طباعة هذه الصفحة

كلام آخر

المعرقلون

عبد الملك بلغربي
20 نوفمبر 2021

مع الحالة الكارثية لأرضية ملعب الشهيد مصطفى تشاكر بالبليدة، لوحظ تحسّر وتذمّر مدرب ولاعبي المنتخب الوطني لكرة القدم، حتى قالها الناخب جمال بلماضي على المباشر، “هناك من يريد تحطيم المنتخب الجزائري”.
وعلى حد قول الراحل عبد الحميد مهري، “نحن في زمن الرداءة”، فعلى الرغم من ضرورة إحداث التغيير المنشود من خلال إصلاح مؤسسات الدولة وتلبية مطالب الشعب، يبدو أن إرث العشرين سنة الماضية ثقيل جدا ومن الصعب التخلص منه بسهولة، حيث أصبح عبارة عن سرطان.
والمتتبع لحال المشهد يتجلى له ذلك بوضوح ، ففي كثير من المجالات يوجد معرقلون ينشطون بأساليب مختلفة على كافة المستويات، همّهم الأكبر هو الحفاظ على الوضع القائم (الإبقاء على ثقافة الريع المقيتة) وعرقلة أي مسعى من شأنه إحداث التغيير منشود.
«المعرقلون” في شتى المواقع على مستويات الإدارة، لا يفكرون إلا في مصالحهم الضيقة... ويبقى الوطن آخر همّهم، يعشقون الرداءة حتى النخاع ويحتضنونها أينما كانت وحيثما وجدت، وفي المقابل يحاربون الكفاءة والنزاهة بكل ما أوتوا من قوة... ببساطة، لأن الكفاءة تفضحهم وتهدد تواجدهم في إدارات ومؤسسات الدولة، ولهذا فالتغيير والتطوير عدوهم اللدود.
إن أيّ مصلح في البلاد اليوم له أفكار جديدة من شأنها الرقي والنهوض بمستوى أداء الإدارة ومؤسسات الدولة، سواء كانت مدرسة أو جامعة أو مرفق عام أو منتخب وطني أو..، سيصطدم، لا محالة، بمعرقلين. غير أن مواجهه التحديات العديدة والمرهقة، تقتضي المضي قدما في مسار إحداث التغيير المنشود الذي يطالب به الشعب ويشدد عليه رئيس الجمهورية، فمصلحة البلاد ومستقبل الأجيال تتطلب الإصرار على إنجاز المسار المسطر، ليدرك المعرقلون أنهم على خطإ بل على ضلال.