طباعة هذه الصفحة

عرض «صراع الفصول»

الاختلال البيئي على خشبة مسرح تيزي وزو

نيليا - م

  كانت خشبة المسرح الجهوي كاتب ياسين بتيزي وزو، على موعد مع العرض الأولي لمسرحية «صراع الفصول»، التي شهدت حضورا معتبرا من الجمهور في تيزي وزو، أغلبه من العائلات التي جاءت برفقة الأطفال الصغار لمشاهدة العرض المسرحي الشيق والهادف في نفس الوقت، نظرا للمحتوى والرسالة التي أرادتها الفرقة المسرحية للتعاونية المسرحية «ايمسدورار» إيصالها إلى الجمهور الحاضر في القاعة.

«صراع الفصول» مسرحية تحمل في طياتها قضية شائكة ومهمة جدا، أسالت الكثير من الحبر في وقتنا الحالي، ألا وهي مسألة الاختلال البيئي الذي أثر سلبا على حياة المواطنين، الذين اعتبروا من خلال هذا العرض المسرحي المتسبب الرئيسي في الوضعية المزرية التي تتخبط فيها البيئة والاختلالات في التوازن الذي أرهق الكرة الأرضية.
العرض المسرحي أنتجه الصندوق الوطني لترقية الفنون والأداب التابع لوزارة الثقافة والفنون، ويعتبر من الأعمال المسرحية الموجّهة للعائلة، لأنه يحمل في طياته مجموعة من القيم الهادفة الموجّهة للإنسان بشكل عام ضمن قالب كوميدي مؤثر، وهو الأمر الذي أراده كاتب المسرحية جيلالي لهوازي ايصاله للجمهور، حيث اقتبس مسرحيته من مسرحية الكاتب الفرنسي «ياباس قوريك» الذي عالج نفس الموضوع.
كما أنّ «صراع الفصول» هي مسرحية للفصول الأربعة التي احتدم الصراع فيما بينها، واختلفت حول افتتاح السنة، لتجتمع فيما بينها وتقرّر تنظيم قرعة تحدد من سيتولى تلك المسألة، فبدأ كل واحد في استعراض ميزاته ويحاول أن يبرهن أنه افصل من الآخر، إلا أن القرعة قد أنصفت فصل الربيع الذي كان له شرف افتتاح السنة، لتتوالى الأدوار على الفصول الأخرى، ولكن تدخل يد الإنسان حال دون ذلك، حيث قام بتشويه البيئة ما أثر سلبا على عمل الفصول، وهو ما خلق مشاكل كبيرة في البيئة، ليشتد الصّراع بين الفصول التي تقاذفت التهم فيما بينها حول الوضعية التي آلت إليها، ولكن تدخل فصل الربيع أنهى الخصام بعدما أخبر الجميع أنّ سبب هذه الكارثة البيئية هو الإنسان، الذي تأسّف عن ما بدر منه في الأخير، حاثا بذلك الجميع على ضرورة الاعتناء بالبيئة واحترامها.
مخرج المسرحية عمل على توظيف السينوغرافيا والموسيقى خدمة للعرض، وتعزيزا للكوميديا التي تجعلها قريبة من قلوب الأطفال ومحبّبة لهم، وتعمل على إيصال الرسالة الهادفة إليهم.