طباعة هذه الصفحة

محطات التحلية والمعالجة 

توقيف الإنتاج مؤقتا لتنظيف الأحواض

سعاد بوعبوش

تسببت الاضطرابات الجوية المتتالية التي تعرفها الجزائر حاليا، والتي تم تسجيل بخصوصها سبع نشريات خاصة في تعكر مياه السدود، محطات تحلية مياه البحر ومحطات معالجة مياه الشرب.  
تأتي ظاهرة تعكر المياه بسبب ما تجلبه الأودية التي تزود السدود من أتربة ومواد عالقة ما يؤدي إلى ارتفاع نسبة تعكر المياه، كما تؤثر هذه الاضطرابات الجوية على السير الحسن لمحطات تحلية مياه البحر، حيث أن الرياح والأمواج تحمّل مياه البحر نسبة عالية من المواد العالقة أيضا. 
في هذا السياق، أوضح رئيس مركز معالجة المياه الشروب ببودواو سفيان سعدون، التابعة لشركة المياه والتطهير “سيال”، أنه مع التقلبات الجوية وتهاطل الأمطار الأولى، وصلت سيول محملة بالأتربة والمواد العالقة إلى السدود التي كانت شبه فارغة، ما أدى إلى ارتفاع كبير لدرجة تعكر المياه وصلت إلى 20 ألف مرة درجة تعكرها العادية.
وبحسب سعدون، فإنه بوصول هذه المياه إلى محطات معالجة المياه، اضطرت وحدات “سيال” إلى توقيف الإنتاج مؤقتا لتنظيف الأحواض وتعديل طريقة الإنتاج، لأن معالجة المياه تمر بعدة مراحل، التخثير، الترسيب، الترشيح ثم التطهير النهائي، وتكون هذه المراحل مراقبة كلها من طرف مخبر المعالجة بالمحطة لضمان جودة المياه وفق المعايير الدولية والوطنية المعمول بها في هذا الخصوص.  
وأشار رئيس مركز معالجة المياه الشروب ببودواو، أن هذه التوقفات المؤقتة ضرورية للحفاظ على الأجهزة ومحطات معالجة المياه، وكذا محطات تحلية مياه البحر، هذا الأخير في حال هيجان تكون درجة تعكر مياهه مرتفعة أيضا، ولهذا يكون التوقف المؤقت، قبل استئنافه بطريقة عادية بهدف إنتاج المياه بجودة عالية.
في هذا السياق، كانت شركة مياه تيبازة القائمة على استغلال محطة تحلية مياه البحر “فوكة”، قد أعلنت عن تسجيل عطب تقني جديد وقع، منذ أمسية الأثنين الفارط، في حدود الساعة التاسعة ليلا، بسبب تدني جودة مياه البحر، ونتج عنه توقيف كلي لمحطة تحلية مياه البحر “بفوكة”، حيث أدى هذا التوقف إلى نقص في إنتاج المياه الشروب المقدرة بـ502222 م مكعب يوميا.
ويؤثر مثل هذا التوقف على سير برنامج التوزيع الموجه لعديد بلديات ولايتي الجزائر وتيبازة، حيث تسبب في تذبذبات حادة في توزيع المياه على السلسلة الساحلية والغربية للجزائر العاصمة وتحديدا بالمقاطعة الإدارية للمدينة الجديدة سيدي عبد الله، زرالدة، المعالمة، سطاوالي، السويدانية جزئيا، عين البنيان، الحمامات والشراقة جزئيا، ناهيك عن تذبذبات حادة أخرى تعرفها بلديات ولاية تيبازة بكل من دواودة، فوكة، الشعيبة، خميستي، بوسماعيل، عين تاقورايت وبوهارون.
وأكدت “سيال” في هذا الخصوص لزبائنها القاطنين في البلديات المعنية، بأن عملية التزويد حسب البرنامج الحالي، ستستأنف بصفة تدريجية عند استئناف عملية الإنتاج في المحطة التي ستعود للخدمة بمجرد استقرار نسبة تعكر مياه البحر حسب المعايير المطلوبة.
نسبة تعكر عالية للمياه الخام للسدود أيضا تم تسجيلها عند بلوغها محطة معالجة المياه الشروب نظام التزويد الجزائر ببلدية المعالمة، أول أمس، نتج عن ذلك توقفات متكررة للإنتاج ولإعادة تعديل عملية المعالجة، من أجل ضمان جودة المياه المعالجة، ما نتج عنه تسجيل تذبذبات في عملية التزويد بالمياه الشروب، والتي تؤثر بشكل رئيسي على نظامي الإنتاج نحو سلسلة البلديات الغربية وتحديدا بالمرتفعات كتسالة المرجة، الدويرة، بابا حسن، خرايسية، الرحمانية، السويدانية، أولاد فايت، الدرارية، السحاولة، العاشور، دالي براهيم والشراقة والسلسلة الساحلية اللذين يضمنان تزويد البلديات كمعالمة، المدينة الجديدة سيدي عبد الله، زرالدة، اسطاوالي وعين البنيان.
