طباعة هذه الصفحة

الجبهة الاجتماعية المغربية تلتهب

مواجهات وسط دعــوات لإسقــاط نظـام المخـزن

بمناسبة إحياء اليوم العالمي لحقوق الإنسان، المصادف لـ10 ديسمبر، التهبت الجبهة الاجتماعية المغربية أمس، حيث شهدت مختلف مناطق المملكة وقفات احتجاجية للتنديد بالارتفاع الصاروخي في الأسعار وتغوّل نظام المخزن والإجهاز على الحقوق والحريات.

ردّدت الجماهير المغربية الغاضبة، شعارات تنادي بسقوط نظام محمد السادس «الديكتاتوري» وتؤكد على تمسكها بالقضية الفلسطينية ورفض خيانة القضية المركزية للأمة، بعد التطبيع مع الكيان الصهيوني، بالرغم من «القمع الهمجي» الذي تتعرض له المسيرات على يد قوات نظام المخزن».
ومن أبرز الشعارات التي ميزت انتفاضة الطلبة، الخميس، بالكلية المتعددة التخصصات (تازة)، والتي نقلتها صفحات مواقع التواصل الاجتماعي: «يا جماهير ثوري ثوري على النظام الديكتاتوري»، «يا جماهير ثوري ثوري على السادس الديكتاتوري»، «مغاربة ماشي أوباش»، «عاش الشعب.. عاش الشعب»، «فلسطين وطنية.. وشعارنا البندقية» و»من أجلك يا فلسطين لازم نشعلها ثورة»، كما حملوا الراية الفلسطينية، مرددين «رفرف يا علمي يا زينة رايات الأمم».
واندلعت مواجهات بين الطلبة وقوى الأمن المغربية، بعد أن فرضت الأجهزة القمعية حصارا امنيا جائرا على الكلية، وحاولت تدنيس الحرم الجامعي، ما أثار غضب الطلبة الذين هددوا خلال المسيرة بتصعيد الاحتجاجات ورددوا مطولا «لا سلام لا استسلام.. المعركة إلى الأمام».
وكانت الجبهة الاجتماعية المغربية قد نظّمت وقفات احتجاجية أمس الجمعة عبر كل أرجاء المملكة، للتنديد بالارتفاع الصاروخي في الأسعار و تغول نظام المخزن و الإجهاز على الحقوق و الحريات، و ذلك بمناسبة احياء اليوم العالمي لحقوق الإنسان، المصادف لـ10 ديسمبر.
المخزن منقطع تماما عن الواقع
يبدو أن النظام المغربي منقطع تماما عن الواقع، من خلال مواصلة تجاهله للغضب الاجتماعي المتزايد في المملكة، عبر المظاهرات اليومية التي تدل على وضعية الفقر المدقع الذي أصبح يعاني منها ملايين المغربيين، حسب ما أكده الباحث المغربي عزيز شاهر.
أوضح عزيز شاهر، الدكتور في العلوم السياسية، وأستاذ باحث في جامعة سلا (المغرب)، في مقال نشر بالموقع الالكتروني «ميدل ايست آي»، انه «بسبب التضخم وجواز سفر التلقيح والأجور، فإن الاحتجاج الجماعي يلتحق بالمملكة المغربية، مؤكدا على خطورة الفوارق الاجتماعية التي تسبب فيها نظام تسلطي استبدادي، يستولي على ثروات البلاد، زاعما انه يعمل على تحقيق تطوره».
وأضاف الأكاديمي، كاتب المقال بعنوان «النظام المغربي مخطئ بعدم الإصغاء للغضب الشعبي المتزايد»، أن «المحتجين ينددون منذ أسابيع عديدة بفرض جواز سفر التلقيح (المرتبط بكوفيد-19)، وكذلك بسبب غلاء المعيشة، حيث ينبغي التأكيد هنا، أن غلاء أسعار المواد الغذائية الأساسية، قد أثارت الغضب الاجتماعي الذي يظهر بشكل متقطع هنا وهناك، في أي مكان يحاول فيه نشطاء إلكترونيون كسر القانون للاحتجاج على تدهور ظروفهم المعيشية».
ويتعلق الأمر بالنسبة لهذا الخبير السياسي «بسلطة غائبة تقود قطار حياة رغدة وتسعى جاهدة لحل الأزمة الاجتماعية والاقتصادية للبلاد بواسطة آلة دعاية حكومية خطيرة».
كما أشار إلى أن الأزمة الاجتماعية والاقتصادية في المغرب من المؤكد أنها ستؤجج الاحتجاجات الاجتماعية لا سيما بسبب غلاء المعيشة «التضخم بالنسبة للمواد الأساسية والمحروقات».
وتابع قوله أنه «على الرغم من القمع العنيف وآلة الدعاية الحكومية التي تلمع صورة النظام، إلا أن صوت الاحتجاجات ما فتئ يتزايد في القرى والبلدات وحتى في بعض المدن وعلى مستوى كبريات المراكز الحضرية، منها الرباط والدار البيضاء وطنجة ومراكش.
وخلص إلى التأكيد بأن الخطر الآخر يتمثل في «أن هذه الاحتجاجات تظهر أحيانا في الأماكن التي لا يتوقع حدوثها مما يجعلها متقلبةويصعب التحكم فيها، سيما في غياب قيادة معروفة تتبني مجموعة من المطالب المحددة».