طباعة هذه الصفحة

الفنان يعقوب عابد لـ»الشعب»:

أسعى لتشكيل فرقة تهريج والمشاركة في محافل دولية

حوار: هدى بوعطيح

«الاستغلال» آفة تكسّر الفنان والتهميش أتعبنا

عابد يعقوب، موهبة في عالم فن التهريج، فنان طموح، بالرغم من الإمكانيات البسيطة التي يعمل فيها والتهميش الذي يطاله، إلا أنه يسير بخطى ثابتة نحو تحقيق حلمه وإبراز موهبته في هذا العالم الذي اختاره لأن يكون ضمنه منذ نعومة أظافره، يسعى كما أكده في حوار مع «الشعب» لتشكيل فرقة تهريج وتأسيس جمعية، والمشاركة في المناسبات الرسمية والمهرجانات، وتكوين نفسه جيدا في التمثيل المسرحي لتطوير قدراته وتمثيل الجزائر في المحافل الدولية..

-  «الشعب»: بداية، من هو الفنان يعقوب عابد؟
 يعقوب عابد: فنان مسرحي هاوي من ولاية سطيف، أشتغل في فن التهريج خاصة، حيث اكتشفت موهبتي منذ الطفولة، فدخلت هذا المجال ليكون عملي مع جمهور الأطفال، كما أنني أشارك في كل المناسبات التي تكون في إطار الطفولة.

-  كيف كانت بداياتك في عالم التمثيل، خصوصا فنّ التهريج الذي يعتبر واحدا من أصعب الفنون، وقد دخلته في سنّ مبكرة؟
 بداياتي كانت صعبة، لأنني لم أجد فرصة للظهور وخوض هذه التجربة، فكنت أغتنم أي فرصة لإبراز موهبتي من خلال ارتداء لباس المهرّج، وبما أنني كنت أحتاج للخبرة خاصة للعمل أمام الجمهور، فقد شاركت مع جمعيات في خرجات لمراكز الطفولة، كما شاركت في حفلات دار الثقافة.. ومنها كانت البداية وصرت أحضّر بعض المهرجانات، ليصبح مع مرور الوقت أمرا عاديا أن أشارك في عمل تهريجي أو مسرحية، خاصة المسرح الجهوي فكانت سنة 2015 بدايتي الحقيقية في المجال ومازالت أعمل بجهد لأستمر في مشواري الفني.

-  ولماذا اخترت فن التهريج دون غيره؟
 ربما كان اختيارا وربما أمرا تلقائيا، منذ طفولتي أحب نشر الابتسامة وسط أسرتي وأصدقائي، كما كانت لي مهارة خاصة مع الأطفال، حيث وجدت نفسي أستطيع أن أجعلهم يضحكون بسهولة، فحينما ارتديت لباس المهرج ووضعت المساحيق الخاص به، شعرت أنني أتقمص دورا ليس غريبا عني، فأحببت التهريج لأنني أجد نفسي أضيف من موهبتي فوق النص المسرحي، فكنت أعتلي الخشبة دون تحضير، فأجد نفسي قد أبدعت وأجعل الجمهور يتفاعل معي بقوة عالية، فكلما رأيت الجمهور يضحك تكبر سعادتي وتزاد طاقتي، فصارت علاقتي مع التهريج علاقة وطيدة جدا، خاصة الترفيه عن الأطفال الذي اعتبره شيء عظيم جدا، فكان بذلك التهريج اختيار القلب واختيار للموهبة.

-  كيف تقيّم واقع هذا الفن في الجزائر؟
  كفنان هاوي أشعر أن هناك ثقل كبير في حركة الثقافة، حيث صار العمل الفني المحترف والجيد نادر، في وقت هناك انتاجات كثيرة لا تصل إلى مستوى القبول لدى المشاهد، حينما أجد أسرتي متذمرة من المسلسلات التي تعرض، وأجد حضور قليل لمشاهدة المسرحيات أعرف أن هناك مشكلة في الفن، إما الجمهور لم يعد يتذوق أو الفن لم يصل إلى المستوى المطلوب، تابعت في أرشيف الفن السطايفي بعض الأعمال الغنائية والمسرحية والسينمائية، التي تصنّف كهواة أجدها أكبر وأجمل وأفضل من الأعمال المحترفة الحالية، ما يعني أن الفن حاليا ماضيه أفضل من حاضره.

-  وما هي العوائق التي تعترض مسارك الفني؟
 نقص البرمجة من طرف مؤسسات الثقافة، أجد أنني بحاجة لفرص أكثر لتطوير مهاراتي، التهريج فن عظيم لأنه يسعد الخواطر، لكن لا توجد دورات تدريبية تهتم بالمهرجين الشباب وعموم العروض التي نتلقاها كمهرجين هو العمل المجاني، وهنا نحن نتعب في العمل المجاني، رغم أننا نبادر ونتطوّع في المناسبات الخاصة بالأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة، لكن هناك مناسبات لها ميزانيات ومع ذلك نحرم من حقوقنا، وكم من حفلة هرجت فيها لم أتلقى حقوقي المادية، الاستغلال خسارة كبيرة تكسّر الفنان، والتهميش أيضا أتعبنا كثيرا.

-  ما هي نشاطاتك حاليا وإلى ماذا تطمح مستقبلا؟
 حاليا أحاول تشكيل فرقة تهريج وتأسيس جمعية، لكي نكون في شكل قانوني يسمح لنا في المشاركة في المناسبات الرسمية والمهرجانات، وأحاول تكوين نفسي جيدا في التمثيل المسرحي لتطوير قدراتي والمشاركة في مسابقات الكوميديا ونيل جوائز ورتب في هذا المجال.