طباعة هذه الصفحة

كورونا تخيم ا على المشهد بتمنراست

نشاطات معتبرة و«الأسيهار» تنقذ الموقف

تمنراست: محمد الصالح بن حود

عرف المشهد الثقافي بولاية تمنراست السنة الجارية، نشاطا محتشما وباهتا فرضته الجائحة التي مست جميع نواحي الحياة، برز بشكل واضح في غياب مختلف التظاهرات البارزة عن المشهد الثقافي المحلي، والذي عرف محاولة إنعاشه بأحداث ونشاطات مختلفة ومتنوعة ومعتبرة، مقارنة بالتظاهرات والأحداث الثقافية التي لطالما تميزت بها عاصمة الأهقار في السنوات الماضية، لتشكل تظاهرة «الأسيهار» الاستثناء بعودتها بعد غياب 03 سنوات، في خطوة سعى فيها القائمون على القطاع إلى تعزيز الساحة الثقافية وتنشيطها بقدر الإمكان.

 

أرجع مدير الثقافة لولاية تمنراست محمد بلبالي في حديث لـ «الشعب»، قلة النشاط الثقافي خلال السنة المنقضية، إلى الوضع الصحي الاستثنائي الذي ميز العالم بأكمله جراء جائحة كورونا، التي جعلت القطاع يلغي العديد من التظاهرات والأنشطة التي كان يعكف على تنظيمها وتقديمها للجمهور المحلي والوطني.

وأضاف محمد بلبالي أن مصالحه عملت بالتزامن مع اعتماد البرتكول الصحي وتلقيح المواطنين، إلى إعادة تنشيط المشهد الثقافي ببعض الأنشطة الثقافية المتنوعة، وبمختلف الأنواع الثقافية والفنية، وكذا إحياء المناسبات الوطنية على مدار السنة، مع تسجيل عودة تظاهرة «الأسيهار» ذات الطابع الثقافي التجاري.

يحدث هذا، يضيف المتحدث، في ظل مواصلة غياب بعض الأنشطة والمهرجانات التي كانت تشتهر بها المنطقة، والتي تعد إضافة للمشهد الثقافي المحلي المتنوع والمزخرف بالعديد من الطبوع، على غرار مهرجان فنون الأهقار الدولي، الذي كان لقاء للثقافة المحلية والوطنية بغيرها الدولية من دول الساحل المجاورة، بالإضافة إلى اختفاء الموسم الثقافي ما يعرف بـ «تافسيت»، أين تجتمع الثقافة بالفلاحة، في صورة تبرز وتتضح مدى ترابط وتلاحم أنشطة أخرى بالثقافة.

وعرفت سنة 2021، بحسب مدير الثقافة تسجيل عودة بعض التظاهرات الثقافية بعد غيابها لسنوات لتعزز المشهد الثقافي المحلي، على غرار بانوراما الإبداع في طبعته الرابعة، والصالون الوطني للخط العربي والهندسة المعمارية في الجزائر، في حين سجلت القوافل الثقافية الجوارية (أماملن دلياس) غيابها منذ بداية جائحة كورونا، بعد أن كانت خلال السنوات الفارطة تجوب مختلف مناطق وقرى الولاية، لبعث وإحياء الطبوع الثقافية المحلية والمعارف التي تشتهر بها المنطقة منذ القدم، بتقديم الفرق المشكلة لها عروض في شتى المجالات، كالمسرح، وطبوع غنائية متنوعة.

كما تم تسجيل نشاط معتبر للمكتبة المتنقلة لإعادة إحياء حب المطالعة لدى جميع شرائح المجتمع، بالإضافة إلى مجموعة من العروض المسرحية على خشبة ركح قاعة «داسين»، وكذا أنشطة متنوعة للأطفال بمناسبة العطلة الشتوية، إضافة إلى السينما المتنقلة التي جابت بعض قرى وبلديات الولاية لعرض بعض الأفلام والشرائط الوثائقية الوطنية، في خطوة لبعث فن السينما، خاصة في ظل إعادة الاعتبار لقاعة سينما المدينة في قادم الأيام، وبالنسبة للسهرات تم تسجيل عدد معتبر من تنظيم ليالي رمضان بالساحات العمومية وإحياء بعض الحفلات الطربية بالمناسبة مع الأعياد الوطنية.