طباعة هذه الصفحة

مجلس الأمن يجتمع وفرض عقوبات على روسيا

معــارك عـلى مشــارف كييف وموسكـو تشـدّد الخنـاق

تواصل القوات المسلحة الروسية عمليتها العسكرية الخاصة في أوكرانيا وقالت إنها  تهدف إلى حماية اقليم دونباس وإزالة التهديدات الصادرة من الأراضي الأوكرانية لأمن روسيا، في وقت اجتمع مجلس الأمن لفرض عقوبات على موسكو، بينما مازال الرئيس الفرنسي يرى أنه من المفيد «ترك الطريق مفتوحا» للحوار مع روسيا من أجل وقف عملياتها في أوكرانيا. في وقت وصلت المعارك أمس، إلى مشارف كييف مع تقدم القوات الروسية باتجاه العاصمة، في حين تواصت المعارك في عدة جبهات أخرى.
اجتمع مجلس الأمن الدولي أمس الجمعة للتصويت على مشروع قرار قدّمته الولايات المتحدة وألبانيا يدين العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا وطالبها بسحب قواتها، علما أن موسكو تملك حق النقض بصفتها عضوا دائما في هذا المجلس.
في وقت مازالت مساعي الرئيس الفرنسي قائمة لوقف التصعيد، حيث قال ذلك في تصريحات أدلى بها ماكرون إثر قمة للاتحاد الأوروبي في بروكسل إنه أجرى اتصالا هاتفيا «صريحا ومباشرا وسريعا» مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين «ليطلب منه أولا وقف العمليات العسكرية في أسرع وقت وثانيا لعرض إجراء محادثة مع (الرئيس الأوكراني فلوديمير) زيلينسكي الذي طلب ذلك لكنه لم يستطع الوصول إليه بنفسه».
الطريق مفتوح للحوار
  وأضاف ماكرون: «بينما أدين وأفرض عقوبات» من المفيد «ترك هذا الطريق مفتوحا، حتى نتمكن في اليوم الذي تتوفر فيه الشروط، من التوصل إلى وقف للأعمال العسكرية». وأكد أنه فضلا عن حزمة العقوبات الأوروبية، ستفرض فرنسا عقوبات خاصة بها على روسيا. وصرّح ماكرون بأن بلاده ستسرع نشر جنود في رومانيا في إطار حلف شمال الأطلسي.
من جهة أخرى اعتبر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن بلاده لم يكن أمامها خيار للدفاع عن نفسها سوى شن هجوم عسكري على أوكرانيا، مشدّدا على أن بلاده «لا تريد الحاق الضرر بالنظام الاقتصادي العالمي ولا استبعادها منه».
مفاوضات في وضع محايد
ذكرت تقارير إعلامية أمس الجمعة، أن إدارة الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي، أكدت استعدادها لإجراء مفاوضات مع روسيا وقبولها بأن تكون في «وضع محايد».
ونقلت وسائل إعلام عن مستشار الرئيس الأوكراني، أن كيييف أكدت استعدادها للتفاوض حول وضع يجعلها دولة «محايدة»، لكنها بحاجة إلى ضمانات أمنية.
تجدر الإشارة، إلى أن الرئيس الأوكراني صرّح في وقت سابق بأنه لا يخشى مناقشة أي مسائل مع روسيا، بما في ذلك مسألة ضمان ألا تكون أوكرانيا عضوا في حلف شمال الأطلسي (الناتو).
بينما قال الكرملين، إن العملية العسكرية ضد أوكرانيا ستستمر ما دامت ضرورية بناء على «نتائجها» و»جدواها» مقدّرا أن الروس سيدعمون هجوما مماثلا.
واعتبر أن قرار مهاجمة أوكرانيا «يُمليه القلق على مستقبل» روسيا التي طلبت على مدى أسابيع من الدول الغربية ضمان ألا تنضمّ كييف أبدًا إلى حلف شمال الأطلسي. وتحدث عن «تحييد الإمكانات العسكرية» الأوكرانية «التي تطوّرت بقوة مؤخرًا «بما في ذلك بفضل أنشطة دول أجنبية».
الناتو ينأى بنفسه
بعد يوم من العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، أعلن حلف شمال الأطلسي أنه سيفعل «خططه الدفاعية» للدول الحليفة وعقد أمس قمة طارئة لدوله الأعضاء (30 دولة). فيما أكد أمينه العام ينس ستولتنبرغ عدم نية الحلف إرسال قوات إلى أوكرانيا. وتجدر الإشارة إلى أن أوكرانيا شريكة لحلف شمال الأطلسي لكنها ليست عضوا فيه.
قال أمين عام حلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ إنه سيتخذ خطوات إضافية لتقوية تدابير «الردع والدفاع» بعد بداية العملية العسكرية الروسية لكنه أكد أن الحلف لا ينوي إرسال قوات إلى هناك.
الميدان تحت سيطرة الروس
أعلنت الرئاسة الأوكرانية، أن القوات الروسية سيطرت على محطة تشيرنوبل التي شهدت العام 1986 أسوأ حادث نووي في التاريخ.
كما أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أن قواتها عطلت منذ بداية العملية العسكرية الخاصة 118 منشأة للبنية التحتية العسكرية الأوكرانية ودمرت عشرات قطع الآليات والمعدات العسكرية.
ومع تطويقها للعاصمة كييف أعلنت القوات الروسية أنها لن تقصف المناطق السكنية، ما يعني أن العاصمة ستستسلم بدون مقاومة وستسقط تحت سيطرة روسيا، كما وقع للعديد من المدن الأوكرانية.