طباعة هذه الصفحة

حي 2000 مسكن بهواري بومدين «ڤالمة»

غيـاب التهيئــة يؤرق السكــان

ڤالمة: إلياس بكوش

يشتكي سكان حي 2000 مسكن ببلدية هواري بومدين ولاية قالمة، من المشاكل التي حوّلت حياتهم إلى كابوس مؤرق في مقدمتها اهتراء الطريق وغياب الإنارة العمومية، على مرأى ومسمع السلطات المحلية التي لم تتدخل لانتشال السكان من الواقع المرير الذي يتجرّعونه يوميا.

طالب سكان حي 2000 مسكن إجتماعي ببلدية هواري بومدين بقالمة، السلطات المحلية بالإسراع في تعبيد وتزفيت طرقات وشوارع الحي بسبب الحالة الكارثية التي آل إليها.
ويعيش السكان في عزلة وحرمان بسبب المشاكل الكثيرة التي يعانون منها وتأتي في مقدمة هذه المشاكل الحالة الكارثية والمتدهورة التي آلت إليها طرقات وشوارع الحي، بالرغم من أنه يعتبر من الأحياء المنشأ حديثا.
ويشتكي السكان من غياب عدة متطلبات تعتبر من الضروريات الأساسية في حياتهم اليومية التي تراكمت مع مرور الوقت لذا هم يطالبون الجهات المعنية بالتدخّل العاجل لإعادة الاعتبار لهذا الحي بالتكفل بانشغالهم الذي يعتبرونه مطلبا أساسيا، والمتمثل في تهيئة طرقات الحي وتعبيدها، حيث تتواجد مسالك وطرقات الحي في وضعية متدهورة منذ مدة معبرين عن معاناتهم المتواصلة في فصل الشتاء، حيث تكثر الأوحال والبِرك المائية في المنطقة بالإضافة إلى الغبار في فصل الصيف وهذه وضعية صعبت عليهم حياتهم وساهمت في صعوبة تنقلاتهم داخل الحي.
في حديثه مع «الشعب»، يقول أحد سكان أنهم في بعض الأحيان يصعب عليهم الخروج من الحي في فصل الشتاء بسبب الوضعية الكارثية التي تتواجد فيها الطرقات وانعدام سبل أخرى للتنقل أو الخروج منه خاصة أثناء تساقط الأمطار التي تؤدي إلى امتلاء الحفر بالمياه وتحوّل الطرقات إلى أوحال.
ويضيف ذات المتحدث، أن الوضع بقي على ما هو عليه بالرغم من عديد الشكاوى والمراسلات التي رفعوها إلى المصالح المعنية كما طالبوا السلطات المحلية وعلى رأسها والي الولاية بضرورة التدخل من أجل برمجة مشروع تزفيت الحي والتي تحول إلى هاجس يؤرق حياتهم اليومية.
واستغرب أحد سكان من سياسة التهميش واللامبالاة المنتهجة ضدهم، خاصة ما تعلّق  بجانب مشكل الإنارة العمومية التي أصبح توفيرها أولى الأولويات التي يسعون إليها، فانعدامها سبب لهم العديد من المشاكل على غرار الحوادث المرورية.
 كما طرح هؤلاء في سياق حديثهم المشاكل الكبيرة الناتجة عن غياب الإنارة العمومية، خاصة فيما يتعلّق بانتشار ظواهر السرقة والسطو التي أصبحت تؤرقهم وتثير مخاوف العديد منهم، مشيرين في ذات السياق إلى إن مختلف الأعمدة الكهربائية المتواجدة بالحي مجرد ديكور.
خطر الأوبئة والنقل مطلب
في حديثهم لـ»الشعب»، أكد سكان حي «2000 مسكن اجتماعي» أن غياب وسائل النقل زاد من عزلتهم، الأمر الذي بات يجبرهم يوميا على قطع كيلومترات من أجل الوصول إلى الوحدات الجوارية القريبة منهم لاقتناء مستلزماتهم وحاجياتهم اليومية، مشيرين إلى أن مشكل غياب النقل عن منطقتهم ليس بالجديد عليهم؛ كون الحافلات النقل لا تصل إلى حيّهم بالرغم من الكثافة السكانية التي تشهدها المنطقة.
