طباعة هذه الصفحة

أزمة حليب الأكياس بمستغانم

مديرية التجارة توضح لـ«الشعب»: الأسباب

مستغانم: غانية زيوي

تشهد العديد من المحلات التجارية بولاية مستغانم ندرة ملحوظة في أكياس الحليب المدعم، مما آثار حفيظة المواطنين حول النقص المسجل في هذه المادة الأساسية متسائلين عن السبب وراء ذلك، ومطالبين السلطات المعنية بالتدخل السريع، خاصة مع اقتراب شهر رمضان الفضيل.
جدّد المواطنون في الفترة الأخيرة معاناتهم مع الأزمة الحادة في مادة الحليب حيث أضحوا ينهضون باكرا متنقلين من محل لآخر من أجل الظفر ولو بكيس، وإن وجد يقضون بالساعات في طوابير طويلة عريضة عساهم يحظون بكيس حليب، وأمام الطلب المتزايد على هذه المادة الضرورية وقلة التوزيع يخلق أزمة خانقة بالولاية تستدعي إعادة النظر ودراسة معمقة للقضاء على هذا المشكل الذي بات يؤرق المواطن والمسؤولين على حدّ سواء.
ولدى تقرّبنا من بعضهم عبروا لنا عن استيائهم الشديد من عودة مسلسل أزمة الحليب الذي يتكرّر كل مرة، كما أنهم ضاقوا ذرعا جراء هذه الندرة التي طالت عليهم ونغصت عليهم حياتهم خاصة عدم قدرتهم على اقتناء حليب البودرة الذي عرف هو الآخر ارتفاعا فاحشا في الثمن، الأمر الذي أدخلهم في دوامة البحث الطويلة للظفر بكيس حليب أو كيسين على أكثر تقدير مع اقتناء كيس من حليب البقر، وحسب تصريح بعضهم فإن الحليب أصبح يوزع بالمحاسبة  على حدّ قولهم وبهذا يعيش المواطن البسيط معاناة حقيقية بين سندان الندرة ومطرقة الغلاء الفاحش في مختلف المواد الغذائية الواسعة الاستهلاك.

ضعف الإنتاج أمام كثرة الطلب

أوضح سيد أحمد غالي رئيس مصلحة ملاحظة السوق والإعلام الاقتصادي بالمديرية الولائية للتجارة وترقية الصادرات في تصريح لـ»الشعب» سبب قلة حليب الأكياس المبستر المدعم عبر مختلف المحلات التجارية إلى ضعف القدرة الإنتاجية للولاية التي لا تتعدى 120 ألف لتر يوميا فيما لا تلبي احتياجات الاستهلاك التي تتطلّب حوالي 140 ألف لتر يوميا.
وأشار المتحدث، إلى أن مستغانم كانت تتوفر على ثلاثة ملبنات فيما توقفت ملبنة خاصة عن النشاط منذ 13 جانفي الفارط، ولكن بعد التنسيق مع المصالح الفلاحية والديوان الوطني المهني للحليب ومشتقاته تمّ تحويل الكمية التي كانت تستفيد منها الملبنة المتوقفة الى المؤسسة العمومية للمجمع الصناعي لإنتاج الحليب ومشتقاته «جيبلي».
وبالرغم من هذا، إلا أن القدرة الإنتاجية للملبنتين غير كافية لتغطية احتياجات الولاية، بحيث ينتج المجمع في حدود 110 لتر يوميا، فيما لا تتجاوز قدرة إنتاج الملبنة الثانية 9 آلاف لتر يوميا، هذا إلى جانب استفادة كل من ولايات وهران ومعسكر وغليزان من الكميات التي تنتج بمستغانم من المؤسسة العمومية جيبلي وفق خارطة الطريق الموضوعة من قبل الديوان.
كما يرجع سبب الندرة، حسب ذات المتحدث أيضا إلى ارتفاع الكثافة السكانية أمام نقص كمية مسحوق غبرة الحليب التي تستفيد منها الولاية، وذلك بناء على خريطة التوزيع التي وضعها الديوان الوطني المهني للحليب ومشتقاته منذ سنة 2011 والتي لم  يطرأ عليها أي تغيير إلى غاية اليوم، مما تمّ تسجيل زيادة في الطلب أمام نقص التوزيع الأمر الذي يخلق أزمة في حليب الأكياس.
هذا إلى جانب ثقافة الاستهلاك عند المواطن الذي يساهم بنسبة كبيرة في هذا المشكل وعوض اقتناءه كيس أو كيسين يقتني كميات كبيرة على حساب مواطن آخر، فيما يخلق نوع من التذبذب ويخلق أزمة، وقطاع التجارة يعكف على المتابعة لسير عملية التوزيع بتسخير فرق لمراقبة المحلات التجارية وتسجيل مختلف التجاوزات مع استقبال شكاوي المواطنين في حالة عدم التوزيع بمنطقة أو جهة ما يتمّ مراسلة مؤسسة جيبلي لتدارك الوضع، يضيف سيد احمد غالي.
كما تمّ فتح أربعة نقاط بيع أخرى لحليب الأكياس بكل من سوق عين الصفراء والسوق الجوارية 5 جويلية ووحدة في جبلي والسوق المغطاة وسط المدينة بحيث يتمّ ضخ حوالي ألف لتر يوميا، في انتظار انفراج هذه الأزمة مع بداية شهر رمضان حسب تصريحات الجهات المعنية بضخ كميات إضافية من أجل خلق استقرار وتوازن في هذه المادة الأساسية.