طباعة هذه الصفحة

16 ألف إصابة بفيروس السيدا في الجزائر

843 إصابة في السداسي الأول من 2021 بينهم 500 طفل

عليان سمية

أحصت الجزائر ما يتجاوز 16 ألف إصابة بمرض فقدان المناعة المكتسبة منذ ظهور أول حالة سنة 1985 وهو ما يجعلها تدق ناقوص الخطر، بسبب الارتفاع السنوي لعدد المصابين، ويضع السلطات المعنية لمحاربة انتشار هذا المرض أمام تحدّ وجب رفعه، خاصة وأن عددا كبيرا من المصابين لا يعلمون بإصابتهم الأمر الذي يوسع من رقعة العدوى.

 فيروس السيدا وبالرغم من انتشاره في الجزائر بشكل ضئيل مقارنة بباقي دول العالم، إلا أن عدد الإصابات سنويا ينذر بخطر محدق على المواطنين، خاصة بسبب عدم الإبلاغ عن الحالات المصابة، ما يجعل ضبط العدد الحقيقي لحاملي لفيروس مستحيلا، ناهيك عن عدم علم بعض المصابين بحملهم الفيروس، فأعراض هذا المرض الخبيث لا تظهر إلا بعد مدة طويلة.


840 إصابة خلال السداسي الأول 2021
وبحسب الاحصائيات الحديثة، سجلت الجزائر خلال السداسي الأول من السنة الجارية، 840 حالة إصابة جديدة بداء السيدا، ليصبح بذلك عدد الإصابات بهذا الوباء منذ ظهور أول حالة سنة 1985، حوالي 16407 إصابة، منها 7000 امرأة وما يقارب 500 طفل دون سن 15. غير أن النسبة المسجلة لا تعكس الوضعية الوبائية الحقيقية بالجزائر، باعتبار أن هذه الأرقام قابلة للزيادة بسبب عدم التصريح بالإصابة بداء فقدان المناعة لدى بعض الفئات، التي قد تكون ناقلة للفيروس. وتعد الشريحة الأكثر إصابة، الشباب الذين تتراوح أعمارهم من 20 إلى 35 سنة.
في ذات الصدد، سجل ارتفاع جد ملحوظ لنسب الإصابة مقارنة بالسنوات الفارطة، حيث تم تسجيل 723 إصابة خلال سنة 2016 و2200 حالة خلال 2017. فيما سجلت الجهات المعنية أكثر من 1000 إصابة في سنة 2019 و1700 حالة في سنة 2020. وهي الأرقام التي اعتبرها مختصون جد مرتفعة تزامنا وتطبيق مخطط الوزارة المعنية، الذي يقضي بالتقليل من نسب الإصابة تدريجيا، حتى الوصول إلى صفر إصابة سنة 2030.

تجند لتطبيق استراتيجية الحد من العدوى
وقد أكد “علي الشايب”، رئيس الجمعية الجزائرية للتنظيم العائلي، لجريدة “الشعب”، أنه يتوجب علينا تجنيد كل الإمكانات المادية والبشرية لمجابهة هذا المرض، بعد تسجيل هذه الأرقام المخيفة، لاسيما وأنه يصيب كل فئات المجتمع، حيث يتطلب من جميع الأطراف التحدي والعمل على تنفيذ أهداف التنمية المستدامة لوضع حد نهائي لداء فقدان المناعة المكتسبة بحلول سنة 2030، وهذا بحسب الخطة الاستراتيجية المسطرة من الجهات المعنية.
من جهته قال مدير الصحة والسكان بتبسة “بلعيد سعيد”، حول التكفل بالمرضى، أن الجزائر توفر في كل الولايات عديد المراكز الخاصة بالكشف عن مرض السيدا والعلاج منه، من خلال توفير الأدوية والظروف النفسية الملائمة، وهو ما يجعل من متابعة مريض السيدا الذي شُخّصت حالته والذي لا يشكل أي خطر على المجتمع، أسهل مقارنة بالحالات التي لا تشخّص.
فيما أكدت “إيمان خرنان”، طبيبة مختصة في علم الأوبئة والطب الوقائي، عن توفير مديرية الصحة بتبسة لـ6 مراكز للتّشخيص على مستوى الولاية في حالة الاشتباه بالإصابة بداء الإيدز، مع تأكيدها على توفير الظروف الملائمة لاستقبال الحالات، مشيرة إلى ضمان السرية التامة منذ بداية الكشف إلى غاية انطلاق العلاج.