طباعة هذه الصفحة

الغضب الشعبي يكسر طوق المخزن

المغــرب يســير نحـــو التفكـــك والتفــتــت

توسعت انتفاضة الغضب الشعبي في المغرب ضد سياسة نظام المخزن، لتشمل المزيد من المدن والقطاعات الأخرى، بالرغم من أن الدولة المخزنية سخرت كل أجهزتها الأمنية لقمع هذه الاحتجاجات التي تتنامى بشكل كبير وتهدد بالمزيد من التصعيد في الأيام القادمة.
ورفع المحتجون،، شعارات مناهضة للقمع والاستبداد و الفساد الذي تفشى بالمملكة، خاصة بعد ترسيم نظام المخزن التطبيع مع الكيان الصهيوني وفتح الباب على مصراعيه للكيان المحتل ليعيث في المنطقة فسادا، غير آبه بالرفض الشعبي لكل هذه الاتفاقيات المشؤومة.
الوطن ليس للبيع
وموازاة مع استمرار مقاطعة الدراسة في أغلب الجامعات المغربية، تواصل الجماهير الطلابية، تحت حصار أمني مشدد وبالرغم من الاجواء الباردة، انتفاضتها الشعبية عبر مسيرات حاشدة، بالليل والنهار، مؤكدة على تمسكها بإسقاط كل القرارات التعسفية بحق أبناء الشعب المغربي المسحوق، خاصة ما تعلق بالسياسة الانتقائية في التوظيف، بتسقيف سن الترشح لمسابقات التعليم عند 30 سنة.
ودوت في سماء المملكة بوجدة و فاس و عدد من المدن، شعارات «عاش  الشعب.. عاش الشعب»، «فخامة الشعب.. فخامة الشعب»، «هي كلمة واحدة .. هذه الدولة فاسدة»، «الوطن ليس للبيع» و «الحرية و الكرامة».
كما ندد المحتجون بالقمع الذي يتعرض له المتظاهرون على يد قوات الأمن، واستمرار سياسة الاعتقالات لترويع و ترهيب المحتجين للعدول عن المطالبة بحقوقهم  المشروعة، مرددين «صامدون.. صامدون.. وللمعركة مواصلون».
مزيدا من الوقفات الاحتجاجية
من جهتهم، يواصل البطالون من حملة الشهادات في المغرب، حركتهم الاحتجاجية ضد البطالة والغلاء الفاحش في الأسعار و تنامي مظاهر الفساد. وتعرضت وقفتهم الاحتجاجية الى «قمع ممنهج» خلف إصابات خطيرة في صفوفهم، فضلا عن اعتقال عدد كبير منهم. و على الرغم  من ذلك، يعتزمون الأسبوع المقبل تنظيم المزيد من الوقفات الاحتجاجية.
نحوالتفكك والتفتت
في السياق، يرى رئيس حركة التوحيد والإصلاح بالمغرب،عبد الرحيم الشيخي، أن «المغرب يسير نحو التفتت والتفكك، بالنظر الى أن بنيات ومؤسسات السلطة تتفتت و بنيات الوساطة والبنيات السياسية تتفكك»، ما يستوجب، وفقه، على العقلاء والمثقفين والفاعلين، «التوحد وتفعيل النضال الديمقراطي لمواجهة هذا الخطر».
تساءل عبد الرحيم الشيخي في ندوة لمؤسسة محمد عابد الجابري (غير حكومية)، تحت عنوان: «المغرب الى أين؟»، بخصوص ما يعيشه المغرب من تحولات على المستوى الثقافي والفكري وأيضا الاجتماعي: «ماذا بعد الجائحة وما بعد تغول الدول، وضعف بنية الوساطة لتعبئة الشباب على الانخراط في النضال الديمقراطي؟»، غير مستبعد «ان نجد المجتمع المغربي والمملكة في مهب الريح».
 في رده على سؤال حول ما يجب أن يقوم به العقلاء أو المثقفون، من مبادرات لاستدراك ما يمكن استدراكه، قال الشيخي، إن أول حل لهذا الوضع «هو النقاش الواضح والحر والمسؤول للوقوف على التشخيص المناسب».
يرى رئيس حركة التوحيد والإصلاح أن «توحيد التشخيص .. وإدراك ان العلاقات الجديدة سواء مع الولايات المتحدة الأمريكية أو مع الكيان الصهيوني ليست هي التي ستحل المشكل، فمن شأن ذلك أن يدفع العقلاء والمثقفين والفاعلين إلى المزيد من توحيد النظر إلى هذا الواقع».