طباعة هذه الصفحة

قطر والجزائر...

محطات مضيئة وعلاقات تاريخية متنامية

تندرج زيارة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى دولة قطر، في إطار العلاقات التاريخية المتميزة بين البلدين والحرص المشترك والمتواصل على دعمها والارتقاء بها نحو آفاق أعمق وأشمل، بما يخدم المصالح والأهداف والتطلعات المشتركة للدولتين وشعبيهما الشقيقين.
تسهم الزيارة والمباحثات في تطوير وتعزيز العلاقات بين الدوحة والجزائر في شتى المجالات، وتقديم المزيد من الدعم والإسناد للقضايا العربية والدولية التي يتشارك البلدان حيالها رؤى واحدة ومتطابقة.
وتكتسب زيارة الرئيس الجزائري بُعداً استثنائياً من حيث توقيتُها، حيت تأتي قبل انعقاد القمة العربية التي ستستضيفها الجزائرَ، كما تتزامن مع القمة السادسة لرؤساء الدول الأعضاء في منتدى الدول المصدرة للغاز بالدوحة، الأسبوع الجاري. علماً بأن الدولتين من أكبر منتجي ومصدري الغاز الطبيعي في العالم، كما أنهما دولتان محوريتان في إطار جامعة الدول العربية وفي المحيط الإقليمي.
وتتميز العلاقات بين الجمهورية الجزائرية ودولة قطر على المستوى السياسي، حيث ترتكز على الاحترام المتبادل والتشاور والتنسيق المستمرين. كما تعد العلاقات الثنائية تاريخية ومتنامية عبر محطات مضيئة، إذ ترجع الروابط الأخوية إلى سنوات طويلة مضت، وترسخت عبر عقود من التعاون والتآزر، فضلا عن أن دولة قطر من الدول التي دعمت نضال الشعب الجزائري وثورته منذ بداياتها، ووقفت إلى جانب الشقيقة الجزائر، ولا تزال على عهدها حتى اليوم، ما يعكس عمق العلاقة الوطيدة والأخوة العميقة والثقة المتبادلة.
تنظم العلاقات القطرية الجزائرية، العديد من الاتفاقات ومذكرات التفاهم والبروتوكولات، التي تشمل التعاون في مجالات الاقتصاد والتجارة، والصناعة والطاقة والمناجم والاستثمار، والزراعة والسياحة، والصحة والرياضة، والجمارك والنقل البحري والفلاحة والتعاون العسكري، فضلا عن قطاعات الثقافة والإعلام والرياضة، والتخطيط العمراني، إلى جانب التعاون في المجالات القانونية والقضائية، والرقابة الاقتصادية ومكافحة الغش التجاري وتجنب الازدواج الضريبي، والصيد البحري والموارد المائية والمحميات الطبيعية. وعززت هذه الاتفاقيات العلاقات ورسختها وارتقت بها من مرحلة التعاون الثنائي إلى الشراكة الاستراتيجية الطموحة الواثقة بتحقيق أهدافها ونجاح مشروعاتها.
وتعتبر الجزائر من الوجهات الاستثمارية التي تلقى اهتمام رجال الأعمال القطريين، فقد تم السنوات الأخيرة إنشاء عدد من المشروعات الاستثمارية القطرية بالجزائر، كان أبرزها مشروع «بلارة الجزائري القطري للصلب» بولاية جيجل، وبتكلفة ملياري دولار تقريبا، وبطاقة إنتاجية تقدر بـ5 ملايين طن من الصلب.
ويعد المشروع من أهم مشاريع الشراكة الاستراتيجية بالمجال الاقتصادي بين البلدين، فضلا عن مجموعة «أُوريدو» الرائدة بقطاع الاتصالات، التي حققت وتحقق نجاحاً معتبراً في الجزائر. وهناك العديد من الاستثمارات المهمة لرجال أعمال قطريين بعدة ميادين، كالزراعة والسياحة والخدمات والبيئة وغيرها من المجالات. وتعتبر قطر من أكبر المستثمرين بالسوق الجزائري، كونه سوقا واعداً ويزخر بالكثير من الفرص التي تجذب أي مستثمر.
وتوجد عشرات الشركات القطرية الجزائرية المشتركة العاملة بالسوق القطري، ومن المنتظر زيادة أعدادها خلال الفترة المقبلة، خصوصا مع توفر العديد من الفرص الاستثمارية بمختلف القطاعات الاقتصادية ولا سيما الصناعات الصغيرة والمتوسطة، في ضوء قدرات وإمكانات الدولتين.
(عن وكالة الأنباء القطرية)