وأوصت من أجل السلامة، ضرورة التحقق من إغلاق الصنابير لتجنب الفيضانات المحتملة عند استعادة إمدادات المياه، وبعد إعادة ملء المياه، ضرورة ترك أحد صنابير المياه الباردة تعمل بتدفق منخفض لبضع دقائق لطرد أي هواء قد يكون في قناة الربط الخاصة بهم.
فرق التطهير تتجند
في المقابل وعقب إصدار النشرية الجوية الثامنة، معلنة عن تساقط كميات معتبرة من الأمطار على إقليم ولاية الجزائر، تجندت فرق مديرية التطهير كعادتها، لإجراء عدة تدخلات مستعجلة منذ بداية النشرية، التي عرفت نسب تساقط متباينة ببلديات العاصمة قدرت ما بين 30 إلى 80 ملم.
وتم في هذا الإطار، إجراء عمليتي ضخ وشطف مياه الأمطار الراكدة على مستوى الطريق الاجتنابي للطريق السريع (الصاروخ) قايدي ببلدية الدار البيضاء، والتدخل لتنظيف شبكة التطهير على مستوى سيدي عباد ببلدية تسالة المرجة، إجراء تشخيص معمق لانجراف التربة على مستوى السبالة ببلدية درارية، ضخ مياه الأمطار الراكدة على مستوى وسط بلدية الرويبة وكذا على مستوى حي المرجة بنفس البلدية.
وتدخلت أيضا نفس الفرق لإيقاف تدفق المياه المستعملة على مستوى حي 618 مسكن ببلدية المحمدية، وضخ المياه الراكدة على مستوى مدخل مدرسة ابتدائية ببلدية بوزريعة، وكذا أمام مقر مديرية الضمان الاجتماعي أمام حظيرة مركب محمد بوضياف الأولمبي ببلدية دالي براهيم، ناهيك عن تدخل فرق يدوية على مستوى الطاحونتين ببلدية بولوغين، وإجراء تشخيص معمق في الشبكة على مستوى ليدو ببلدية المحمدية، وعمليات ضخ على مستوى بيتافي ببلدية بئر خادم، في حين تم القيام بضخ مياه الأمطار الراكدة على مستوى الطريق السريع أمام المسجد الأعظم، وشطف مياه الأمطار الراكدة على مستوى الطريق السريع الجنوبي المحاذي لمطار هواري بومدين الدولي، وعلى مستوى حي الزواوي ببلدية الكاليتوس، وعلى مستوى مقبرة العالية ببلدية باب الزوار.
وتدخل هذه العمليات في إطار البرنامج الخاص الذي تمّ إعداده من طرف مديرية التطهير سيال، تأهبا لكل طارئ. وجندت المديرية فرقها، إلى جانب مصالح ولاية الجزائر، على مستوى منشآت التطهير، كما سخرت من أجل هذه التدخلات الميدانية المستعجلة خلال النشرية شاحنات هيدروليكية، ومضخات أوتوماتيكية، بالإضافة إلى فرق الصيانة وفرق تقنية أخرى بمعدات يدوية.
وسيكون هذا البرنامج مرفوقا بمخططات لمديرية الأشغال العمومية ومؤسسة “أسروت” على مستوى مناطق حساسة أخرى مبينة إلى غاية نهاية النشرية، حيث تتمركز هذه الفرق والوسائل في هذه المناطق، تفاديا للوقوع المحتمل لفيضانات نتيجة انسداد شبكة التطهير، وذلك بضمان المرور المرن لمياه الأمطار المتساقطة نحو شبكة التطهير، محطات الرفع ومحطات التصفية، تصب هذه الجهود في سبيل تسهيل حركة السير وضمان سلامة المواطنين وممتلكاتهم خلال هذا الظرف.
ولتفادي مخاطر الظاهرة الطبيعية المتمثلة في الفيضانات، وجهت سيال تنبيها بضرورة عدم التعدي على الطبيعة بإلقاء البقايا، القاذورات والنفايات في مجاري الوديان والبالوعات التي قد تؤثر سلبا على شبكة التطهير، كما تنصح بعدم قطع السيول راجلا أو السباحة بمجرى السيول أو بالسيارات والابتعاد عن حواف الأودية لأن قوة السيول لا يجابهها شيء.