طباعة هذه الصفحة

تظاهرات فنية تعكس ثراء المنطقة

احتفــــــــاءً بالسنـــــــــــة الأمازيغيـــــــــة بالأوراس

إسكندر حجازي

 ستكون منطقة ثنية العابد العريقة والتاريخية بولاية باتنة، على موعد مميّز مع الاحتفالات الرسمية الخاصة بإحياء عيد رأس السنة الأمازيغية، المعروف محليا بـ «يناير»، والذي تم ترسيمه عيدا وطنيا في 12 يناير من كل سنة، بتنظيم العديد من التظاهرات الفنية والثقافية التي تعكس ثراء المنطقة وتتمسك بهوية مئات السنين، لتشكّل ركنا أساسيا من الهوية الجزائرية، حسب ما أفادت به رئيسة جمعية «زهرة الامل الثقافية» الفنانة التشكيلية أمال بكاي.

 كشفت الفنانة أمل بكاي رئيسة جمعية «زهرة الأمل الثقافية» في تصريح لـ «الشعب»، حرصها على إعطاء هذه التظاهرة البعد والمكانة التي تستحق كعيد وطني لكل الجزائريين، على اعتبار أن الثقافة الأمازيغية تشكّل جزءا بارزا في تاريخنا، التي ترجع إلى آلاف السنين، تقول المتحدثة وتنتشر في مختلف مناطق البلاد، كمنطقة الاوراس التي يتحدث سكانها اللهجة «الشّاوِيَة» بكل من باتنة، تبسة، أم البواقي وخنشلة.

وأشارت بكاي إلى أنّ المناسبة ستكون فرصة لعرض آخر لوحاتها التشكيلية التي أبدعتها أناملها خلال الأشهر الأخيرة، على غرار لوحة فنية فسيفسائية فريدة من نوعها بحروف لاتينية بعنوان «رعاية الله لنعيش معا بسلام» للقديس أغستين رجل السلام والأديب والفيلسوف الروماني، إضافة إلى اللوحة المتميزة الأخرى بحروف التفيناغ الخاصة بالسلام والأخوّة في أرض الجزائر، في إطار السنة الامازيغية، وهي لوحات فنية رائعة تحكي أساطير يناير في الذاكرة الشعبية الجزائرية ومختلف الطقوس المتعلقة بها.

وعن برنامج الاحتفالات، أشارت بكاي إلى تنظيم جمعيتها المعروفة بنشاطاتها الثقافية المميزة، العديد من العروض الفنية والورشات الثقافية، وكذا تنظيم معارض حرفية خاصة بالصناعات التقليدية لنساء الأرياف ومناطق الظل، بالإضافة إلى ندوات حول الثقافة واللغة الأمازيغية، ومختلف الطقوس الاحتفالية التي تشتهر بها منطقة الاوراس بالتعاون والتنسيق مع والي الولاية توفيق مزهود، الذي أكّد أيضا تسخيره لكل الإمكانيات المادية والبشرية لإنجاح الاحتفالات الرسمية، وجعلها عرسا وطنيا بامتياز.

كما أوضح الوالي أنّ برمجة الاحتفالات بمنطقة ثنية العابد هو اعتراف بدور هذه المنطقة على مر تاريخ الولاية قبل وأثناء وبعد الثورة المجيدة، إضافة إلى أنّ المنطقة لا تزال فعلا تحافظ على عادات وتقاليد الولاية الخاصة بيناير، مبديا التزامه الصادق والجاد على مرافقة كل فعاليات المجتمع المدني بالولاية للنهوض بها تنمويا وثقافيا، وفتحه لكل أبواب التواصل معها في كل الأوقات.

بدورها الفنانة بكاي أمال ثمّنت جهود الوالي في هذا الشأن، مشيرة إلى برمجتها لعدة زيارات ميدانية لمختلف بلديات الولاية، خاصة بمناطق الظل لتكريم الحرفيات بها على مجهوداتهن في النهوض بالصناعة التقليدية، ومساهمتهن في تفعيل التنمية المحلية، والحفاظ على الموروث والتراث الثقافي، والعادات والتقاليد التي تزخر بها المنطقة، خاصة ما تعلق بالأكلات الشعبية والزرابي والفخار..

والجدير بالذكر، أنّ والي باتنة أطلق عدة دعوات للمجتمع المدني للمساهمة في تفعيل الشأن الثقافي بالولاية، والمساهمة في إحياء هذا العيد بكل بلديات الولاية الـ 61، معتبرا إيّاه شريكا حقيقيا وله دور تكاملي مع مؤسسات الدولة، وفاعل أساسي في التنمية الثقافية والمحلية، مشيرا إلى تشجيعه لكل المبادرات الإيجابية التي تنهض بالمنطقة، خاصة فئة الشباب.