طباعة هذه الصفحة

الدور الفاصل للمونديال

«الخضر” أمام فرصة إعادة الهيبة القارية من ياوندي

محمد فوزي بقاص

 

شاءت الصدف أن يواجه أشبال المدرب جمال بلماضي، منتخب الكاميرون في الدور الفاصل المؤهل لنهائيات كأس العالم 2022 بقطر، في مواجهتين تاريخيتين قد تكون الأقوى والأكثر إثارة في تاريخ كرة القدم الجزائرية، لمحاولة اقتطاع تأشيرة التأهل للمونديال الخامس في تاريخ مشاركة “الخضر” في أرقى منافسة كروية بالعالم.
 
لم تكن قرعة الدور الفاصل المؤهل لنهائيات كأس العالم 2022 بقطر رحيمة على المنتخب الوطني، حيث أوقعته مع أحد عمالقة القارة السمراء الذي عاد بقوة منذ سنة، ­خصوصا أنّ البلد المنظم كسب ثقة كبيرة بعد تحقيقه 3 انتصارات متتالية في الدور الأول، وسيواجه اليوم في ثمن نهائي الطبعة 33 لكأس أمم أفريقيا، منتخب جزر القمر الذي يغيب عنه حراسه الثلاثة بسبب إصابتهم بفيروس كورونا.
الأسود غير المروضة لم تنهزم يوما أمام المنتخب الوطني في مواجهة رسمية، حيث تقابل المنتخبين في خمس مناسبات بكأس أمم أفريقيا، تغلبت خلالها الكاميرون على الجزائر في 3 مناسبات بـ “كان” (1986، 1998، 2000)، فيما تأهل روجي ميلا وزملائه إلى نهائي أمم أفريقيا على حساب رفقاء بلومي بضربات الترجيح بنتيجة (5-4) في نصف نهائي “كان” 1984، وتوّجت خلال تلك الطبعة بالكأس على حساب نيجيريا بنتيجة (3 – 1)، كما تعادلوا في لقاء وحيد بالعرس القاري في 2004 بالملعب الأولمبي لمدينة سوسة.
وكانت آخر مناسبة يلتقي فيها المنتخبات بتصفيات كأس العالم 2018 بروسيا، أين فرض رفقاء موكانجو التعادل بهدف لمثله على المحاربين في مواجهة الذهاب، وهو ما فجر أزمة كبيرة بين اللاعبين والمدرب الجديد الصربي ميروفان راييفاتس، بعدما طالب رفقاء مبولحي وقتها بإقالته كونه فقد أبجديات التدريب الحديث، ثورة جاءت بعدما كان يعيش المنتخب الوطني فترة زاهية من النتائج، رفقة المدرب الفرنسي كريستيان غوركوف الذي واصل سلسلة المباريات الإيجابية بعد رحيل المدرب الفرانكو بوسني وحيد هاليلوزيتش.
تعادل الكاميرون وقتها أدخل الجزائر في دوامة من الإقالات والاستقالات، حيث خلال سنة وحيدة تم الاستعانة بثلاثة مدربين، أين رحل راييفاتس الذي عوض بالمدرب البلجيكي جورج ليكانس، الأخير حقق بداية مخيبة بهزيمة ثقيلة بنتيجة (3-1) في الجولة الثانية من تصفيات المونديال، قبل أن يقوم بمشاركة كارثية بنهائيات أمم أفريقيا 2017 التي غادر على إثرها المنتخب من الدور الأول، ورحل معه ليكانس ليحل بعده المدرب الإسباني لوكاس ألكاراز، الذي أقيل هو الآخر بعد انهزامه في المواجهة المزدوجة أمام زامبيا بتصفيات كأس العالم، وبعدها الكاميرون في مباراة الجولة السادسة والأخيرة عن تصفيات المونديال الروسي بهدفين نظيفين، ليأتي بعدها المدرب ماجر وتتواصل معه النتائج السلبية، قبل وصول بلماضي الذي أعاد الأمور إلى نصابها وحقق نتائج باهرة، كللت بالتتويج بأمم أفريقيا وتحطيم العديد من الأرقام القياسية الوطنية والقارية وحتى الدولية، لكنّ المحاربين سقطوا بمدينة دوالا الكاميرونية، وهم مطالبون بالوقوف من مدينة ياوندي أمام المنتخب الذين عجزت كل أجيال المنتخب الوطني الإطاحة به، حيث أنّ الفوز هناك سيكون مرادفا للعودة أكثر قوة وتحقيق حلم التتويج للمونديال الخامس، وجني ثمار تضحيات أكثر من 3 سنوات عمل لطاقم المنتخب مع لاعبيه.  
كما حقق “الخضر” الفوز في مناسبة وحيدة على المنتخب الكاميروني، خلال مباراة ودية تحضيرية بالعاصمة الغابونية  ليبروفيل، بالملعب الأولمبي برباعية نظيفة بتاريخ 28 نوفمبر 1995، وكانت المرة الوحيدة التي تمكن خلالها الأفناك من الإطاحة بالأسود في تاريخ مواجهاتهم المباشرة.
من جهة أخرى، يعتبر المنتخب الكاميروني أكثر منتخب أفريقي شارك بنهائيات كأس العالم بسبع مشاركات كاملة، كما أنه لم ينهزم في تصفيات المونديال على أراضيه منذ 1976، وهي الإحصائية التي تؤكد بأنّ رفقاء القائد محرز لن يكونوا في مأمورية سهلة، للعودة إلى الجزائر بنصف تأشيرة التأهل إلى المونديال العربي.
في سياق منفصل، بدأ الناخب الوطني جمال بلماضي التحضير لمواجهة الكاميرون، مباشرة بعد نهاية قرعة الدور الفاصل المؤهل للمونديال، أين سيمكنه معاينة عن قرب رفقاء المهاجم القوي أبو بكار، بداية من اليوم أمام منتخب جزر القمر، وهو ما سيتيح له فرصة تحديد وصفته لإعادة هيبة المنتخب، الذي غادر منكسرا بنهائيات كأس أمم أفريقيا بالكاميرون، بعد الهزيمة في مواجهتي غينيا الاستوائية وكوت ديفوار والتعادل أمام منتخب سيراليون في الدور الأول.
يذكر أنّ المواجهتين بين الجزائر والكاميرون ستلعبان في الأسبوع الأخير من شهر مارس المقبل، ومواجهة العودة سيحتضنها ملعب مصطفى تشاكر بالبليدة.