل السموم، خاصة وأنه يعترف بتجارة المخدرات كمصدر مربح لاقتصاده وهو ما لا يتوافق مع المقاربة الجزائرية في هذا الإطار.
موقف الجزائر مبرر بعد استفزازها من الجانب المغربي، وهي تدرك جيدا من يقف وراء هذا الاغتيال الوحشي للرعايا الجزائريين من أطراف خارجية تحاول جرّها إلى مستنقع من نزاعات، لا تخدم أي طرف سوى الكيان الصهيوني، خاصة أن هذا الأخير لديه غدر كامن يستهدف الجزائر وإفريقيا.
وبالنسبة للمغرب، فهو يجني أشواك سياسته، خاصة بعد التطبيع مع الكيان الصهيوني، هذا الأخير الذي لن يفوت فرصة تنفيذ مخططاته بالمنطقة.
 وكان رئيس الجمهورية قد أكد أن الحادثة لن تمر دون عقاب، ولعل الغلق الجوي أمام الطيران المغربي، وتوقيف تصدير الغاز عبرها سبب له العديد من الخسائر، ويمكن أن يمتد الوضع إلى فرض عقوبات اقتصادية أخرى.
هل ستؤثر الحادثة على أمن وسلامة المعابر الحدودية التي فتحتها الجزائر لتعزيز التبادل التجاري في عمق إفريقيا؟ 
 من المعروف أن العلاقات التجارية العالمية، تنتظر فيها الدول الأسوأ، خاصة مع وجود عصابات تنشط في هذا الإطار، وقرصنة للبواخر على غرار ما هو موجود بالقرن الإفريقي والصومال تحديدا.