طباعة هذه الصفحة

في ذكرى تأسيس وكالة الأنباء، بن عبد الرحمن:

نحو استكمال المراجعة الشاملة لنصوص قطاع الإعلام

حمزة محصول

أكد الوزير الأول وزير المالية أيمن بن عبد الرحمان، أمس، حرص رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، على إفراد حيّز هام لتطوير الإعلام على أسس المهنية والأخلاقيات، كاشفا عن استكمال الحكومة مراجعة النصوص القانونية الناظمة للقطاع الذي يراهن عليه في مواكبة التحولات الوطنية والتصدي للحملات الأجنبية المغرضة.


قال المسؤول الأول عن الجهاز التنفيذي، إن تطوير الإعلام والإعلام العمومي بشكل خاص، حظي بمكانة معتبرة ضمن التزامات رئيس الجمهورية 54.
جاء ذلك، في كلمته لدى إشرافه على مراسم إحياء الذكرى 60 لتأسيس وكالة الأنباء الجزائرية، المصادفة لـ01 ديسمبر 1961، بالمركز الدولي للمؤتمرات عبد اللطيف رحال.
الوزير الأول وزير المالية، وفي إطار عمل الحكومة على تنفيذ برنامج رئيس الجمهورية، كشف عن مراجعة كافة النصوص القانونية الرامية إلى تكريس “صحافة مهنية ومسؤولة تحترم أخلاقيات المهنة، من خلال مواءمتها مع فحوى دستور 2020، تجسيدا لحق المواطن في المعلومة الموثوقة وخدمة عمومية فعالة للاتصال.
وأكد أن إعادة تنظيم القطاع “ضرورة” ليتماشى مع التطورات الاجتماعية والديناميكية السياسي التي تعرفها البلاد.
وكشف في السياق، عن الانتهاء من صياغة 4 مشاريع قوانين، تتمثّل في القانونين العضويين للإعلام والسمعي البصري، وقانوني الإشهار وسبر الآراء، فيما يجري العمل على إعداد المرسوم التنفيذي المتعلق بتنظيم نشاط وكالات الاتصال.
وشدد الوزير الأول وزير المالية، على ضرورة تنظيم القطاع ليواكب التحولات والتطورات التي يعرفها مجال تكنولوجيات الاتصال والرقمنة.
وقال، إن “درجة تأثير وسائل الإعلام والاتصال وسرعة انتشارها في المجتمعات، تفرض علينا جميعا العمل معا، مهما اختلفت توجهاتنا وأفكارنا، من أجل رفع التحديات الكبيرة التي تنتظرنا في سبيل تنمية بلادنا والذود عن أمنها بمفهومه الشامل وسلامتها واستقرارها”.
وذكر بن عبد الرحمان، أن التدابير التي حظيت بالأولوية في برنامج رئيس الجمهورية، ترمي إلى استعادة ثقة الـمواطن في مؤسسات الدولة،” حتى نضمن انخراطه في إنجاح مختلف السياسات العمومية التي تبادر بها مؤسسات الدولة، وتوجيه سلوك الـمجتمع بما يضمن تهيئة البيئة الـمناسبة لإنجاح مختلف ورشات الإصلاح التي تتطلب مساهمة الجميع في هذا الـمسعى”.
وأبرز المتحدث، أهمية الإعلام في المرحلة الحالية التي تعرفها والتي تحولت فيها كل القطاعات إلى ورشات إصلاحية كبرى، وقال إن “البرامج وكل التدابير العملية الهادفة إلى إحداث القطيعة مع الـممارسات البالية، من فساد ورشوة وبيروقراطية، لن تكون كافية ما لم تكن مدعمة بإعلام موضوعي وقوي”.
وتابع، “إعلام يساهم، إلى جانب الانتقاد البناء والإيجابي، فـي تعزيز التطورات الإيجابية التي تطرأ في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ويقوم بدور محوري في مرافقة مجهود القوى الحية والسواعد التي تسعى إلى خدمة البلاد وتنميتها”.
وكالة أنباء قوية وعصرية
في المقابل، أكد الوزير الأول وزير المالية، حرصه على “أن تكون وكالة الأنباء قوية بفضل مهنية صحافييها وإدارتها العصرية، وتؤدي دورا محوريا في الـمشهد الإعلامي الوطني”.
وأكد في السياق، أنها مطالبة بتطوير خدماتها حتى تواكب البرنامج التنموي النهضوي الطموح الذي جاء به رئيس الجمهورية ومن خلاله مخطط عمل الحكومة، إذ يناط بها الاضطلاع بدورها كخدمة عمومية تقدم خبرا موثوقا ذا جودة ومصداقية، يضيف بن عبد الرحمان.
ومطلوب من التي تطفئ شمعتها الستين، بأن تكون رائدة على الصعيد الوطني وفاعلة على الـمستوى الدولي، “تواكب أحدث مستجدات الإعلام الرقمي والتقنيات الحديثة من أجل الوصول بالخبر الـموثوق إلى الـمتلقّي في أقصر وقت”.
وأكد دعم الحكومة لجهود تطوير وكالة الأنباء الجزائرية، وأسدى التعليمات الضرورية من أجل مراجعة قانونها الأساسي، الذي يعود إلى سنة 1991، وتحيينه حتى يتكيف مع التغيرات الحاصلة في حقل الإعلام والاتصال وكذا توسيع مجال تدخلها في فضاء الإعلام وفق الـمعايير الدولية.
