طباعة هذه الصفحة

الموجة الرابعة قد يسيطر عليها «دلتا»

المتحوّر «أوميكرون» عند حدودنا الشرقية

فتيحة كلواز

العودة إلى الحجر مرتبط بتطوّر المؤشرات

بالرغم من تواجده على الحدود الشرقية، أكد البروفيسور عبد الرزاق بوعمرة أن تعزيز إجراءات المراقبة وفرض الجواز الصحي والحجر الصحي على المسافرين القادمين من دول مصنّفة في خانة الخطر، فيما يكفي اختبار «بي.سي.آر» للقادمين من دول أخرى خطوة مهمة لمنع انتشار «أوميكرون»، مستبعدا خيار غلق المجال الجوي والحدود البرية والبحرية. فيما أصرّ على ضرورة تضافر جهود الجميع لمنع أي انزلاق في الوضع الوبائي الذي ينذر بدخول الجزائر موجة رابعة.
أكد الباحث والمختص في الطب الوقائي بمستشفى تيبازة البروفيسور عبد الرزاق بوعمرة. في اتصال مع «الشعب»، أن الموجة الرابعة حتى وإن دخلتها الجزائر. ينتظر أن يكون المتحور «دلتا» المتغير المسيطر عليها. فحتى البلدان الأوروبية ومختلف الدول التي تعرف موجة جديدة من وباء كورونا، سجلت انتشار المتغير «دلتا»، ما عدا جنوب إفريقيا التي تعرف انتشارا واسعا للمتحوّر «أوميكرون».
وعن المتغير الجديد «أوميكرون»، كشف البروفيسور أن المختصين لا يملكون معطيات كثيرة عنه، باستثناء بعض المعلومات العلمية القليلة، منها انتشاره في 27 بلدا، بينها 16 بلدا أوروبيا، بالإضافة أن الحالات المسجلة عند إجراء التحليلات الوبائية عليها وجدوا أنها لم تأت كلها من جنوب إفريقيا، ما اعتبره نقطة مهمة في انتقال وانتشار هذا المتغير، بل هناك أشخاص أصيبوا بـ»أوميكرون» كانت لهم محطة وقوف في دول ليذهبوا إلى دولة أخرى، ويرى أنه أهم مشكل يواجهه المختصون للتحكم في دخول المتغير إلى بلدانهم.
في سياق متصل، قال بوعمرة إن المتحور الجديد أسرع وأوسع انتشارا من المتغير «دلتا». أما فيما يتعلق بأعراضه أكدت منظمة الصحة العالمية أنها خفيفة تشبه الأنفلونزا كسيلان الأنف، الإرهاق، التعب وآلام العضلات والتهاب الرأس والسعال الجاف. في المقابل أشار المختص إلى عدم تسجيل أي حالة وفاة بالمتحور «أوميكرون» حتى الآن، حتى وإن تم الاشتباه في حالة وفاة واحدة.
وعن أهم التخوفات المرتبطة بالمتغير الجديد، اعتبر المختص في الطب الوقائي تطويره مناعة ضد اللقاحات الموجودة أكبرها وأهمها، مؤكدا أن الخبراء في حالة انتظار لما ستسفر عنه التحليلات من نتائج في الأيام القادمة. لكنه أشار في المقابل إلى أن التجربة التي خاضها العالم مع دلتا، تعلمنا أن اللقاح مايزال فعالا، خاصة مع إضافة الجرعة الثالثة، فالمعلومات المتوفرة أثبتت تعزيزها فاعلية اللقاح.
في الوقت نفسه، طمأن المتحدث المتخوفين من عدم نجاعة اللقاح ضد المتحور الجديد في حال مقاومته له، حيث أكدت المخابر العالمية قدرتها على إنتاج لقاح جديد أو على الأقل تطوير اللقاح الموجود ليتلاءم مع «أوميكرون»، كاشفا أنها لا تتطلب وقتا كبيرا قد لا يتجاوز أسابيع.
