طباعة هذه الصفحة

مواجهات عنيفة مع الاحتلال بالضفة والقدس

استشهاد 15 طفلا فلسطينيا واعتقال 1149 في 2021

صادف، أمس السبت، الموافق لعشرين من نوفمبر من كل عام، اليوم العالمي للطفل، وفي فلسطين، يتعرض الأطفال إلى جرائم متواصلة من قبل قوات الاحتلال الصهيوني، حيث استشهد منذ بداية العام الجاري، وحتّى نهاية شهر أكتوبر الماضي 15 طفلا، واعتقل 1194 آخر.
أصدرت وزارة التربية والتعليم ونادي الأسير تقريرين منفصلين، أمس، بهذه المناسبة، أوضحت أن قوات الاحتلال تستهدف الأطفال خلال عمليات اقتحام لمنازل ذويهم ومدارسهم، حيث نفذت أكثر من 100 هجوم على المدارس؛ تنوعت بين إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع، والرصاص الحي، والمطاطي، واقتحام المدارس، من قبل عساكر الاحتلال ومستوطنيه.
160 قاصر بالمعتقلات
 دعت «التربية»، في تقريرها، دول العالم ومؤسساته إلى حماية أطفال فلسطين، وطلبة المدارس، وحقهم في التعليم، والوقوف في وجه الاحتلال والممارسات القمعية لجيشه ومستوطنيه عبر مسلسل استهداف متواصل للأطفال، مؤكدةً على الحق الطبيعي لأطفال فلسطين في حياة كريمة والتعليم الآمن والمستقر.
وأكدت الوزارة أنه وفي الوقت الذي تحيي فيه دول العالم هذه المناسبة؛ فإن مشاهد الألم وعذابات الأطفال في قطاع غزة لا تزال شاهدة على معاناة متكررة؛ نتيجة أفعال الاحتلال واستهدافه للأطفال والمؤسسات التربوية؛ وقتله الأطفال والطلبة في مختلف محافظات الوطن، واقتحام المدارس في القدس والأغوار والبلدة القديمة في الخليل والساوية واللبن وغيرها من المدارس التي تشهد كل يوم عمليات مداهمة وحصار وعرقلة الوصول الآمن للطلبة إلى مدارسهم.
ومن جهته، قال نادي الأسير، في تقرير، إنّ نحو 160 قاصر يقبعون في سجون الاحتلال، وموزّعون على سجون «عوفر» و»الدامون» و»مجدو».
وأشار إلى أنّ سلطات الاحتلال اعتقلت نحو (19 ألف) طفل (أقل من عمر 18 عاما) منذ اندلاع الانتفاضة الثانية في سبتمبر عام 2000، من بينهم أطفال بعمر أدنى من 10 سنوات.
تعذيب نفسي وجسدي
 استنادا إلى إحصاءات وشهادات موثّقة للمعتقلين الأطفال؛ فإنّ ثلثي الأطفال المعتقلين تعرّضوا لشكل أو أكثر من أشكال التّعذيب الجسدي، فيما تعرّض جميع المعتقلين للتّعذيب النّفسي خلال مراحل الاعتقال المختلفة.
ولفت إلى أنّ سلطات الاحتلال تمارس بحقّ الأطفال المعتقلين أنماطاً مختلفة من التّعذيب خلال وبعد اعتقالهم، وذلك بشكل ممنهج وواسع النّطاق، ما يعتبر من بين المخالفات الجسيمة للقانون الدولي، خاصّة اتفاقية مناهضة التعذيب واتفاقية حقوق الطّفل، وذلك منذ لحظة اعتقالهم، ومروراً بالتّحقيق القاسي معهم، وحتّى اقتيادهم إلى السّجون.
وأكّد نادي الأسير أن المعتقلين الأطفال يتعرّضون لأساليب تعذيب شتّى ومعاملة لا إنسانية ومنافية للمعايير الدّولية لحقوق الإنسان، حيث يتم احتجاز غالبيتهم في سجون داخل دولة الاحتلال، بشكل يخالف اتفاقية جنيف الرابعة، ويتسبّب في حرمان الغالبية منهم من زيارات ذويهم.
  أطفال يعاملون كالأسرى البالغين
 كما تزجّ سلطات الاحتلال بالأطفال في مراكز توقيف ومعتقلات تفتقر للحد الأدنى من المقوّمات الإنسانية، وتحرم العديد منهم من حقهم في التّعليم، والعلاج الطّبي، ويحرمون من إدخال الملابس، والأغراض الشخصية، والكتب الثقافية، ولا تتوانى إدارة السّجون عن معاملتهم كمعاملة الأسرى البالغين، باقتحام غرفهم ورشّهم بالغاز وضربهم وتقييدهم وإلحاق العقوبات بهم، كالعزل وسحب الأغراض الشخصية والحرمان من «الكنتينا».
وذكر نادي الأسير أن الاحتلال أصدر أحكاماً جائرة بحقّ أطفال، وذلك بعد التعديلات التي أحدثها على بعض القوانين الخاصّة بالأحداث، بما يتناسب مع سعي الاحتلال لشرعنة إدانة الأطفال، واستحدث خلال السّنوات الأخيرة تشريعات بإيعاز من شرطة ونيابة ومحاكم الاحتلال باصدار أحكام عالية على أفعال احتجاجية يقوم بها القاصرون، بالإضافة إلى تتبّع منشورات منصّات التّواصل الاجتماعي وطرحها كتُهم «أمنية»، واعتقال الأطفال على إثرها وخضوعهم للمحاكمة والسّجن.
من جهة أخرى، شنت قوات الاحتلال الصهيوني، أمس السبت، حملة مداهمات جديدة في مناطق متفرقة بالضفة الغربية والقدس المحتلة، ما أدى إلى اندلاع مواجهات عنيفة مع الفلسطينيين. واقتحمت قوات الاحتلال ضاحية الريحان قرب رام الله، وأطلقت قنابل الغاز، فيما اندلعت مواجهات في بلدة العيسوية شمال شرقي القدس المحتلة، ما أسفر عن وقوع العديد من الإصابات.
واستمرت المواجهات لساعات عدة، تخللها إطلاق عساكر الاحتلال للرصاص المطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع، إلى جانب تصدي الشبان الفلسطينيين للقوة العسكرية الصهيونية بالزجاجات الحارقة والحجارة والألعاب النارية.
وفي سلفيت، اندلعت مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال ببلدة قراوة بني حسان شمال غربي المدينة، وذلك بعد إغلاق جنود الاحتلال منطقة «السدة». وداهمت قوات الاحتلال الليلة الماضية، مصنعا في قرية جورة الشمعة جنوبي بيت لحم، وفحصت كاميرات المراقبة.
ونقلت مصادر إعلامية، أن قوات الاحتلال اقتحمت القرية، وداهمت مصنعا للحجر والرخام، يعود للفلسطيني حسام عثمان، وفحصت كاميرات المراقبة المثبتة على جوانبه.