طباعة هذه الصفحة

تساءل عن عزوف عمال الصحة

مواقع التواصل الاجتماعي ساهمت كثيرا في تراجع التلقيح

علي عزازقة

 

تطرق مدير معهد باستور، فوزي درار، أمس، إلى ملف التلقيح في صفوف المواطنين الذي يسجل تراجعا رهيبا مقارنة بما كان عليه قبيل الموجة الثالثة من فيروس «كورونا» جويلية الماضي.

قال فوزي درار، من مواقع «الشعب» الإلكترونية، إن مواقع التواصل الاجتماعي بكامل مشاربها، ساهت بشكل كبير في عزوف المواطنين عن تلقي اللقاح بصفة عامة.
وأوضح، أنه تم نشر في مواقع التواصل عديد الأمور البعيدة عن المنطق العلمي، بالرغم من أن العالم يعرف حملات تلقيح لقيت صدى واسعا، حيث تلقى 10 ملايير شخص اللقاح، مع وجود دول بلغت نسبة التلقيح فيها نسبا عالية جدا مقارنة بالجزائر.
ووصف مدير معهد باستور دور وسائل التواصل الاجتماعي في هذه النقطة بالهدام، الذي ثبط عزيمة المواطنين على تلقي اللقاح، وسط حملات عديدة قامت بها السلطات الوصية منذ استيراد أول دفعة من اللقاح المضاد لفيروس «كورونا».
بالمقابل، نوه البروفيسور فوزي درار، بدور هذه الوسائل في محنة الأكسيجين التي عرفتها البلاد شهر جويلية من السنة الماضي بسبب متحور «دالتا» الذي أنهك المنظومة الصحية بشكل لا يُصدق.
تجريم من يرفض التلقيح
ولأن رهان تلقيح عدد كبير من المواطنين، أضحى مرتبطا بضرورة التوعية بإيجابيات تلقيه وسط مجموعة من الأخبار المغلوطة الموزعة في صفحات «فايسبوك» ومواقع أخرى، دعا درار إلى صيغة جديدة لجلب المواطنين لمراكز التلقيح.
واعتبر أن الرافض للتلقيح «شخص مجرم في حق مجتمعه، لأنه لا يهتم بصحة من هم بالقرب منه، بل ويعمل على تشويه الحملات التي تعتمد عليها السلطات الوصية لتلقيح 50٪ أو أكثر لبلوغ المناعة الجماعية».
وأضاف:» اللقاح يحمي صحة المواطن، ما يوجب على الجميع التوجه إلى مراكز التلقيح من أجل كبح انتشار الفيروس وخفض عدد الوفيات، ويجب أن يعلم الرافضون له، أن حريتك تنتهي عند حرية الآخر».
إجبارية التلقيح في قطاع الصحة
من جهة أخرى، تساءل مدير معهد باستور، عن الأسباب التي جعلت عديد الأطباء والعاملين في القطاع الصحي لم يتلقوا التلقيح، بالرغم من أهميته بسبب استقباله لعديد المرضى والراغبين في تلقي اللقاح.
ودعا درار، إلى ضرورة إجبارية التلقيح وسط العاملين في القطاع الصحي، لأنه المرفق الأول الذي يستقبل المواطنين يوميا، إضافة إلى دعوات التلقيح التي يعد أساسها هذا القطاع المتمثل في وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات.
التشكيك في عدد الإصابات «عيب»
وأعاب فوزي درار، طريقة تعامل البعض مع الأرقام المعلنة من وزارة الصحة بخصوص الإصابات بفيروس «كورونا»، بالرغم من المجهودات المبذولة من قبل العمال في القطاع الصحي، موشحا أن العاملين في وزارة الصحة والمديريات الولائية يقومون بجهد كبير من أجل معرفة عدد الإصابات المسجلة يوميا وسط المواطنين المرضى.
وقال: «العاملون في المديريات الصحية في 58 ولاية يرسلون عدد الإصابات المسجلة بشكل يومي للوزارة التي تنشر الحصيلة بعد دراستها بشكل دقيق من قبل القائمين على هذا القسم في الوزارة».
وشدد المتحدث، أنه لا ينبغي أن ندلي بأرقام من وحي الخيال بهدف التشكيك في ما تنشره الوصاية من أرقام الإصابات والوفيات المتعلقة بفيروس «كورونا».
وأضاف: «يوجد من يتحدث عن 10 آلاف إصابة يوميا، في حين لما تسأله عن عدد الإصابات في ولاية معينة تجعله غير قادر على الإجابة».
وأقر درار، بوجود نقائص في بعض الولايات، بسبب نقص عدد مراكز الكشف، ما يمنع من معرفة العدد الحقيقي للإصابات، ما يوجب على الوصاية إنشاء مراكز خاصة تعمل على كشف المصابين لتقديم العدد الرسمي للحالات».
تمديد تعليق الدراسة بيد الرئيس
من جهة أخرى، أرجع مدير معهد باستور فوزي درار، قرار تمديد تعليق الدراسة في كل الأطوار التعليمية إلى رئيس الجمهورية وأن «القرار المتخذ يعد سياسيا مبنيا على أسس علمية».
وأشار المتحدث، إلى أن الوضع الذي اتخذ بسببه قرار تعليق الدراسة، لازال على حاله ويمكن أن يستمر لأيام أخرى. وأعلنت وزارة التربية الوطنية، تعليق الدراسة لمدة عشرة أيام، ابتداء من يوم الخميس 20 جانفي صباحا إلى غاية يوم السبت الجاري.
«دلتا» سيختفي في فيفري...
وقال البروفيسور فوزي درار، إن متحور «دلتا» سينقرض نهائيا في الجزائر بسبب السرعة الرهيبة لانتشار متحور «أوميكرون». وتوقع درار، لدى حلوله ضيفا على مواقع «الشعب» الإلكترونية، أن لا يتم تسجيل أي حالة إصابة «بدلتا» شهر فيفري المقبل. وذكر، أن الجميع تنبأ بحدوث موجة رابعة من الفيروس التاجي يكون «دلتا» الغالب فيها، لكن ظهور «أوميكرون» غيّر الموازين.
وأشار المسؤول ذاته، إلى أن المتحور المستجد أضحى غالبا بأكثر من 50٪، في حين سيصل لنسبة 80٪ بعد يومين أو ثلاثة.