واعتبر بوعمرة عدد الطفرات الخاصية الأهم لـ «أوميكرون»، فقد فاقت تلك المسجلة في المتحور «دلتا»، حيث سجلت منظمة الصحة العالمية حوالي 34 طفرة في بروتين «سبايك»، وهو ما أثار قلق المنظمة، لأنه المستعمل في كل استراتيجيات تصنيع اللقاح، لذلك ستكون الدراسات الوبائية في المناطق التي عرفت انتشار هذا المتغير الجديد وسيلة لتتبع الوباء.
تعزيز إجراءات المراقبة
بعد تسجيل تونس أول حالة إصابة بـ»أوميكرون»، أصرّ بوعمرة على ضرورة تعزيز احترام الإجراءات الوقائية، كارتداء القناع الواقي ومسافة الأمان في الجزائر، بالإضافة تشديد إجراءات المراقبة على الحدود في الجزائر، وهو ما أعلنته الوزارة الأولى في الأيام السابقة فيما يتعلق بإجبارية الجواز الصحي للمسافرين واختبار «بي.سي.آر» لمدة لا تتعدى 48 ساعة.
أما فيما يتعلق بالدعاوى المتزايدة لغلق المجال الجوي، كشف المختص أنه ولا دولة استطاعت منع دخول المتغير الجديد، حتى بعد غلقها المجال الجوي والحدود البرية والبحرية، مقترحا في السياق نفسه إخضاع المسافرين القادمين من دول في خطر أو تلك المهددة بانتشار المتغير الجديد، حجرا صحيا لمدة خمسة أيام، أما الدول الأخرى فيكفي الجواز الصحي واختبار «بي.سي.آر».
ونفى بوعمرة دخول الجزائر موجة رابعة للوباء، مؤكدا أن المعطيات العلمية والمؤشرات الوبائية تنذر بدخول موجة رابعة. فالإعلان عنها يتطلب وضعا وبائيا يسجل ارتفاعا مستمرا في الحالات الجديدة، بينما ما تسجله الجزائر اليوم هو تفاوت بين ارتفاع وانخفاض في عدد الإصابات الجديدة خلال 24 ساعة، وهو -بحسبه- ما يؤكد أننا على عتبة موجة رابعة، نظرا لارتفاع حالات الإصابة وعدد الحالات في العناية المركزة.
وأضاف في السياق ذاته، أنهم كمختصين أنذروا الجهات الوصية بازدياد حالات الإصابة على مستوى المستشفيات ومصالح الإنعاش، لكن في المقابل لم نصل بعد إلى حالة التشبع أو الارتفاع المربك لحالات الإصابة، مضيفا أن الكثير شعر بالارتباك بعد ارتفاع عدد الإصابات وهو ما جعلهم يعلنون دخول الجزائر الموجة الرابعة، لكن الواقع يؤكد أن ارتفاع عدد الحالات ينذر بدخولها، حيث سيعلن عنها في حينها، حسب تطور المعطيات الوبائية.
وربط المختص عودة الحجر الصحي بتطورات الوضع الوبائي، فإن عرف انخفاضا في عدد الحالات يكون فيه تخفيف وإن عرف ارتفاعا في عدد الإصابات يتم اتخاذ إجراءات مشددة.
أما في حالة دخول «أوميكرون»، فيجب تقوية التحقيقات الوبائية في حالة تسجيل إصابات بهذا المتغير، حيث يمس التحقيق الوبائي كل محيط المصاب.
وعن استعداد مختلف الأسلاك الطبية لمواجهة موجة رابعة محتملة، قال البروفيسور إن التجربة التي عاشت الأطقم الطبية تفاصيلها في الموجات الثلاث الأولى، منحتهم الاستعداد التام لمواجهة أي موجة محتملة، لذلك هي مستعدة لأي طارئ صحي في الوضعية الوبائية، لكن يبقى تسيير الوباء بحاجة الى مشاركة وتضافر جهود الجميع لتجاوز الأسوإ، إن وجد.