طباعة هذه الصفحة

حلول دبلوماسية للأزمة الأوكرانية ممكنة

مباحثات جديدة بين بوتين وماكرون وبايدن

عقب فشل جهود دبلوماسية أوروبية حثيثة قادتها فرنسا وألمانيا، عقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس السبت محادثات هاتفية جديدة مع نظيريه الأمريكي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون في ظل وجود مزاعم أمريكية تدعي فيها واشنطن أن حربا في أوكرانيا قد تندلع «في أي وقت». وتزامن ذلك مع مباشرة موسكو تخفيض بعثتها الدبلوماسية في أوكرانيا.
أعلن البنتاغون أن رئيسَي الأركان الأمريكي الجنرال مارك ميلي والروسي الجنرال فاليري غيراسيموف تحادثا هاتفيا. وقال المتحدث باسم هيئة الأركان الأمريكية الكولونيل ديف باتلر، إن رئيسي الأركان «ناقشا الكثير من القضايا الأمنية المثيرة للقلق»، مشيرا إلى أنهما اتفقا على عدم نشر ما دار بينهما.
بوادر تصعيد
من جهة أخرى تحدث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، أمس السبت، «في محاولة أخيرة لتجنّب أي تداعيات للأزمة الأوكرانية».
وقال بلينكن في مؤتمر صحفي في جمهورية جزر فيجي الواقعة في جنوب المحيط الهادئ: «لا نزال نرى مؤشرات مقلقة جدًا إلى تصعيد بما في ذلك وصول قوات جديدة إلى الحدود مع أوكرانيا».
بينما يرى سفير روسيا في واشنطن أناتولي أنطونوف في تصريحات مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، حول مزاعم «غزو روسي» لأوكرانيا، رغبة أمريكية بزيادة حدة الحملة الدعائية ضد موسكو.
وقال أنطونوف: «لا نرى في مثل هذه التصريحات سوى رغبة الإدارة في رفع درجة الحملة الدعائية ضد بلادنا، وخلق انطباع لدى الجمهور بأن الاعتداء سيتم لا محالة».
وانتقد مزاعم المسؤولين الغربيين، بأن روسيا قد تهاجم الدولة المجاورة أثناء أو بعد الألعاب الأولمبية. وشدّد على أنها تفتقر لأي دليل، وعلى أن واشنطن تواصل «ذر الرماد في العيون» بزعم وجود بعض المعلومات الاستخباراتية لديها دون الكشف عنها.  وقال أنطونوف: «يلاحظ حتى المراقبون المحليون أن ثقة المواطنين الأمريكيين في مثل هذه المزاعم قد تراجعت بشكل حاد».
مواصلة المساعي الدبلوماسية
في وقت سابق، ذكر سوليفان أن واشنطن «لا تزال ترى» بوادر تصعيد للأزمة حول أوكرانيا و»انتشار قوات روسية جديدة» قرب الحدود.
ووفقا له، تعتقد الولايات المتحدة أن «الهجوم الروسي» قد يتمّ خلال الأولمبياد الجاري في بكين هذه الأيام.
أكد رئيس منظمة الأمن والتعاون في أوروبا وزير الخارجية البولوني زبيغنيو راو عقب زيارته لأوكرانيا، على «ضرورة تنفيذ اتفاقات مينسك» للتسوية في أوكرانيا.
وقال في بيان أعقب الزيارة إنه «ناقش مع وزير الخارجية الأوكراني دميتري كوليبا نزع التوتر واتخاذ تدابير تحقيق حل سلمي بجميع الأشكال، بما في ذلك عبر مجموعة الاتصال حول دونباس».
وشدّد الزعماء الغربيون بمن فيهم الرئيس الأمريكي جو بايدن مرارا على دعم اتفاقيات مينسك، وقال بايدن عقب محادثات جنيف مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في يونيو 2021، إنه «سنواصل الدبلوماسية على غرار اتفاقيات مينسك».
يذكر أن روسيا باشرت خفض وجودها الدبلوماسي في أوكرانيا، مؤكدة أمس السبت أنها تخشى «استفزازات» من جانب السلطات الأوكرانية أو «بلد آخر وسط تحذيرات متصاعدة من مزاعم تعتقد أن غزو روسي محتمل لجارتها.