من ناحية أخرى أكد بعض محدثينا، أن السلطات البلدية تلتزم الصمت، في الوقت الذي يجب أن تتخذ فيه الإجراءات اللازمة للحدّ من معاناتهم، خاصة منهم التلاميذ الذين يدرسون بعيدا عن مقر سكناهم، مما يلزمهم ركوب الحافلات يوميا، خاصة في فترات الصباح، حيث يصل أغلبهم متأخرا مما يتسبب لهم في مشاكل أخرى هم في غنى عنها.
ونظرا لهذه المعاناة الكبيرة التي يعيشها سكان المنطقة، يجدّد هؤلاء مناشدتهم للسلطات البلدية وكذا مديرية النقل لولاية قالمة، الإسراع في إيجاد حل مناسب للوضع الذي لم يعد يطاق، للقضاء على المشكلة وتسهيل عملية التنقل التي أرهقتهم كثيرا.
مشكل آخر يؤرق سكان الحي، والذي يعاني نقصا كبيرا في عدد الحاويات المخصّصة لوضع النفايات المنزلية والتي لم تعد تغطي العدد المتزايد للسكان الذي يقابله ارتفاعا كبيرا في حجم النفايات المنتجة يوميا.
وأشار أحد قاطني الحي، أن حاوية واحدة لجمع النفايات مخصّصة إلى 2000 عائلة، ما خلق نقاطا سوداء نتجت عن تراكم الأوساخ وصعوبة جمعها ورفعها من قبل أعوان النظافة، أمام عدم التزام المواطنين بفرز نفاياتهم ورميها بشكل عشوائي على الأرصفة والطرق، واعتبر ذات المتحدث أن نقص الحاويات وانعدامها في مواقع كثيرة وراء فشل العمليات الاستدراكية لتنظيف الحي.
كما ناشد الكثير من سكان حي 2000 مسكن إجتماعي شركة الهاتف النقال بضرورة التدخل السريع لحل أزمة ضعف شبكة الجوال، وشبكة الإنترنت هذه الأيام، مما أدى إلى معاناة كبيرة لسكان المنطقة.
ويقول المواطن (ش،ع) أن ضعف شبكة الهاتف الجوال في المنطقة أصبح لا يطاق ولا يمكن تحمله، حيث لا يمكن للشبكة التقاط إشارة الهاتف لأسباب ضعف في الشبكة وخصوصاً أن المنطقة شهدت كثافة سكانية كبيرة في الفترة الأخيرة، مما زاد الضغط على شبكة إذ رغم شكاواي المتكرّرة لم تشهد أي تحديث أو إضافة في الفترة الأخيرة، بحيث أصبح تعثر الشبكة بشكل مستمر ومزمن، وقد تصل في بعض الأحيان إلى انقطاع الإرسال بشكل كامل وكذلك البطء الشديد والانقطاع الكامل لخدمة الإنترنت.
كما أكد عدد من المواطنين على أن معاناتهم هذه الأيام من جراء ضعف شبكة الهاتف المحمول والتعثر المتكرّر للمكالمات الهاتفية في أغلب الأوقات ، ما يتسبب في معاناة حقيقية للسكان الراغبين في التواصل مع أهلهم وذويهم داخل الوطن أو خارجها، وتركهم في عزلة عن العالم في ظلّ هذا التقدم التكنولوجي الكبير الذي تشهده البلاد وأصبح من الصعب جداً الاستغناء عن الخدمات الإلكترونية التي تحتاج إلى شبكات مزوده للخدمة بشكل جيد ومستمر بدون أي انقطاع في الإنترنيت.
وفي ذات السياق طالب، سكان الحي بتزويد حيّهم بخدمتي الهاتف الثابت والانترنت التي لا يزالون محرومين منها، حيث عبّر أحد قاطني الحي في حديثه مع « الشعب» أنهم قدّموا طلباتهم لمؤسسة اتصالات الجزائر المعنية بتزويدهم بهذه الخدمة، لكن لا جديد يذكر بخصوص المشروع الذي لم يرّ النور بعد، وهو الأمر الذي امتعض منه سكان الحي، الذين تساءلوا عن الأسباب الحقيقية لتماطل وتأخر الشركة عن تزويدهم بخدمة الهاتف الثابت، خاصة وأن حيهم أصبح يعرف كثافة سكانية مقبولة، وأن كل الظروف متوفرة.
وأمام هذه الأوضاع السكنية المزرية التي يفتقر فيها حيّهم لأبسط متطلبات الحياة الكريمة، يناشد قاطنو حي «2000 مسكن إجتماعي ببلدية هواري بومدين» السلطات المحلية بالتدخل العاجل لأخذ انشغالاتهم بعين الاعتبار من خلال إدراج حيهم ضمن المشاريع التنموية الكفيلة بإخراجهم من المعاناة والتهميش.