وتابع، “الوكالة مطالبة بضرورة التفكير فـي صياغة ورقة عمل من شأنها وضع معالم وكالة أنباء ضمن تصور الإعلام الشامل، تعزيزا لحضورها في الـمشهد الإعلامي الوطني، لكي تمتلك أدوات الـمنافسة على الـمستوى الإقليمي، دفاعا عن صورة الجزائر وما حققته من مكاسب في كل الـمجالات”.
ولفت إلى أهمية أن “تفتح هذه المراجعة للوكالة المجال من أجل زيادة مواردها الخاصة، بالشكل الذي يتيح لها مسايرة التطورات بتكوين طواقمها والحصول على الـمعدات اللازمة لذلك”.
وزير الاتصال: الجزائر تتعرّض لحرب سيبرانية
أكد وزير الاتصال محمد بوسليماني، أمس، تعرض الجزائر لحرب سيبرانية تستهدف أمنها ووحدتها، في وقت يحرص رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون على ترقية حرية التعبير ودعم الإعلاميين، مشيدا في الوقت ذاته بالدور الريادي لوكالة الأنباء الجزائرية.
تكمل وكالة الأنباء الجزائرية، اليوم، عامها الستين. واختارت عنوان “من التلغرافيا إلى الإعلام متعدد الوسائط” كشعار لإحياء المناسبة، التي تخللها يوم دراسي أشرف عليه الوزير الأول وزير المالية أيمن بن عبد الرحمان، بمشاركة وزير الاتصال محمد بوسليماني.
وفي الاحتفالية، التي نظمت بالمركز الدولي للمؤتمرات بالعاصمة، أشاد الوزير بوسليماني “بالدور الرائد للوكالة، في تمكين المواطن من الحق في المعلومة ومرافقة جهود البناء والتطور المنشود والدفاع عن صورة وصوت الجزائر”.
هذا الصرح الإعلامي، يضيف بوسليماني، “ولد من رحم الثورة التحريرية وكان لسان حالها الإعلامي”، مشيرا إلى دورها الاستراتيجي في قيادة الجهد الوطني الإعلامي من خلال “الدفاع عـن صورة وصوت الجزائر”.
ولفت الوزير، إلى أن الاحتفاء ببلوغ الوكالة عقدها السادس، يأتي في سياقات خاصة، حيث تمكنت من تحقيق تحولها الرقمي باقتدار وتصدر جبهة التصدي للحرب الإلكترونية التي تشن على الجزائر.
وقال: “دور الوكالة التي ولجت عالم الرقمنة باقتدار يزداد اليوم تأكيدا فـي ظل المخططات العدائية والحرب السيبرانية الشرسة التي تستهدف وحدة وأمن وسيادة واستقرار الجزائر الجديدة”.
ونوه بأهمية دورها في “الدفاع عـن ثوابت ومقومات الأمة والتصدي للبروباغندا والمعلومات المغلوطة التي يسوق لها أعداء الوطن ومن سار على نهجهم من الخونة والمرتزقة”.
الوزير أكد الاهتمام الخاص الذي يوليه رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون لترقية حرية التعبير والصحافة ودعم الإعلاميين.
وقال، إن دستور 2020 جاء بضمانات وإجراءات أخرى، على غرار لقاءاته الدورية المنتظمة مع أسرة المهنة وتواصله المباشر مع المواطنين عبر مواقع التواصل الاجتماعي”.
وجدد بوسليماني تأكيده على دعم الدولة لمرافقة الإعلام الوطني العمومي والخاص بمختلف وسائطه، في أداء مهامه النبيلة باحترافية وحرية ومسؤولية.
مرجع وطني
من جانبه قال المدير العام لوكالة الأنباء الجزائرية سمير قايد، إن المناسبة وقفة لرفع “تحدي ممارسة إعلامية راقية، والحفاظ على الصرح الإعلامي كمرجع وطني للخدمة العمومية الهادفة ونقل صوت الجزائر في العالم”.
وأكد قايد، أن وكالة الأنباء الجزائرية، عازمة على المحافظة على مكانتها الريادية في الداخل والخارج، مؤكدا أن هذا المسعى يحظى بدعم رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون.
وأعلن عن تطوير آلية لليقظة الإعلامية، لدحض الأخبار الكاذبة والتصدي “لما يحاك ضد بلادنا من حروب الجيل الرابع”، إلى جانب استحداث مكاتب بالولايات العشر الجديدة وإعادة تحيين انتشار الوكالة دوليا، من خلال تحديث مكاتبها بالخارج.
وكشف عن الشروع في إنشاء موقع إلكتروني جديد باللغة الإسبانية، نظرا لأهمية هذه اللغة، الى جانب تطوير الخدمة العمومية بكل جوانبها.
وشهدت الاحتفالية بذكرى تأسيس وكالة الأنباء الجزائرية، حضور مستشار رئيس الجمهورية المكلف بملف الذاكرة والأرشيف الوطني ووزراء في الحكومة، كما عرفت تقديم محاضرات بشأن دور ومسار الوكالة، وتكريم أسر صحفييها الذين وافتهم المنية.