طباعة هذه الصفحة

المؤتمر 18 لوزراء التعليم العالي العرب بالجزائر

أداء المؤسسات الجامعية والبحثية تحت المجهر

صونيا طبة

مشروع عربي جديد ينصف ترتيب الجامعات دوليا

رافع خبراء وممثلو الدول العربية، عشية انطلاق أشغال المؤتمر 18 لوزراء التعليم العالي والبحث العلمي في الوطن العربي، من أجل وضع رؤية استشرافية جديدة ومتجددة لمنظومات التعليم العالي والبحث العلمي في العالم العربي، مبرزين أهمية المشاريع الاستراتيجية التي أطلقتها «الألكسو» والمتمثلة في مشروع تصنيف الجامعات العربية ومشروع الإطار العربي الموحد للمؤهلات ومبادرة إنشاء نظام عربي موحد لحماية الشهادات العربية من التزوير.
ناقش المشاركون في أول يوم من اجتماع الخبراء، الذي جرت فعالياته بقصر المؤتمرات عبد اللطيف رحال، «آليات رفع أداء المؤسسات الجامعية والبحثية في الوطن العربي وتقييم ما تم إنجازه لتحقيق الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة لبرنامج التعليم 2030، بالإضافة إلى عرض التوجهات الجديدة لمنظومات التعليم العالي والبحث العلمي وتشخيص واقعها والتطرق إلى التحديات والآفاق المستقبلية، مع اقتراح عدد من التوصيات الموجهة إلى صناع القرار والتي ستعرض على الوزراء في اجتماعهم المقرر غدا الثلاثاء.
ودعا الخبراء إلى تثمين الجهد العربي في البحث العلمي وتكثيف سبل التعاون الثنائي والمتعدد الأطراف، قصد تبادل الخبرات بين الجامعات العربية وإنشاء إطار عربي مشترك يسمح بالاعتراف بالشهادات والمؤهلات، زيادة على ضرورة توسيع فرص الاستثمار الخاص في البحث العلمي والتعليم العالي وفق ضوابط ومعايير تراعي انسجام المنظومة.
كما كشف مدير إدارة تكنولوجيا المعلومات والاتصال بالمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم الدكتور محمد شني، عن مشاريع عربية استراتيجية ستنطلق من هذا المؤتمر وتهدف إلى إدخال الدول العربية في غمار التحولات الرقمية وعصر الذكاء الاصطناعي، خاصة ما تعلق بمبادرة الألكسو لاستخدام تكنولوجيا «البوك شين» لتطوير نظام عربي موحد لحماية الشهادات العربية من التزوير وضمان تنقل الطلبة بين الجامعات العربية، مشيرا إلى أن اعتماد وتوظيف هذه التقنية يعد الأول من نوعه في التعليم العربي.
وأشار ممثل المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، إلى أهمية مشروع التصنيف العربي للجامعات في إنصاف المؤسسات الجامعية العربية من التصنيفات الدولية التي لا تراعي خصوصيات المجتمعات العربية ولا تعترف بالنشر باللغة العربية وتعتمد فقط على الإنجليزية، قائلا إن هذه العوائق تسببت في تأخر الجامعات العربية.
وأضاف مدير إدارة التكنولوجيا والمعلومات والاتصال بـ «الألكسو»، أن التصنيف الجديد الذي أطلقته المنظمة، يسمح بمراعاة خصوصيات ومعايير المجتمعات العربية، مع اعتماد المؤشرات الدولية الدقيقة ويفتح المجال للجامعات على التنافس الشريف، موضحا أن مشروع التصنيف يأخذ بعدا دوليا ويخص الجامعات عبر مختلف الدول.
من جهته، تطرق ممثل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بوعلام سعيداني، إلى الإنجازات المحققة في القطاع منذ الاستقلال إلى غاية اليوم، في إطار إرساء نظام وطني لضمان الجودة، مشيرا إلى أن الشبكة الجامعية تضم 111 مؤسسة جامعية و37 مدرسة عليا، مع إحصاء مليون و700 ألف طالب، منهم 66٪ إناث، مذكرا بشبكات الخدمات الجامعية والتي تشمل 466 إقامة جامعية.
وأفاد سعيداني، أن عدد المنشورات العلمية من 1962 إلى غاية 2021 فاق 85 ألف منشور، بالإضافة إلى إحصاء 65000 أستاذ باحث و19 مركز بحث تابع لقطاع التعليم و16 مركز بحث تابع لقطاعات وزارية أخرى و26 وحدة و1500 مخبر بحثي، من بينهم 32 مخبر امتياز.

 

.. نحـو نظـام عربي موحّـد لحمايـة الشهـادات من التّزوير

اقترحت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم «الألكسو»، أمس، إنشاء نظام عربي موحد لتوثيق الشهادات الجامعية العربية لحمايتها من التزوير وتعزيز سمعة المؤسسات الجامعية على المستويين العربي والعالمي.
في مداخلة له خلال أشغال المؤتمر 18 لوزراء التعليم العالي والبحث العلمي في الوطن العربي، قال ممثل «الألكسو»، محمد الجمني، أن هذا النظام الذي يعتمد على تكنولوجيات «البوك تشين»، سيمكن من «التحقق من صحة الشهادات الممنوحة من قبل المؤسسات الجامعية العربية وحمايتها من التزوير»، معتبرا أن «هذه المسألة مشكلة عالمية تهدد العالم الأكاديمي وتقوض المهن الأكاديمية الأصيلة».
وللتصدي لهذا الإشكال -يضيف المتحدث- يتضمن المقترح «توفير حل عابر للحدود قابل للتشغيل البيني بين الدول العربية لضمان الأمن والتحقق من الشهادات الجامعية الممنوحة وذلك في إطار تجسيد مبدإ الشفافية وبناء الثقة، فضلا عن تسهيل تنقل الطلبة، إلى جانب تعزيز سمعة المدارس والجامعات في المنطقة العربية والدولية».
كما اقترحت المنظمة «إنشاء منصة معلوماتية مفتوحة لتنخرط فيها الوزارات والمؤسسات الجامعية العربية، من أجل رقمنة الشهادات. ويمكن توسيع هذه المنصة لتشمل لاحقا شهادات التدريب المهني، فضلا عن دراسة إمكانية اعتماد تصنيف عربي للجامعات والمؤسسات العربية يراعي خصوصيات المجتمع العربي».
من جهة أخرى، سيناقش المشاركون في هذا المؤتمر «مشروع الخطة التنفيذية للإطار العام للبحث العلمي العربي في المجالات الاجتماعية والاقتصادية ووثيقة وضع مؤشرات قياس أداء إقليمية لاستخدامات الذكاء الاصطناعي».